أبوظبي (الاتحاد)
قال معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد إن الإمارات تعتبر الشريك التجاري الأول بالنسبة للسودان في الوطن العربي، مؤكداً أن هناك مساحة كبيرة متوافرة لمضاعفة التجارة بين البلدين والتي وصلت حسب الإحصائيات المدرجة لدى الوزارة إلى مليار وخمسمائة مليون دولار في تسعة أشهر من العام 2015.
جاء ذلك خلال لقاء معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، محمد أمين عبدالله الكارب سفير جمهورية السودان لدى الدولة، في ديوان عام الوزارة في أبوظبي بحضور مها محمد البدوي المستشار الاقتصادي في السفارة السودانية وطارق المرزوقي مدير إدارة الاتصال الحكومي في وزارة الاقتصاد، بحثوا خلاله سبل تعزيز وتطوير آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري بين دولة الإمارات وجمهورية السودان.
وتم خلال اللقاء أيضاً البحث في أهمية تطوير التعاون القائم خلال الفترة المقبلة في عدد من القطاعات ذات الاهتمام المشترك خاصة فيما يتعلق بالأمن الغذائي الذي يتصدر أولويات الدولة .وأكد معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد على عمق العلاقات الأخوية بين البلدين ونوه إلى أن العلاقات بين البلدين في تطور ملحوظ ومستمر، وقال معاليه إن دولة الإمارات العربية المتحدة سباقة في دعم المشاريع الكبرى في السودان، مؤكداً أن هناك شراكة ورغبة حقيقية مشتركة لدى الجانبين في تعزيز الاستثمار المشترك لما فيه خير ومصلحة للبلدين الشقيقين. واستعرض معالي وزير الاقتصاد قصص نجاح بارزة لشركات إماراتية استثمرت في السودان، مؤكداً دعمهم لتوجهات المستثمرين الإماراتيين في جمهورية السودان الشقيقة. وفي الوقت ذاته قال معاليه إن الشركات والمستثمرين السودانيين موضع ترحيب في الدولة، داعياً إياهم إلى تعزيز استثماراتهم في أسواق الإمارات.
وأشار معاليه إلى أن السودان وحسب إحصاءات وزارة الاقتصاد لعام 2014، احتلت السودان المرتبة (22) بالنسبة لأهمية الدول المصدرة لدولة الإمارات العربية بقيمة 1909.9 مليون دولار وبوزن نسبي 1 % من حجم واردات. وجاءت السودان في المرتبة (37) بالنسبة لأهمية الدول المستوردة من دولة الإمارات العربية بقيمة 203.7 مليون دولار وبوزن نسبي 0.6% من حجم صادرات الدولة. أما بالنسبة لأهمية الدول المعاد التصدير إليها من دولة الإمارات العربية فجاءت السودان في المرتبة (36) بقيمة 308.5 مليون دولار وبوزن نسبي 0.5% من حجم إعادة الصادرات للدولة
وقال معالي المنصوري أن هناك 40 علامة تجارية وثلاث وكالات تجارية واثنتين من الشركات التجارية السودانية المسجلة لدى وزارة الاقتصاد بحسب إحصائيات الوزارة المسجلة لعام 2012/2014.
وأشار معاليه إلى أن الإمارات تعتبر ثاني أكبر مستثمر في السودان خليجياً، حيث سجلت الاستثمارات الإماراتية في السودان ما قيمته 6 مليارات دولار، فيما تأتي المملكة العربية السعودية في المرتبة الأولى بإجمالي استثمارات 10 مليارات دولار، تليها دولة الكويت بنحو 5 مليارات دولار، ليصل إجمالي الاستثمارات الخليجية في السودان إلى 21 مليار دولار.
بدوره أشاد سعادة محمد أمين عبدالله الكارب سفير الجمهورية السودانية لدى الدولة، بمتانة العلاقات السودانية الإماراتية على مختلف الأصعدة، وبمواقف الإمارات الأخوية المشرفة قيادة وشعباً تجاه بلاده وباقي الدول العربية في جميع الظروف في السراء والضراء.
وأكد الكارب على الأهمية الكبيرة التي توليها حكومة بلاده للاستثمارات العربية وعلى رأسها الإماراتية داعياً الشركات والمستثمرين الإماراتيين إلى مضاعفة استثماراتهم في السودان. وتحدث عن المقومات الكبيرة التي تمتلكها بلاده، حيث قال إن السودان يمتلك ثروات طبيعية كبيرة بما فيها المعادن والأحجار الكريمة، مما يفتح باب الاستثمار في قطاع التعدين، إلى جانب امتلاك السودان الأراضي الزراعية الخصبة قائلاً إن السودان قادر على أن يكون السلة الغذائية للعالم العربي. وأشار إلى الفرص الاستثمارية الواعدة في بلاده وإلى وجود فرص استثمارية ذات جدوى عالية في السودان في قطاعات الزراعة والإنتاج الحيواني والقطاع العقاري إلى جانب قطاع البنية التحتية وتوليد الكهرباء، مؤكداً على أن حكومة بلاده قامت بجهود حثيثة لجعل السودان وجهة جاذبة للاستثمار والمستثمرين من العالم.
من جانب آخر كشف سفير الجمهورية السودانية لدى الدولة عن مشاركة وفد رفيع المستوى من السودان في ملتقى الاستثمار السنوي في دبي الذي تنظمه وزارة الاقتصاد تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، خلال الفترة 11-13 أبريل 2016.
وقال الكارب إن ملتقى الاستثمار السنوي الذي ينطلق في دورته السادسة هذا العام تحت شعار «أوجه الاستثمار الأجنبي الجديدة، السمات البارزة وأفضل الممارسات» يشكل منصة مثالية للترويج لفرص الاستثمار الواعدة في السودان في كل القطاعات وعلى رأسها القطاع الزراعي، وكذلك تسليط الضوء على التجارب الاستثمارية الناجحة لشركات إماراتية في السودان، مضيفاً أن الملتقى تحول اليوم إلى منصة فريدة تجمع المستثمرين من كل أنحاء العالم لرصد فرص الاستثمار المجزية في أسواق العالم.
من جانبه شدد معالي المنصوري على ضرورة وضع قائمة يحدد فيها الوفد السوداني المشارك في أعمال ملتقى الاستثمار السنوي هذا العام القطاعات الاستثمارية المُستهدفة في السودان والتي يسعى إلى جذب المستثمرين إليها، ومن ثم عرضها على المستثمرين الإماراتيين خلال اجتماعات ولقاءات الملتقى، داعياً إلى ضرورة التركيز على قطاع السياحة باعتباره من القطاعات الواعدة في السودان، وأشار إلى ضرورة الترويج والاهتمام بالبنية التحتية وتشجيع السياحة العائلية، داعياً المشاركين في ملتقى الاستثمار السنوي للاستفادة من المشاركة القيمة في أعمال الملتقى والقيام بزيارات ميدانية وإجراء اللقاءات للاطلاع على التجربة الإماراتية الفريدة.
وفي ختام اللقاء أكد معالي المنصوري على أن السودان يمتلك العديد من المقومات والموارد التي تؤهله لأن يكون سلة الغذاء العربي، منوهاً إلى ضرورة توحيد الجهود والترويج لفرص الاستثمار الواعدة في السودان، وخاصة في قطاع الزراعة والمنتجات والصناعات الغذائية وشدد معاليه على ضرورة توفير البيئة الآمنة للمستثمرين لتشجيعهم على الاستثمار ولتعزيز استثماراتهم في السودان.
عدد اليوم
