الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الصراع بين أردوغان وجولن في قلب الأزمة

29 ديسمبر 2013 00:27
اسطنبول (أ ف ب) - الحرب التي باتت مكشوفة بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وجمعية الداعية الإسلامي فتح الله جولن، تدخل في صلب الفضيحة السياسية المالية التي تهدد حكومة أنقرة الإسلامية. -ما هي جمعية جولن ؟: نشأت هذه الحركة التي سميت بحركة “حزمت” أي “خدمة”، في سبعينيات القرن الماضي حول الإمام التركي فتح الله جولن البالغ اليوم 73 عاما. يعيش هذا الداعية في ولاية بنسلفانيا الأميركية منذ رحيله من تركيا في العام 1999 ، هربا من ملاحقات القضاء بسبب “أنشطة مناهضة للعلمانية”. وهو معروف بتحفظه الشديد ولا يتحدث إلى وسائل الإعلام سوى عبر بعض الناطقين المفوضين باسمه. ومنظمته تمتلك شبكة من المدارس موجودة في أكثر من مئة بلد لنشر الثقافة التركية في العالم. كما تملك شبكات تلفزة وصحيفة زمان الأكثر مبيعا في تركيا. وتضم الجمعية كما تؤكد ملايين عدة من الأنصار ولها شبكة نافذة في أوساط الأعمال حيث أنشأت منظمتها الخاصة بها لأرباب العمل، وفي الشرطة والقضاء. ويعتبر العديد من المسؤولين والشخصيات القريبة من الحكم مقربين من فتح الله جولن.لماذا دخلت في صراع مع الحكومة ؟ منذ فوز حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان في الانتخابات عام 2002 شكلت الحركة حليفا بارزا للحكومة. وأسهمت في إرساء سلطتها على مؤسسات كانت قريبة حتى ذلك الحين من “النظام السابق” المؤيد لنهج كمال اتاتورك مثل الشرطة والقضاء. لكن منذ بضع سنوات بدأت خلافات تظهر، فأثناء الاحتجاج المناهض للحكومة الذي هز تركيا في يونيو 2013 دعا جول وارينتش وكذلك صحيفة زمان إلى المهادنة بمواجهة المتظاهرين، قبل الانضمام إلى استراتيجية الحزم التي يعتمدها أردوغان. إلا أن القطيعة برزت إلى العلن بشكل صريح الشهر الماضي عندما أعلنت الحكومة نيتها إلغاء شبكة المدارس “درشان” الخاصة لدعم التعليم التي يقصدها عدد كبير من الطلبة والتي تساهم في في قوتها المالية. ومنذ ذلك الحين تندد الحركة بقرار الحكومة ووعدت ببذل كل ما بوسعها لمنعه من بلوغ مآربه. إلى أين يمكن لصراع الإخوة هذا أن يصل ؟ أردوغان مقتنع بأن الجمعية هي التي تقف وراء عملية مكافحة الفساد التي أدت إلى اتهام عشرات المقربين من الحكم. وإن لم يذكر مطلقا خصمه بالاسم فإن رئيس الوزراء يكرر بنفسه أن هذا التحقيق يشكل رد “اتباع جولن” الذين يوصفون بأنهم “دولة داخل الدولة”، على مشروعه لإلغاء “درشان”. تبقى معرفة ما إذا كان ذلك سيؤثر سلبا على الفوز المتوقع لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات البلدية، ويسيء إلى مستقبل أردوغان الذي يتصدر الحياة السياسية التركية منذ 11 سنة ؟.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©