الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معجزة في بازل

1 ابريل 2009 02:46
تشهد مدينة بازل السويسرية منذ الخميس الماضي وحتى الخميس المقبل تنظيم فعاليات معرضها الدولي السنوي للساعات والمجوهرات الذي يحكي قصص إنجازات الحرفيين المبدعين في هذه الصناعة الدقيقة التي تتطلب مهارات خارقة. ومن يلقي نظرة متمعنة على القطع المعروضة، فسوف يستشعر عمق الإيحاءات الإبداعية لتلك الأصابع الماهرة التي تمكنت من قولبة وتشكيل هذه الأدوات الصغيرة والدقيقة. وتكمن معجزة صناعة الساعات بالذات في أن المصمم يكون سجين المساحة الضيقة جداً للسطوح التي يعمل فيها. وهذا بخلاف مصمم السيارة الذي يحظى بالكثير من حرية العمل التي تتيحها المساحات الواسعة مما يسهل عليه مهمة تخليق السطوح المشكلة. وقد يحار المرء ويندهش عندما يمعن نظره في القطع والأدوات الصغيرة جداً التي نحتاج إلى عدسات التكبير حتى نراها جداً، وهي تنبض كالقلب البشري داخل أغلفة الساعات. وبالرغم من أن أوزان معظم هذه القطع الصغيرة مثل الزنبرك والدواليب والتروس، تقاس بأجزاء الألف من الجرام، إلا أن أي اختلاف في وزنها تكون له نتائج كبيرة على ضبط الساعة. والسويسريون هم مؤسسو هذه الصناعة وروادها، ولا يشك أحد في أنهم سيحتفظون بهذا الإرث لمئات مقبلة من السنين. وبالرغم من أن الكثير من الأجهزة والعدادات والأدوات المختلفة التي يحتاجها البشر في أعمالهم وحياتهم اليومية، تعرضت للعاصفة العاتية لثورة المعلومات، إلا أن الساعات وعدادات الزمن الراقية تمكنت من الاحتفاظ بإرثها الحرفي والفني الثري البعيد عن العصر الرقمي، وبإبداعاتها التقنية والميكانيكية التي ستبقى خالدة على مرّ العصور. وقد يفتخر المرء الآن بأنه يمتلك هاتفاً رقمياً ذكياً أو قارئاً للكتب الإلكترونية، ولكن أحداً لا يشعر بالفخر والتميز؛ لأنه يضع في معصمه ساعة إلكترونية. ومن يتجوّل في معرض بازل، فسوف يتأكد من هذه الحقيقة، وسوف يعرف أن وراءها أياد بارعة وأذهان صافية قادرة على مواصلة عطائها الإبداعي في فن صناعة هذه الأجهزة الصغيرة التي لا يتوقف العالم عن استشعار نبضها، وهي التي تنظم النشاطات البشرية كلها المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©