الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

القضايا العربية سينمائياً محور ندوة «ليالي المحروسة» بدبي

القضايا العربية سينمائياً محور ندوة «ليالي المحروسة» بدبي
26 ديسمبر 2013 00:34
محمد وردي (دبي)- تواصلت مساء أمس الأول في دبي ولليوم الثاني أيام الأسبوع الثقافي المصري الذي تنظمه وتستضيفه “مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية”، تحت عنوان “ليالي المحروسة”، بعقد ندوة حملت عنوان «القضايا العربية في السينما» وناقشت الندوة دور الفن السابع في معالجة المشاكل العربية على كل المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، من خلال الشاشة الفضية، التي تعتبر من أهم المنابر، وأكثرها قدرة على توصيل هذه القضايا الثقافية الملحة للناس على اختلاف شرائحهم الاجتماعية، ومكوناتهم الثقافية بالمعنى الإثني والعرقي. تحدث في الندوة كل من الناقد السينمائي، الكاتب كمال رمزي، والمنتج السينمائي الدكتور محمد العدل، وأدارها الكاتب عبد الإله عبد القادر مدير الأنشطة الثقافية في مؤسسة العويس الثقافية. وقال عبدالقادر إن حوالي مائة عام من عمر السينما العربية، أو المصرية بالمعنى الأدق، كانت لها فاعلية ملحوظة في صياغة الوعي العربي بمختلف بيئاته، لجهة قدرة اللغة السينمائية على مخاطبة الوجدان الإنساني بشكل عام، كونها تنطوي على جماليات عالية المضامين، ولكنها تتميز بسهولة التلقي والوضوح، متخطية عقبة اللهجات المحلية أو الإشكاليات الثقافية في النسيج الاجتماعي بين منطقة وأخرى. وأضاف عبدالقادر أن الأجيال العربية المتعاقبة مازالت تحتفظ في ذاكرتها بتلك الأفلام الجميلة، التي ترسخت في الوجدان العربي مثل “جميلة بوحريد” و”العصفور” و”ثلاثية نجيب محفوظ.. السكرية وزقاق المدق وميرامار” وغيرها الكثير من الأفلام. كذلك الحال بالنسبة للشخصيات السينمائية سواء منهم الكتاب أو المخرجون أو الأبطال من الممثلين والنجوم، مثل يوسف السباعي وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف شاهين وعاطف الطيب وآخرين. جسر بين الثقافات وتناول الناقد كمال رمزي في محاضرته أهمية السينما، كونها الكشاف الأكثر قدرة على طرح كل القضايا بمختلف وجوهها، حيث إن الفيلم قبل توصيفه، أو تصنيفه، سواء أكان جيداً أم غير جيد، فهو بمثابة الجسر الذي يربط بين الثقافات أو المجتمعات. فضلاً عن كون الفيلم يتمتع بقدرة جذابة لعرض المشاكل أياً كان نوعها أو طبيعتها. ولاحظ رمزي أن السينما المصرية لم تكن يوماً مصرية، حتى في تناولها للمشاكل المصرية البحتة، لأن جوهر المشاكل بكل وجوهها هي عربية، قد تختلف في بعض التفاصيل وليس أكثر من ذلك. بالإضافة إلى أن المشاركات العربية في السينما المصرية تعددت وأغنت مضمونها، مشيراً إلى أفلام إبراهيم لاما، وبدر لاما، المبكرة للغاية، اللذين عربا شخصية “فالنتينو” من خلال أعمالهما، وهما من أصل فلسطيني. كذلك الحال مع نجيب الريحاني، الذي تعود جذوره إلى العراق، وأسمهان وفريد الأطرش الشاميين، وبيرم التونسي، الذي يعتبر من أهم مقدمي النموذج البدوي في السينما المصرية، وغيرهم ممن يصعب عدهم وحصرهم بهذه العجالة. وقال رمزي إن السينما على العموم لامست مجمل القضايا العربية على تفاوت أهميتها ومدى إلحاحها على الوعي العربي، مذكراً بأهم ثلاثة أفلام قدمت “أم القضايا” القضية الفلسطينية، هي فيلم “الأسوار” للمخرج محمد شكري، وفيلم “كفر قاسم” للمخرج برهان علوية، وفيلم “أحلام المدينة” للمخرج محمد ملص. وجوه الفيلم المتعددة أما المنتج السينمائي الدكتور محمد العدل، فاعتبر أن القضايا العربية، ليست ذات وجه سياسي فقط، معتبراً أن مشاكل المرأة، ولقمة العيش، من القضايا العربية بامتياز. ولاحظ العدل أن الكثير من المشاكل العربية وخصوصاً قضية المرأة ما كان لها أن تطرح للنقاش أو النشر من دون السينما، مذكراً بالأفلام المبكرة التي تناولت هذه الموضوعات، مثل فيلم “أغنية على الممر”، وفيلم “الظلال على الجانب الآخر” وغيرهما أكثر مما يعد ويحصى. وأضاف العدل أن السينما من أهم وسائل الاتصال بين الناس، سواء في المجتمع الواحد أو مع المجتمعات الأخرى، وهي بأهمية الكتاب في نشر الوعي، إن لم تتقدم عليه لجهة سرعة الانتشار عمودياً وأفقياً في المجتمع، ومع ذلك تبقى السينما هي الوسيلة الوحيدة التي تتطور بسرعة واستمرار في كل الظروف، فضلاً عن دورها الريادي في نشر ثقافة الوحدة بين مختلف المناطق العربية. تلا الندوة عرض فيلم “ناجي العلي” من إخراج عاطف الطيب وبطولة نور الشريف، في صالة مسرح مؤسسة العويس الثقافية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©