الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مؤتمر «كتاب وأدباء الإمارات» يوصي بتخصيص 2015 عاماً للثقافة الوطنية والتراث

مؤتمر «كتاب وأدباء الإمارات» يوصي بتخصيص 2015 عاماً للثقافة الوطنية والتراث
29 ديسمبر 2013 00:34
محمد وردي (الشارقة)- أوصى البيان الختامي للمؤتمر العام لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات الذي عقد دورته الثانية الموسومة بـ “دورة خليفة بن زايد”، يومي 26 ـ27 من ديسمبر الجاري في جامعة الشارقة بتخصيص العام 2015 عاماً للثقافة الوطنية والتراث مع ما يقتضيه ذلك من حشد للجهود والإمكانات بين جميع المؤسسات الوطنية?،? كما أوصى بإنشاء مركز وطني للتراث، ليكون مظلة جامعة تتكامل فيها الجهود العاملة في الحقل التراثي، وأن يغطى هذا المركز بتشريع اتحادي تكون له قوة القانون، مع عدم إغفال الجهود الفردية، والعمل على دعمها، واحتضانها، وتشجيعها، وتأمين كل ما من شأنه أن يكفل لها الاستمرار. شكر وتقدير ووجه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في البيان الختامي الشكر والامتنان إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” للدور الريادي الذي يقوده سموه في رعاية الثقافة، بما يجعل من النهضة التي تعيشها دولة الإمارات متكاملة العناصر، عميقة، متجذرة، واعدة. كما وجه شكره وتقديره إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” لدعمه المتواصل للعملية الثقافية، مجسداً بذلك رؤية عميقة توازن بين الروحي والمادي، وبين الأصيل والمعاصر. ووجه الشكر أيضاً إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الفخري لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، على رعايته المؤتمر، مؤكداً أن كلمته التوجيهية التي ألقاها في حفل افتتاح المؤتمر حملت الكثير من الدلالات التي تصلح لأن تتحول إلى خارطة طريق فيما يتصل بالعمل الثقافي”. ضرورة التنسيق وجاء في البيان: “تدارس المؤتمرون موضوعة التراث، وتوقفوا عند أهمية التوقيت الذي طرحت به، ولاحظوا أن هنالك جهوداً تبذلها المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في هذا المجال، وهي جهود مخلصة تستحق التقدير، لكنها مع ذلك تفتقر إلى التنسيق، وتعاني من التشتت والتضارب أحياناً، لذلك يعتقدون أن الوقت أصبح مناسباً لإنشاء مركز وطني للتراث، ليكون مظلة جامعة تتكامل فيها الجهود، ويأملون أن يغطى هذا المركز بتشريع اتحادي تكون له قوة القانون، مع عدم إغفال الجهود الفردية، والعمل على دعمها، واحتضانها، وتشجيعها، وتأمين كل ما من شأنه أن يكفل لها الاستمرار”. وطالب المؤتمر، في بيانه الختامي الذي أعلنه حبيب الصايغ رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، بتصحيح العلاقة بين الإعلام والتراث، بحيث يكون الطرح جاداً، وعميقاً، ومعبراً عن الهوية الوطنية، ومعززاً لها، ويشمل ذلك كل وسائل الإعلام سواء أكانت مقروءة، أو مسموعة، أو مرئية، أو داخلة ضمن ما يسمى بالإعلام الرقمي. كما دعا المؤسسات التعليمية في مراحلها كافة أن تتحمل مسؤولياتها تجاه قضية التراث، وأن تخصص له مساقات مستقلة تدرس باللغة العربية. كما دعا أيضاً إلى تخصيص جائزة للباحثين في التراث، تطلقها إحدى المؤسسات الثقافية في الدولة، وأن تتهيأ لهذه الجائزة جميع الشروط الضرورية للنجاح من موضوعية وقيمة مادية ومعنوية”، وعبر البيان عن قلقه مما يتهدد التراث الشفوي ودعا إلى التسريع في عملية تسجيله وتوثيقه بالطرق العلمية المنهجية المضبوطة. رصد وحفظ وتوثيق ومما أوصى