الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصري يصادق الأفاعي ويخطط للعيش مع العقارب في قفص

مصري يصادق الأفاعي ويخطط للعيش مع العقارب في قفص
25 ديسمبر 2011 21:12
عمرو شاب مصري في الثلاثينات من العمر استطاع أن يكتشف في نفسه قوة غير عادية مَكَّنَتْهُ من صيد وترويض أخطر الأفاعي والثعابين والحيات السامة، والتي أصبحت مصدر رزقه. ويؤكد أنه لا يخشى هذه الأفاعي على الرغم من خطورتها وشدة سميتها. واكتسب عمرو خلال سنوات عمله التي تتجاوز 15 عاما خبرة وشجاعة، واحترف الإمساك بالزواحف، وأصبح لا يطيق الحياة بعيدا عنها، ولا يفارقها حتى داخل الشقة التي يعيش فيها. عن بدايته مع عالم الزواحف، يقول عمرو «كانت البداية عندما كنت في سنوات التعليم الأولى بالمدرسة، وفي يوم سمعت صراخا من التلاميذ أثناء «الفسحة»، والسبب أن ثعبانا في دورة المياه أدى إلى حالة رعب اجتاحت المدرسة، ووجدت نفسي أدخل دورة المياه وعندما أصبحت أنا والثعبان وجها لوجه كان كل ما أمتلكه هو عصا صغيرة وكيس من البلاستيك، وفى الوقت نفسه كان كل همي أن أُشعره بأنني لا أريد أن أؤذيه إطلاقا، وبدأت أقترب منه بهدوء تام وسيطرت عليه بالعصا حتى أمسكته من رقبته برفق وبحسم، ووضعته داخل الكيس وخرجت به وسط ذهول التلاميذ والمدرسين، وأخذته معي إلى المنزل من دون أن يراه أحد من أسرتي». حاجز الخوف يقول عمرو «وضعت الثعبان داخل أبريق زجاجي محكم الغلق إلا من فتحات دقيقة للتنفس صنعتها بيدي في غطاء الإبريق، وبعد يوم بدأت أقدم له الطعام المكون من البيض المسلوق وبعض أنواع الجبن، وشيئا فشيئا بدأ نوع من الألفة بيني وبينه، إلا أن هذه الألفة لم تدم طويلا لأنه مات فجأة، وعرفت بعد ذلك أنه أصيب بانسداد في بلعومه نتيجة أكل البيض، وكان هذا الحادث سببا في اشتياقي لمعرفة المزيد عن عالم الثعابين الغامض». وعن أبرز الزواحف والحيوانات التي اصطادها، يقول «اكتسبت جرأة شديدة في صيد الزواحف والحيوانات الشرسة وتربيتها في منزلي كالثعالب على الرغم من مكرها وصعوبة تربيتها، كما ربيت الضب والعقارب والذئاب والنمس والحرباء والذئب والتماسيح، وكنت أحصل عليها من بحيرة ناصر في أسوان». ويضيف «لا أخفي شعوري بالقلق والخوف عندما اصطدت الكوبرا، والتي يطلقون عليها «ملك الموت» للمرة الأولى، وفي البداية كنت أخشى الاقتراب منها أو إمساكها بيدي؛ فقررت أن أكسر حاجز الخوف وأن أتعامل معها من دون أن أنزع عنها سمومها، خاصة أنني وجدت أن صائدي الثعابين في أبو رواش أشهر مناطق بيع وشراء وصيد الثعابين في مصر يغلقون فم الثعابين السامة بتخييطها لبيعها لمن يحاولون التفاخر بامتلاكها، أو لمراكز السموم، وقررت أن أتفوق عليهم، وأن أتعامل معها من دون أن أعذبها كما يفعلون حتى تشعر هذه الكائنات بالأمان وحتى يمكنني ترويضها». ويقول عمرو «تعاملت مع الكوبرا بهدوء شديد وثقة وبشيء من الحنان حتى تطمئن لي ووضعت لها المياه في صندوق زجاجي كنت أحتفظ بالكوبرا فيه، ثم وضعت لها فأراً صغيراً كنت أصطاده بسهولة شديدة وبصفة يومية من منزل مجاور لنا، حيث كانت صاحبة المنزل أيضاً تحرص على اصطياد الفئران، ومنحها لي، ومن هنا بدأت الفئران تكثر في منزلي، فاضطررت إلى تربيتها، خاصة أن الثعبان لا يأكل سوى فأر واحد كل يومين أو ثلاثة، وفكرت بعد ذلك في إخراج الكوبرا من الحوض الزجاجي والتعامل معها مباشرة، وبحرص شديد أخذت في الاقتراب منها ووضعت يدي على رأسها بحنان فهدأت تماماً وأخذت تستجيب لأوامري، وحركات يدي وتوقفت مرات عدة وكأنها تستعد للهجوم عندما أشرْت لها بذلك». صيد الذئاب عن مغامرته الأولى في اصطياد الذئب، يقول «ذات يوم اتصل بي شخص وأبلغني أن ذئبا يهدد قرية كاملة تابعة لمركز الفشن في محافظة بني سويف في صعيد مصر بعد أن عقر 18 شخصا، وفشل الأهالي في التصدي له، وعندما وصلت إلى القرية وبحثت عن المكان الذي يختبئ به وكان وسط الزراعات، وتأكدت من أنه يدخل من فتحة ويخرج منها، ويخشى الناس الاقتراب من هذه المنطقة، خصوصا عند الغروب، فجمعت الطوب واستخدمته في تضييق الفتحة التي يدخل منها الذئب ثم بدأت أناوشه بعصا من الفتحة