الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الوطني الربيعي 2» يؤلف بين النشء والتراث

«الوطني الربيعي 2» يؤلف بين النشء والتراث
31 ديسمبر 2013 09:35
يواصل الملتقى الوطني الربيعي الثاني فعاليات أسبوعه الثالث والأخير، وسط تجاوب كبير من طلاب المدارس والزوار وأبناء المراكز المنتسبين إلى نادي تراث الإمارات، فضلاً عن الحضور المتميز لأولياء الأمور، ما شكل أجواء عائلية خاصة في جزيرة السمالية، واستطاع الملتقى أن يوصل رسالته الوطنية التي تهدف إلى تعزيز القيم والتقاليد الأصيلة، ومن ثم بث الروح الجماعية بين الطلاب، بما يُسهم في استثمار أوقات الفراغ، وتنمية مهاراتهم، بالإضافة إلى تفاعلهم مع القيم الوطنية، التي تؤهلهم لأن يكونوا مواطنين صالحين في المستقبل. شهد الأسبوع الثالث للملتقى الوطني الربيعي، الذي يحظى برعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، في بدايته بإقبال كبير من قبل الطلاب وذويهم من أجل المشاركة فيما يقرب من 16 نشاطاً، وتنقلوا بين ميادين جزيرة السمالية بحب منقطع النظير، إذ إن الرحلة، التي بدأت قبل أسبوعين في قلب جزيرة الأحلام «السمالية»، وتحط رحالها في هذا الأسبوع ملأت فراغ الطلاب، وبثت فيهم النشاط وأضفت عليهم أجواء البهجة عبر اندماجهم في البرامج الثقافية والفنية التراثية، وهو ما يجعلهم يقبلون على استئناف الدراسة خلال الأسبوع المقبل بهمة ونشاط. مفاهيم وطنية بخصوص تنوع برنامج الملتقى الوطني الثاني في أسبوعه الأخير، يقول مدير إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات سعيد المناعي: إن الملتقى الوطني الربيعي الثاني احتفى خلال هذا الأسبوع بالأُسر الإماراتية التي قررت متابعة أبنائها في الفعاليات التي تُجرى على أرض جزيرة السمالية، وكان من ضمن هذه الأسر مجموعة جاءت خصيصاً من إمارة رأس الخيمة، وتضم نحو 20 فرداً واستقبلتهم إدارة الأنشطة بالترحاب، وأطلعتهم على العديد من المناشط التي تتوزع في كل أنحاء الجزيرة، وكان من اللافت أن الإدارة قررت منح رب الأسرة شهادة تقدير نظراً لحرصه الدائم على الحضور إلى السمالية في كل عام، ومن ثم التفاعل بقوة مع كل ما يقدمه الملتقى الوطني الربيعي الثاني من فعاليات وبرامج ومسابقات تعزز المفاهيم الوطنية بكل معانيها. ويوضح أن جزيرة السمالية يوماً بعد يوم تحظى بثقة أولياء الأمور، وما يدل على ذلك أن أعداد الطلاب تتزايد بصورة كبيرة، فضلاً عن أن الآباء يحرصون على الحضور إلى الجزيرة للاطمئنان على طبيعة الأنشطة التي يمارسها أبناؤهم، مشيراً إلى أن هناك رضا من قبل الآباء عن كل ما يقدم في جزيرة السمالية لهذه الفئة التي يعتني نادي تراث الإمارات بها، ويحاول أن يجعلها تتشرب المعاني التراثية الأصيلة. ويرى المناعي أن السمالية أصبحت ملتقى العائلة الإماراتية في أجواء تملؤها المحبة والصداقة، حيث إن العديد من الأسر التي التقت للمرة الأولى في ربوع الجزيرة تعارفت فيما بينها، ونشأ بين أبنائها علاقات صداقة قوية، وهو ما يضع إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات في تحد جديد من أجل أن تظل البرامج التراثية في أكمل حالة، حتى يتفاعل معها الطلاب ويقررون أن تكون السمالية هي وجهتهم في الإجازات. الحياة قديماً حول الأجواء العائلية التي سيطرت على جزيرة السمالية خلال الأسبوع الثالث للملتقى الوطني الربيعي (2)، يقول الباحث في التراث المحلي أحمد الرميثي: «حرصت إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات منذ بداية الملتقى على فتح أبواب جزيرة السمالية أمام أولياء الأمور والزوار وممثلي بعض الهيئات والمؤسسات بالدولة، وهو ما ساعد على نجاح الملتقى ومنحه زخماً خاصاً، حيث تشكل السمالية في الوقت الراهن المعمل الحيوي الذي يغذي الطلاب بالعادات والتقاليد الإماراتية الرشيدة، ويطلعهم في الوقت نفسه على الحياة القديمة