السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنان يرسم بالرمال لوحات بديعة تعكس طبيعة البيئة

فنان يرسم بالرمال لوحات بديعة تعكس طبيعة البيئة
5 فبراير 2012
يتعامل الفنان محمود فتحي في القرية الفرعونية بدبي، مع الرسم بالرمال الملونة بإتقان وصبر، وهو يرص ذرات الرمال بحذر شديد ليشكل بها لوحة فنية غاية في الجمال، تعكس في شكلها طبيعة البيئة الصحراوي المترامية الأطراف، في منظر بديع، فتتعانق النخيل في ليلة مقمرة، وتمشي سفينة الصحراء بكل هدوء، في عالم شكله الفنان ليحتفظ به في قارورة زجاجية لتكون ذكرى جملية لكل زائر. هذه الحرفة الذي وجد فتحي نفسه مولعا بها، وقد استهوته الرمال الملونة، وأراد أن يخوض تحدي الرسم به، ونظراً لكونه خريج إحدى كليات الفنون الجميلة، فهو يمتلك من الموهبة ما يجعله قادرا على التعامل مع الفرش والألوان، إلا أن سحر الرمال كثيراً ما كان يأسره، فهي تعني له بالحياة، في شكلها ومظهرها، وتجعله ينتقل إلى حيث الطبيعة الساحرة بخاماتها وتفاصيلها الطبيعة الخلابة، وهو يشاهد نتاج ما صنعته أنامله من مجموعة بديعة من اللحات. الرسم بالرمل وتحلق الحضور وهم يراقبون حبات الرمال وهي تنهمر عبر أنبوب طويل يحركه فتحي بكل دقة ليظهر وبشكل تدريجي بعد رسم الخطوط والأشكال لتكتمل لوحة فنية تستهوي الكثير من المارة، الأمر الذي جلب له مزيداً من الثقة والرضى النفسي، وهو يجد أن قواريره الفنية تلقى رواجا بين الزوار. وقال محمد فتحي إن فن الرسم بالرمل أو كما يطلق عليه فن تعبئة الرمال، وهو فن تم ابتكاره منذ عشرات السنين، وبدأ ينتشر ويأخذ صداه الواسع بين الأفراد، نظراً لكون خاماته بسيطة جدا ومتوفرة بكميات كبيرة، إلا أن التعاطي معه يتطلب مهارة خاصة، على الرغم من أن طريقة التعامل مع الرمال يمكن أن يجدها الناظر لها منذ الوهلة الأولى، أنها حرفة بسيطة ويمكنه أن ينفذ العمل بمنتهى اليسر والسرعة. وأضاف: بالرغم من كوني خريج فنون جميلة، إلا أنني وجدت أن الرسم بالرمل يتطلب قدراً من الصبر والدقة ووضع الفكرة مسبقا، قبل البدء في مزج الألوان ورص حبيبات الرمل بطريقة سليمة ومدروسة ووفق منهجية صحيحة واستخدام الأدوات بطريقة احترافية، حتى يظهر العمل بشكل متقن، أما الرسم بطريقة عشوائية، وهذا ما نجده عند البعض ممن اتخذوا هذه الحرفة وسيلة للربح فقط، فينتهجون التكرار في أعمالهم، وربما لا يشاهد منه سواء ألوان خلطت مع بعضها البعض كما تفتقر في كثير من الأحيان إلى العناصر الجمالية، بيد أن كل حرفة لا بد أن تدعم بالحس الفني. وأوضح أنه لابد أن يتمتع الحرفي بذائقة فنية ويمتلك من الموهبة ما يجعله قادراً على الابتكار وإنتاج أعمالا فنية خلابة، من ذرات الرمال، بالإضافة إلى حرفيته في استخدام أدوات العمل التي تتطلب قدراً من الخفة والصبر. وقال إن هذه الحرفة تحتاج إلى عدة أدوات أساسية، منها قوارير زجاجية صغيرة ذو فوهة ضيقة، محاقن أو حتى أنبوب رفيع، ورمال ملونة وغراء أبيض، ليبدأ الفنان عملية التشكيل على الجدار الداخلي للقارورة الزجاجية باستخدام الغراء، ثم يتم إضافة ذرات من الرمال حتى تعلق وتلتصق بالغراء، ثم يبدأ الفنان أو الحرفي بعملية التشكيل برص الرمال بواسطة المحقنة أو الأنبوب المعدني، ويتم العمل بطريقة رأسية في خط متوازي، بحيث تبقى الرمال غير متساوية، وخطوة بخطوة، يتم إضافة وخلط ألوان الرمال، وفقا للفكرة وموضوع العمل الذي يحاول أن يترجمه الحرفي إلى عمل إبداعي جميل. ويكمل: العملية لا تأخذ مني سوى خمسة عشر دقيقة، لكوني محترف، وليس لأن العمل بسيط أو أنها لا تحتاج إلى الحرص والتروي والصبر، لكن مع التدريب الدائم على أداء هذا العمل والتمتع بقدر من الموهبة، والقدرة على ابتكار أفكار جديدة، تكون المهمة أسهل، مشيراً إلى أن عملية انتقاء الألوان ومزجها تتطلب ثقافة فنية عالية. البيئة الصحراوية وقال إنه نظرا لكون الرمال أساس البيئة الصحراوية، فمن المفروض أن تعكس مواضيع العمل تفاصيل هذه البيئة وثقافة هذه الشعوب التي نشأت وترعرعت فيها، كما نجد أثرها وصداها قد انعكست على ثقافتهم وسماتهم الشخصية، فهذه القارورة الزجاجية التي تحمل مشاهد وصور ودلالات ورموز وحتى أسماء، تظل تحفة فنية تعكس البيئة التراثية بمفرداتها المختلفة وتكون ذكرى جميلة يحتفظ به المرء. الجدير بالذكر أن مساحة الجناح المصري في القرية الفرعونية تبلغ 300 متر مربع بزيادة تقدر بـ 50 % عن العام الماضي، كما ينقسم إلى 87 محلاً متنوعاً تعرض أفضل المنتجات المصرية. كما يعرض مشغولات يدوية كالحفر وغزل الصوف في ورش مفتوحة مشابهة لما يحدث في منطقة خان الخليلي بالقاهرة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©