السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اعصار القنوات الفضائية

27 يونيو 2007 00:57
اعصار الأغاني الهابطة والكليبات الفاضحة، والقنوات الملوعة أقصد المنوعة ، لايدمر البنية التحتية أو المباني، بل يهدد ثروة من أعظم الثروات ثروة شبابنا الذين نحن بأمس الحاجة لهم· فها هي كل يوم تظهر لنا تخصصات أطلقها الفضاء فى كل مكان، فهناك قنوات تهتم بالشعر، وقنوات تهتم بالسحر والشعوذة والدجل، وقنوات تهتم بالرقية الشرعية، وبالصقور النادرة، وقنوات غنائية فاضحة هنا وهناك، وقنوات دعائية تساهم في الفساد الأخلاقي والى آخر الأشياء التي لا يمكن أن تخطر على بال إي إنسان، تقدم ما هو مبتذل وفاضح بلا حسيب أو رقيب، أو قيود تفرض عليهم· فى أحد الأيام بينما أفتح التلفاز لأشاهد الجديد من البرامج، وأنتقل بين القنوات إذا بي أصطدم بمشهد يندى له الجبين، مشهد لكليب غنائي لمطربة··· لا تكاد تستر جسمها، حركات مثيرة، وماكياج صارخ، وملابس ضيقة تحدد معالم الجسم· أراها تتلوى على الكرسي أكثر من عشرين مرة، ومرة أخرى أراها في الحمام تبكي على فراق الحبيب، وكأنه لايوجد مكان آخر تبكي على فراقه إلا في هذا المكان، في هذه اللحظة تساءلت لو كانت العائلة مجتمعة وحدث أن أحد الأطفال انتقل من قناة إلى أخرى ونظر إلى هذه المطربة التي تدعي أنها تجيد الغناء بملابسها شبة العارية ماذا سيكون الموقف؟! إن ما نراه على تلك القنوات الفضائية الغنائية أعتقد انه اعصار آخر يريد أن يقتلع أخلاقنا من جذورها، ويشوش على عقول أطفالنا، وشبابنا وبناتنا، ويرمي بهم إلى عالم الرذيلة·· إنني لست ضد الفن، لكن أي فن هذا، الذي بلغت فيه القنوات الغنائية أكثر من (60) قناة والعدد قابل للزيادة ، فهذه القنوات تحولت في الوقت الحاضر إلى واقع مؤلم نعيشه ونسمعه كل يوم· المشكلة إن الأمر لاينتهي عند قناة فقط، بل يمتد كذلك إلى/ من الأغاني هابطة، إلى تشات فاضح، وحركات سخيفة كمقياس الحب، ورقص، وعري·· من منا يتوقع مثل هذه الأمور تحدث في مجتمعنا العربي· ان ما يثير الحزن في نفوسنا نحن المشاهدين هو العدد الكبير لمشاهدي مثل هذه القنوات الهابطة· سؤال موجه إلى كل القائمين وأصحاب تلك القنوات: إلى أين يعتقدون اننا سنصل؟ إلى القمر أم المريخ، أم قاع الأرض؟ الا نعرف من الغر ب سوى نفاياته؟ وأخيراً ليس لدي ما أقوله سوى اللهم جنبنا الأعاصير البشرية، وأعاصير القنوات الغنائية . هناء الحمادي Hana_alhamadi@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©