به البيان أيضا: النظر بجدية في واقع المباني الأثرية، والعمل على ترميمها، وشمولها بقوانين الحماية، والاهتمام بقضية الإحصاء، ويقترحون هنا على وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع إنشاء قسم خاص يتولى هذه العملية، والعمل على رصد الإرث الثقافي الحديث ومتابعته وتوثيقه من خلال تدريب مواطنين متخصصين في الثقافة والتراث، والمبادرة إلى تكوين كوادر مؤهلة منهم للعمل في هذا المجال، وإعادة النظر في ظاهرة سيطرة السياحة على موضوع الثقافة عموماً، والتراث خصوصاً، والعمل على إيجاد توازن بين طرفي المعادلة، بحيث يتمتع التراث باهتمام خاص، دون إغفال إمكانية الاستفادة منه ليكون وسيلة جذب سياحي، وقرر المؤتمر الاستمرار في طرح هذا الموضوع لأهميته القصوى، وذلك من خلال دورته القادمة (دورة الشيخ محمد بن راشد)، على أن يبدأ التحضير والإعداد لها منذ الآن. يشار إلى أن لجنة صياغة البيان الختامي تكونت من: إسلام أبو شكير، د. حمد بن صراي، د. زكريا أحمد. معركة وجود وكان المؤتمر العام الذي انعقد تحت عنوان “ثقافة وتراث الإمارات... تقويم جهود التوثيق”، شهد في يومه الثاني “الجمعة” جلستي نقاش، الأولى بعنوان “دينامية الثقافة في الحفاظ على الهُوية”. وشارك فيها كل من: الدكتورة فاطمة الصايغ، والدكتور هيثم الخواجة، وأدارها الباحث جمال درمكي، مستهلاً حديثه عن أهمية التراث كونه من العلامات المهمة في بنية الثقافة، مشيراً إلى دور أهل الاختصاص المحترفين في الحفاظ على موروثنا من الضياع. مقدماً الدكتورة فاطمة الصايغ أستاذة التاريخ في جامعة الإمارات باعتبارها من الناشطات على مدى سنوات عدة في مجال الحفاظ على “تراثنا التاريخي بكل مستوياته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وأبعاده الإنسانية”. واستهلت الدكتورة فاطمة الصايغ محاضرتها بالإشارة إلى جلستي اليوم الأول، حيث جرت مناقشة قضايا جمع التراث وحفظه وتوثيقه، ملاحظة أن الكثير من القضايا التي طرحت تحتاج إلى الوقوف عندها، وطرحت جملة من التساؤلات، منها: ما هو التراث؟ وما هي أهمية التراث في حياة الشعوب ومستقبلها؟ ولماذا نحافظ على التراث؟ وما مدى جديتنا في المحافظة على تراثنا؟ وانطلقت الدكتورة الصايغ من هذه التساؤلات إلى الإشكاليات، التي رافقت الإجابة عنها، لدى تناولها، حسب مفهوم العديد من الباحثين أو المهتمين في هذه الموضوعة الحيوية، خلال جلسات المؤتمر. وفي ورقتها عرفت الدكتورة فاطمة الصايغ التراث بأنه “كل ما تركه لنا الآباء والأجداد”، بدءاً من المواد الأركيولوجية، مروراً بالمخطوطات الورقية، والسيَرْ الذاتية، وصولاً إلى العادات والتقاليد والأغاني والموسيقى وما شابه ذلك”. وأضافت: “أما لماذا نحافظ على التراث؟ فذلك ليس لأنه جزء مهم من ماضينا فقط، وإنما يمكن اعتباره خارطة طريق للشعوب التي تبحث عن التنوير والمستقبل، فهو يمكن أن يكون مؤشراً، ليقول لنا من نحن في الوقت الراهن؟ وماذا علينا أن نكون في المستقبل”. وتساءلت: لماذا نحن نقف الآن على أرض شبه صلبة؟ لتجيب: “لأننا نقف على قاعدة راسخة ورثناها عن آبائنا وأجدادنا. ولكن ماذا بشأن مستقبل أجيالنا، هل يمكن أن يقفوا على أرض صلبة كما نحن الآن؟ تقول الصايغ: “إن الإجابة ببساطة: لا، إذا استمرت الأحوال على هذا المنوال”. مشددة عل ضرورة التعامل بجدية مع تراثنا، بمعنى “أننا يجب أن نتعامل مع التراث على أنه جزء مهم من شخصيتنا في الحاضر والمستقبل، والأسباب التي تدعونا للتعامل مع التراث بجدية، هي لأنه يحافظ على هوُيتنا، وكينونتنا، وبقائنا ووجودنا. إذن المحافظة على التراث هي معركة وجودية حقيقة”. وتابعت:”مع ذلك اكتشفنا خلال جلسات المؤتمر، أننا ما زلنا في بداية الطريق، وأن تناول الموضوعات التراثية أحياناً يتم بطريقة متشابكة. موضحة الفرق الكبير بين جهود التوثيق التاريخي، وجهود التوثيق التراثي. لافتة إلى أن التاريخ ليس سياسياً فقط وإنما هو اجتماعي واقتصادي، ويمكن توثيقه بسهولة، بينما عملية التوثيق التراثي أصعب، لأنها متشعبة ومتعددة الفروع والأشكال، فهي تشمل الغناء والأزياء والعادات واللهجات المحلية والأكلات الشعبية وغيرها الكثير. وشددت الصايغ على ضرورة التوصل إلى قناعة تامة بأهمية تراثنا، “حتى يمكن لنا أن نحافظ عليه بشكل جيد، وإلا لن يتسنى لنا أن نقوم بالمحافظة على تراثنا كما يجب”، أو كما يليق. وتحدثت الصايغ عن أربعة عوامل “تؤثر بشكل مباشر في نظرتنا إلى التراث” هي: التعليم، والدين أو التفسير الديني، والقيم الروحية، واللغة أو التفسير اللغوي”. وأوضحت أن العلاقة قوية بين العلم والتراث، وأنه كلما ارتفع مستوى التعليم، ارتفعت معدلات الاهتمام بالتراث. وبخصوص الدين شددت على ضرورة إقامة الدين الوسطي، المعتدل، المتسامح. وبالنسبة للقيم، قالت: “علينا أن نأخذ منها ما يناسبنا، وان نتخلى عما يناسبنا”. أما بخصوص مسألة الجدية في المحافظة على التراث، وما اتخذ من خطوات؟ فرأت أن كل معطيات الواقع تفيد بعكس ذلك. داعية إلى مراقبة “قنواتنا الاعلامية، وماهية مضامينها، وهل يتضمن خطابها الاعلامي شيئاً من الاهتمام بالتراث، وكذلك الأمر بالنسبة لحضور التراث في التعليم، وإذا وجد، هل يجري تعليمه باللغة العربية؟ وأنهت الصايغ ورقتها بأربعة توصيات هي: تضمين التراث في مناهج التعليم، وتدريسه بالعربية، وتضمين التراث في الإعلام بدءاً من برامج الأطفال، والمحافظة على الرموز التراثية القديمة، وإحياء ما اندثر، والتوعية بأهمية التراث الوسطي المعتدل، في الخطاب الديني. من يحفظ التراث؟ من جهته قال الدكتور هيثم الخواجة: إن السؤال الأهم، هو: على من تلقى مسؤولية الحفاظ على التراث؟ هل هي الدولة، أم المجتمع أم الأفراد؟ معتبراً أن المسؤولية شاملة وجامعة، لأن الجميع مسؤولين عن حماية هذا التراث. ولاحظ الخواجة أن دور بعض المؤسسات يقتصر على الاحتفالات رغم أهميتها، ولكن لا بد من إستراتيجية خاصة وخططا نوعية. ولا بد من لجان متابعة للخطط التشغيلية، ولا بد أيضاً من تشكيل لجان متخصصة بمتابعة وتقييم المنجز، وضرورة إجراء مقارنات بين منجزنا في هذا الموضوع، ومنجزات الدول الأخرى، لنستفيد من تجارب الآخرين الذين سبقونا في هذا الميدان. ودعا الدكتور الخواجة إلى العمل على تطوير التراث وتوثيقه على أسس صلبة، مشدداً على الاهتمام باطلاع الأطفال على التراث بشكل تدريجي ومتخصص من خلال التنسيق بين المؤسسات المهنية والمدارس، واعتماد الوسائل الترغيبية، من خلال تقديم التراث عبر القصيدة والقصة والمسرح. وذكر الخواجة أن المشكلة في معظم الجامعات العربية بشكل عام والخليجية خصوصاً أنها لا تخرّج من هو مهتم بالتراث. داعياً إلى الاعتماد على أهل الخبرة، مع الأخذ بعين الاعتبار العاملين في هذا المجال ونجحوا بمهامهم من دون تخصصات، فلا بأس من إقامة برامج توعوية في قضايا التراث بعامة، ولا بد من التخصص. وختم الخواجة بالدعوة إلى تأسيس مجلة تراثية، تحاول أن توضح لنا أهمية التراث؟ وكيف نصل إليه أو نتواصل معه؟. وكيف يتم البحث عن الجوهري والمغني في التراث، وكيفية الاهتمام به.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©