الضيقة، وأخذ يتحرك بسرعة للخروج للهجوم عليّ، لكنه اخرج رأسه فقط، وهو في حالة غضب وهياج، وأمسكت بفأس وضربته على رأسه مرات عدة حتى هشمتها تماما، وتأكدت أنه مات ورفعت الحجارة وسحبته من داخل الجحر جثة هامدة، بقي أولاده الثلاثة وعمرهم شهران تقريبا، ونجحت في إخراجهم من الجحر بسهولة، وأمسكتهم من ذيولهم، وبدأت أروضهم وأداعبهم واصطحبتهم معي لمنزلي في القاهرة». وعما إذا كان يتقاضى مقابلا ماديا نظير اصطياد الثعابين والزواحف، يقول عمرو «لا أطلب مبالغ من أحد لكن إذا دفع لي أحد أي مبلغ أقبله بلا مناقشة لكني أشترط الحصول على الحيوان أو الزاحف الذي اصطاده، ودائما ألبي نداء أي شخص أو جهة لصيد ثعبان أو حيوان». وعن رأيه فيمن يطلقون على أنفسهم التابعين لـ«الطريقة الرفاعية» ويزعمون «امتلاك العهد» لإخراج الثعابين من البيوت، يقول عمرو «هم نصابون وهؤلاء تحديدا كشفت أسرار نصبهم على الناس من خلال ما درسته بشكل متعمق عن الثعابين، فالثعبان لا يمتلك حاسة للسمع أصلا فكيف يأتي من يزعم أن باستطاعته التحكم في الثعبان عن طريق العزف على الناي أو المزمار، كما حرصت على الاحتكاك بهؤلاء «الرفاعية» من خلال الموالد التي يعتبرونها مواسم للاسترزاق والضحك على البسطاء من الناس، عبر إيهامهم بأن لديهم قدرات خاصة في السيطرة على الثعابين، ولفها حول رقابهم، وقد تأكدت بنفسي من أن كل الثعابين التي يستخدمونها في هذه العروض الزائفة ليست من الأنواع السامة، وهم يعتمدون على سذاجة رواد الموالد. مفارقات ومخططات وعن أبرز المفارقات التي تعرض لها، يقول «هناك من المواقف ما يصعب حصره، ولكني لا أنسى يوم أن لدغتني حية سامة أثناء قيام المذيع المصري الشهير طارق علام بتصوير إحدى حلقات برنامجه التلفزيوني «كلام من ذهب» معي، حيث قام أحد العاملين في التصوير بإيذاء أفعى الكوبرا السامة بلا قصد منه، فانتفضت على الفور وعضتني كرد فعل مباشر، وقد تم إنقاذي في آخر لحظة، أما الكوبرا التي عضتني فقد ماتت بعد ثلاثة أيام». ويوضح «على الرغم من مهارتي الشديدة وحرصي في التعامل مع هذه الزواحف كدت ألقى مصرعي حينما كنت أستعرض 50 ثعباناً ساماً وعقرباً في أحد البرامج، وإذا بأحد المشاهدين يضغط على ذيل أضخم كوبرا في مجموعة الثعابين، والتي كنت أتعامل معها في ذلك الوقت، فالتفتت بسرعة شديدة لتعاقبه فانتبهت مسرعاً لها ووضعت يدي في فمها لإنقاذه، معتقداً أنها لا يمكن أن تعضني، خاصة أنني روضتها تماماً ولأشهر عدة، وأحياناً كنت أستيقظ من نومي لأجدها إلى جواري على سريري الخاص ولا تؤذيني مطلقاً، ولكن في هذه المرة اخترقت أنيابها الحادة أصبعي فشعرت بصدمة شديدة على الرغم من هدوئي، ولم أصدق أن ذلك حدث لي ومن هذه الكوبرا بالذات التي أعتبرها أوفى أصدقائي، وبعد إصابتي شعر كل من حولي بالخطر، وحدث بعض الهرج والمرج، وعلى الرغم من ذلك كنت أراقب الكوبرا، لأعرف لماذا فعلت ذلك وحتى أطمئن عليها، فإذا بها تقترب مني بحزن شديد وكأنها تعتذر عما بدر منها». وعن أمنياته، يقول «أتمنى أن أتمكن من اصطياد الأصلة، وهي من الثعابين الضخمة، والتي قد يصل طولها إلى 15 متراً، وهي نوعان، «العاصرة» حيث تعتصر فريستها حتى تمزق عمودها الفقري ثم تبتلعها، وأخرى «بلاعة»، حيث تبتلع ضحيتها مباشرة، وأتمنى أيضاً أن أجد راعياً لتمويل قيامي بمغامرة لم يسبقني أحد إليها في العالم العربي، وهي أن أعيش في قفص مغلق مع العقارب لمدة شهر كامل، كما أتمنى أن أجد ابنة الحلال التي لا تعترض على مهنتي هذه». ويضيف «معظم الناس إن لم يكن كلهم يعتبرون أن الثعابين والعقارب وما على شاكلتها من الحيوانات مجرد مصادر للرعب والأذى، ولكن الحقيقة أن الناس كثيرا ما يصدقون ما يسمعون من دون أن يعطوا أنفسهم الفرصة لكي يعرفوا الحقيقة بعيدا عن الشائعات، وطبعا هذا ليس معناه أن أي إنسان من الممكن أن يكون صديقا للثعابين مثلي، بل عليه أن يفهم شيئا مهماً، وهو أنه مثلما يخاف البشر من الثعابين فإن الثعابين أيضا تخاف من البشر، وهذا ما عرفته بنفسي عندما بدأت علاقتي بهذه الكائنات».
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©