التي عاش في رحابها الأجداد، فالجزيرة تحفل بكل مقومات الموروث الشعبي المحلي، ويكفي أن يتجول الزائر في أرجائها حتى يكتشف بنفسه أنه تلمس بالفعل خطى الآباء، وتعرف عن كثب على الحياة الأولى للآباء في حلهم وترحالهم وجدهم واجتهادهم بحثاً عن الرزق في رحاب البيئة البحرية، التي كانت ولا تزال لها مكانة خاصة في حياتهم بما تحمله من زخم الصيد ومعداته وسفنه التراثية. ويبين أن الطبيعة البرية تحظى باهتمام واسع من قبل الزوار لكون جزيرة السمالية هي إحدى المحميات الطبيعي. ويوضح أنه وعلى مدار الأسبوعين الماضيين كانت الجزيرة نقطة ارتكاز للعديد من أولياء الأمور وأبنائهم الزوار حيث جذبهم الموروث الشعبي الأصيل والأبنية التراثية التي توسعت في جميع أرجاء السمالية وزيارة الطلاب إلى الميادين المهمة، التي تحتضنها السمالية مثل الفروسية والهجن والرماية التقليدية والشراع الرملي والشراع الحديث والتقليدي والسفينة التراثية والطيران الإلكتروني والسباحة والنشاط البيئي، وفعاليات الوجهة البحرية، حيث تم تنظيم العديد من ورش العمل التدريبية على الصيد بالطرق التقليدية، والتعرف على عملية فلق المحار، بالإضافة إلى الاطلاع على أسرار مهنة الغوص بشكلها القديم، إلى جانب أن هذا الأسبوع يمنح الزوار والطلاب والعائلات التي قصدته فرصة للمشاركة في الجولة البحرية في السفينة التراثية وما يحيط بها من كنوز بحرية، بالإضافة إلى المشاركة في البرنامج الذي ننظمه على ثلاث ورشات تدريبية تتضمن رياضات الفروسية والهجن والصقارة تحت إشراف مدربين متخصصين. ويذكر الرميثي أن الأنشطة التي تم اعتمادها خلال هذا الأسبوع كانت متعددة، وتابعتها إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات حيث تم تخصيص برنامج للشباب للتعرف على المجالات التراثية كافة، والمشاركة في المسابقات والبطولات والمهرجانات المتنوعة التراثية. معسكر السباحة بمناسبة قرب انتهاء معسكر السباحة بالجزيرة، يقول المدرب محمد أسعد: إنه منذ الأسبوع الأول وإدارة الأنشطة أصرت على أن تكون عملية تدريب الطلاب في المسبح من أعلى إلى أسفل، ومن ثم التدريب على السباحة بشكل عام لرفع مستوى السباح، ومن ثم الاطمئنان على حالة جميع اللاعبين بحيث يتعودون على البقاء في المعسكرات الطويلة إذ إن معظم اللاعبين تتراوح أعمارهم من 10 إلى 14 عاماً. ويضيف: «خلال الأسبوع الثاني قمنا برفع الأحمال التدريبية الأرضية، والأحمال التدريبية في السباحة عنهم حيث وصلت تلك الأحمال إلى 9 كيلوات، ومع بداية الأسبوع الثالث عملنا على إكسابهم تدريبات التهدئة، بالإضافة إلى دورات داخلية عن كرة الماء، وخلال هذا الأسبوع أيضاً سنقيم مباراة ودية مع فريق نادي الجزيرة للسباحة بحيث سيتم منح اللاعبين وقت للترفيه والتعرف على جزيرة السمالية بشكل أكبر»، موضحا أنه ونظـراً لأن محمد عمر، المنسق العام بالجزيرة، قدم لنا جميع التسهيلات وحاز إعجـاب ورضا السـباحين فإنهم قرروا أن يكرموه في نهاية ختام هذا الأسبوع. ويتابع أسعد: «حققنا جميع الأهداف المرجوة من إقامة المعسكر الطويل بالنسبة لفريق السباحة، حيث إن مثل هذه المعسكرات تعطي جرعات تدريبية مكثفة للاعبين، وتحثهم على الالتزام بأوقات الصلاة، واحترام الوقت، والاستفادة الكاملة من كل إمكانات جزيرة السمالية وجميع مناشطها». ومن الذين كانت لهم مشاركات متميزة في السباقات البحرية خليفة العامري، الذي يبلغ من العمر 14 عاماً، حيث شارك في سباقات السرعة التي تتمثل في 50 مترا فراشة، وسباقات 100 متر حرة، و200 متر حرة أيضاً. وشارك في بطولة المسابقات الطويلة، وسبح لمسافة 4 كيلو متر في عرض البحر، وهو الأول في التصفيات الفردية لكنه ينتظره مستقبل واعد في مجال السباحة، ويبين العامري أنه من عائلة تعشق السباحة، لذا فهو عندما انضم إلى سباحي جزيرة السمالية منذ عدة سنوات قرر أن يتعلم السباحة وأن يبرز