السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كلمة حاكم الشارقة

26 ديسمبر 2013 23:29
قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة، في كلمة موجهة إلى المؤتمر إن «الثقافة في علم الفلسفة تعني ما هو مختلف عن الطبيعة، أي ما هو مكتسب وليس فطريا..» وفي علم الاجتماع تعرف الثقافة بأنها: «ما هو مشترك بين جماعات من الأفراد وما يوحد بينهم». أما منظمة اليونسكو فتعرف الثقافة بمعناها الواسع بأنها: «مجموعة من الخصائص المميزة روحية ومادية وفكرية وعاطفية، تسم مجتمعاً أو مجموعة اجتماعية، فهي تشمل فضلاً عن الفنون والآداب أنماط الحياة، الحقوق الأساسية للإنسان، منظومات القيم والتقاليد والمعتقدات». وأضاف سموه هذا «الخزان المشترك» يتطور عبر الزمن بواسطة وفي أشكال التبادلات.. وهو يتشكل في أساليب مختلفة: في كينونة في التفكير في العمل وفي التواصل.. ونتيجة لسوء استخدام لغوي كثيراً ما تستخدم عبارة «ثقافة» لتعني فقط عرض ممارسات وخدمات ثقافية في المجتمعات الحديثة خاصة في ميداني الفنون والآداب. لكن الثقافة لا يمكن أن تقتصر على مفهومها العلمي، ذلك لأنها كما يشير تعريف «اليونسكو» تعني القيم التي نختار أيضاً من خلالها علاقتنا بالعلم، فهي بهذا المعنى تتعلق بالمجموعة السياسية للإنسان أكثر من تعلقها بالنوع كموضوع للعلم. والثقافة الفردية هي الثقافة الشخصية لكل واحد، وهي بناء كل شخص لمعارفه، الأمر الذي يعطي الثقافة العامة لهذا الفرد.. أما الثقافة الجماعية فهي ثقافة شعب ما، والهوية الثقافية لهذا الشعب أي الثقافة الجماعية التي ننتمي إليها.. فالثقافة الفردية تحتوي على عنصر الإعداد والتحضير - أي حركة البناء، فهي إذن متطورة وفردية.. أما الثقافة الجماعية فهي تنطبق على وحدة مثبتة للهويات فهي مرجع للقيم مرتبط بالتاريخ، فن مندرج تماماً في المجموعة.. قيمتها هي في الاستقرار المجمد في الماضي وفي العودة للتاريخ لتنبعث من جديد. وقال سموه: «عندما انبعثت الثقافة في عالمنا العربي كانت قائمة على التراث الثقافي المجرد، وقد ظهر كعنصر حاسم للتنوع الثقافي»، وأضاف في التعريف الذي تعطيه اليونسكو للتراث الثقافي المجرد، حيث جاء ما يلي: «هذا التراث الثقافي المجرد الذي ينقل من جيل إلى جيل تعيد خلقه باستمرار الجماعات والمجموعات حسب وسطها وحسب تفاعلها مع الطبيعة ومع التاريخ، ويمنحها الشعور بالهوية والاستمرار مساهمة هكذا في تشجيع احترام التنوع الثقافي والإبداع الإنساني». وقال سموه: إذا أردنا أن نطور ثقافتنا بالتواصل مع الغرب فيجب علينا أن نضع ضوابط لذلك التواصل، حيث إن كثيراً من الدول الغربية علمانية ولديها حرية التعبير بجميع الوسائل، ومن العناصر المكونة لتلك الضوابط :القيم والقواعد والنظم...القيم: يجب مراعاة القيم الاجتماعية والمعتقدات الإسلامية... القواعد: تسن القواعد استجابة لوضع نظام للسلوك يجب على الأشخاص أن يحترموه في مختلف الأوضاع. كل ثقافة لها مناهجها لفرض قواعدها التي تسمى عقوبات، وللقواعد التي يفرضها المجتمع قوة القانون.. النظم: معظم النظم الثقافية هي مؤسسات عمومية أو مؤسسات جمعياتية، لكن مرتبطة بقوة بمؤسسات عمومية: أكاديميات ومتاحف ومكتبات ومكتبات وسائل الاتصال ومعاهد فنية ودور الشباب وفوق ذلك كله تأتي وزارة الثقافة. واختتم سموه كلمته بمقولة غاندي: «أنا لا أرغب في أن أسد كل نوافذ منزلي وأحيطه بأسوار من جميع الجهات، بل أرغب في أن تهب ثقافات البلاد كلها على منزلي بأقصى قدر من الحرية، لكنني أرفض أن تفقدني أي منها توازني».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©