اعتمد معيارين عند القيام بالتنبؤات هما: تطبيق القوانين الفيزيائية، وإظهار النماذج الأولية كمقياس «لثبوتية المبدأ»، وقد قمت بإجراء أكثر من 300 مقابلة مع أبرز علماء العالم، وسمح لي العديد منهم بدخول مختبراتهم التي يصنعون فيها المستقبل. كانت إنجازاتهم وأحلامهم جديرة بالاهتمام.
وبالنتيجة سأطرح عليكم لمحة مّما يمكن أن يحدث في العقود المقبلة: ستختفي الحواسيب، وفقاً لقانون مور، تتضاعف طاقة الحاسوب كل 18 شهراً، وهذا يعني أنه بعد مرور أكثر من 10 أعوام سيصبح سعر الشريحة رخيص جداً، أي ما يعادل سعر قصاصة من الورق وسوف تختفي الحواسيب التي نعرفها ولكنها ستكون منتشرة في كل مكان بدون أن تشغل حيزاً، نراها ولا نراها، تماماً كالكهرباء والمياه الجارية. وستصاحبنا السحابة أينما ذهبنا بكل هدوء كالظل تماماً حاملة معها أحلامنا في كل مكان وزمان.
وستصبح تقنية الحقيقة المدمجة أمراً واقعاً في كل يوم من حياتنا.
هل تذكرون فيلم «ماتريكس»، الذي برزت فيه المعلومات الافتراضية وسيلة للمساعدة في أعمال الحياة اليومية الفعلية؟: إن مثل هذه الأفلام لن تكون ملائمة دائماً في هوليوود، ولكن ماذا لو أصبح بإمكاننا دخول الإنترنت من خلال عدسة في العين، عندها سيصبح من الممكن ظهور بيانات الشخص الذي تحادثه وجهاً لوجه وستظهر لك الترجمة إذا كانت اللغة أجنبية وستُحدث هذه العدسات ثورة تكنولوجية في حياة الممثلين والسياسيين والجراحين والسياح والجنود ورواد الفضاء، كونها ستزودهم بالخرائط والمخطوطات والحوارات والترجمة والسير الذاتية والرسوم البيانية في رفة عين.
كما أن شبكة العقل تندمج مع الإنترنت في العقود المقبلة، سنتمكن من التحكم بالحاسوب بعقولنا دون الحاجة لاستعمال الفأرة.
وفي هذا الصدد، يصرف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مئات ملايين الدولارات للتعرف على المسارات العصبية في الدماغ، وهو يعد من أكبر المشاريع العلمية القادمة. وسيخفف هذا الأمر من مأساة الكثيرين الذين يعانون من أمراض عقلية، وسيتيح التحكم بالحاسوب واللعب بألعاب الفيديو والآلات الكهربائية واستخدام الكرسي المتحرك والأيدي والأرجل الميكانيكية من قبل الذين يعانون من مختلف أنواع الشلل من خلال بذل مجهود قليل وتفكير بسيط.
ومن منظور الخيال العلمي، سنتمكن من تجربة التخاطر الفكري عبر الإنترنت (التواصل بالفكر)، والتحريك الذهني (السيطرة على المسألة بالعقل)، وتحميل الذكريات وفتح شبكة ذهنية على الإنترنت (مراسلة الذكريات والعواطف عبر الإنترنت) وحتى تسجيل الأحلام. وقد تم إثبات صحة الأدلة الأساسية من حيث المبدأ.
وسيكون لهذا تأثير كبير على الصعيد الإجتماعي، فمن الممكن تحميل الذكريات وتدريب العاطلين عن العمل على مهارة جديدة في كل يوم، وسيتاح للطلاب أخذ الدروس وهم نيام. وستمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي بالعواطف والذكريات. وقد تطرح صالات السينما المشاعر والأحاسيس والعواطف والذكريات بالصوت والصورة.
الرأسمالية ستصبح أفضل
نحن في طريقنا إلى نسخة أفضل من الرأسمالية، عندما تصبح قواعد العرض والطلب متماثلة تماما، لأن جميع الأطراف تعرف كل شيئ عن المنتج أو الخدمة أو العميل. وسنتمكن عندئذ من تحديد موقع ملاقاة منحنى العرض بنمحنى الطلب بكل دقة، مما سيرفع من كفاءة السوق التجارية إلى حد كبير.
كما ستتوافر الروبوتات على نطاق واسع، فعقب بدايات غير موفقة، بدأ الذكاء الصناعي بالزحف إلى حياتنا اليومية. مثل «روبودوك» الطبيب المتحرك و»روبولوير» المحامي المتحرك. وقريباً سنحصل على نصائح فورية وموثوقة في أي وقت وبلغة بسيطة ومفهومة.
وخلال عقد من الآن، ستعمل هيئات النقل بشكل مؤتمت، وسنشهد سيارات دون سائق يقودها نظام تحديد المواقع ويسيطر على سرعتها الرادار في الطرق الطويلة وستصبح الحوادث والاختناقات المرورية من الماضي وستحفظ حياة الملايين يومياً.
نقلاً عن نيويورك تايمز الأميريكية
عدد اليوم