فيها. ويلفت إلى أن مدربه له فضل كبير في المستوى الذي وصل إليه، وجعله متميزاً عن بقية أقرانه في هذه الرياضة. باب تراثي لفت نظر راشد الكعبي أحد الأبواب التراثية التي كانت تتوسط بيتاً قديماً في ساحة مخيم العائلة لذا لم يتردد في الذهاب إلى خلف البيت من أجل الدخول إليه ومن ثم فتح الباب التراثي القديم والتعرف عن قرب على الأشكال التراثية التي توزعت على جنباته وفي أثناء ذلك تحرك بعض الصبيان بناحية الأبواب الموجودة على طرفي البيت وهو ما شكل لوحة تلقائية جمعت العديد من الأولاد حول هذا المبنى التراثي العتيق الذي جمع برجيلاً وحصناً وعدداً من الحجرات القديمة في أجواء من المرح والسعادة. أسرة رأس الخيمة من ضمن الذين حرصوا على إحضار عدد كبير من أفراد العائلة المهندس عدنان أحمد المنصوري الذي يهتم كل عام بالحضور إلى جزيرة السمالية من أجل المشاركة في الأنشطة التي تقام فيها بين الحين والآخر، وعلى الرغم من أنه كان يحضر في كل مرة بعدد قليل من أفراد عائلته ،إلا أنه في ختام الملتقى الوطني الربيعي الثاني حرص على أن يصطحب معه ما لا يقل عن 20 فرداً من أفراد العائلة، ويورد المنصوري أنه فوجئ باهتمام كبير من قبل إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات حيث وجد في استقباله وأسرته مدير إدارة الأنشطة بالنادي سعيد المناعي وأحمد مرشد الرميثي وعدد من المشرفين التراثيين بالجزيرة واصطحبوا الأسرة كاملة في جولة إلى كل ما تحتويه الجزيرة من مبان تراثية وأنشطة ميدانية بالاضافة إلى أن النادي منحني شهادة تقدير فضلاً عن استمتاع جميع أفراد أسرتي بهذه الجولة التي لحسن الحظ أنها كانت في أجواء شتوية أكثر من رائعة. نخلة في عيون البراءة طلب محمد الكعبي وراشد الحوسني من أحد المشرفين بالجزيرة أن يصطحبهما إلى إحدى النخلات الموجودة في الجزيرة من أجل التقاط بعض الصور التذكارية ومن ثم إعطاؤهما لمحة عن أهمية النخلة «واليريد» في حياة الإماراتيين وكيفية جمع التمر في موسمه، وبالفعل استجاب لهما وهو ما شجع العديد من الطلاب على الاستماع إلى المحاضرة السريعة التي تحدث فيها المشرف عن الأهمية الكبرى للنخلة في الحياة الإماراتية قديماً وحديثاً. الطيران الورقي في إحدى قاعات جزيرة السمالية تجمع عدد كبير من طلاب المدارس والمراكز التابعة لنادي تراث الإمارات لمشاهدة فيلم تسجيلي حول كيفية التحكم في الطيران الورقي، وبعد شرح مستفيض من المدرب التراثي ذاكير حسين قام بعض الطلاب بالتدريب على التحكم في الطائرة، وهو ما يجعلهم في حالة من السعادة الغامرة، وأكسبهم ثقة في أنفسهم بأنهم يستطيعون بالفعل أن يقومون بتجارب ناجحة بالنسبة للطيران الورقي. ومن ضمن الطلاب، الذين أصروا على التحكم في إحدى الطائرات الورقية محمد المرزوقي، الذي يبلغ من العمر 6 سنوات، وهو من ضمن طلاب مركز أبوظبي إذ طلب من المدرب أن يعطيه جهاز التحكم، وبالفعل استطاع الطفل أن يتحكم في الطائرة، ويحركها إلى عدة جهات ويجعلها تؤدي حركات بهلوانية في الجو. مخيم العائلات حفُل مخيم العائلات بحضور عدد كثيف من أولياء الأمور والأبناء، حيث تجمع الطلاب بشكل عفوي، وتوزعوا في جنبات المخيم من أجل أن تمارس كل مجموعة النشاط المحبب إليها فمنهم من ذهب إلى جهة الهجن وجزء آخر ذهب إلى ركن الفروسية، أما العدد المتبقي من الطلاب فقد تجمعوا في حلقات من أجل ممارسة بعض الألعاب الشعبية مثل لعبة «الميت»، وهي لعبة شعبية يمارسها فريقان عدد كل منهما من 5 إلى 10 لاعبين، ويتطلب أن يكون عدد كل فريق مساوياً للآخر بحيث يتم اللعب على أرض رملية تتوسطها دائرة، ثم يتم اختيار رئيس أو قائد لكل فريق بعد إجراء القرعة، ويتحدد بعد ذلك وضع كل منهما، إذ يصبح أحد الفريقين داخل الدائرة، بينما يصبح الفريق الثاني خارجها بفعل الدفع المستمر من قبل كل طرف.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©