السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رجال في قفص الاتهام بتهمة خلع «دبلة الزواج»

رجال في قفص الاتهام بتهمة خلع «دبلة الزواج»
26 ديسمبر 2011 00:34
دبلة الزواج تلمع في إصبع كل شاب وفتاة في بداية ارتباطهما، وينظر إليها البعض على أنها رمز للوفاء والحب، ويجد فيها آخرون مضايقة تدفع الرجل إلى خلعها بمجرد ابتعاده عن زوجته، أوخطيبته التي ترى في ذلك رغبة داخلية في عدم التمسك بها، وأن مقدار حبها في قلبه، وصلت إلى درجة، يجب أن تقرع خلالها جرس الإنذار بأن هناك أخرى في الطريق لاحتلال مكانتها العاطفية. في المقابل يسعد الرجل، حين يجد زوجته مرتدية دبلة الخطوبة، ويرى في ذلك حفاظاً على العهد وعلاقة الود، بينما يرى آخرون أنه مجرد روتين تتبعه الزوجة، أو التزام بالعادات والتقاليد يبعدها عن الحرج الاجتماعي. خاتم الزواج لدى البعض هو تقليد أساسي في حالات الارتباط الرسمي حيث يعبر عن جدية هذا الارتباط وقوته، إلا أن هذا التقليد قد يتحول إلى مظهر من مظاهر المشاكل بين الطرفين في حال نسيان أحدهما ارتداء الدبلة أو تعمد عدم ارتدائها. قاسم نعمان متزوج منذ 8 سنوات، يرى أن الدبلة في يده رغماً عنه، فلم يرغب في لبسها باستمرار في البداية، إلا أنه استجاب لإصرار زوجته التي تجد فيها تقديراً لزواجهما ودليلا على التزامه أمام الآخرين وإبعاداً لأعين الفتيات. وقال إن الثقة لا تكون بالخاتم ويمكن لأي زوج أن يخلعه ما أن يركب سيارته، إلا أن الثقة لابد وأن تنبع من الداخل، فالحب ورابط الزواج المقدس أكبر بكثير من هذه الحلقة الفضية التي تزين البنصر، لافتا إلى تخلى البعض عن هذه الدبلة، لأن هناك من الأزواج من لم يتعود على لبس الخاتم، ويجد فيه مضايقة تجعله يتخلى عنه متى ما ابتعد عن خطيبته التي تصر على أن يلبسه، أو أن عقلية الرجل الشرقي وحضوره تفرض على الخطيبة فكرة الاستمرار في لبس الدبلة. نسيان متكرر فكرة ارتباط الخاتم بالحب أو المودة هي مغلوطة تماماً فالخاتم يبقى في اليد بينما المحبة في القلب وهي أهم بكثير، هذا ما يشعر به سالم خميس، من خلال قوله، لابد من اقتناع الزوجة بأنه لا توجد علاقة بين حقيقة مشاعر الزوج تجاهها وبين لبسه لهذا الدبلة، فإشهار الزواج والإعلان عنه يكون عن طريق حفلة الزواج وليس الخاتم. ولا ينكر سالم خميس أنه في كثير من المرات ينسى ارتداء دبلة الزواج قبل خروجه من المنزل كونه ينشغل بالاستعدادات الصباحية للخروج، ويكون قد تركها فوق رفوف مرآة الحمام عند اغتساله صباحا. ويذكر سالم بأن زوجته لفتت انتباهه أكثر من مرة إلى عدم نسيانها خاصة وأنها تربط خروجه بدونها بأنه لا يتذكرها أو بأنه نسيها مثل الدبلة، كونها تمثل ارتباطهما، وبالرغم من تأكيداته المتكررة لها بأن سبب عدم لبسها يعود للنسيان، إلا أنها لا تتقبل حجة نسيانه، ويتابع، طلبت من زوجتي تذكيري بها كل صباح قبل الخروج، لكنها في كثير من المرات، لا تذكرني إلا عندما تراها إلى جانب المرآة، وتتصل بي لتعبر عن حزنها وغضبها. الحالة نفسها أيضا تحدث عنها الزوج مفلح زكي بوصفه حالته الخاصة والمرتبطة بطبيعة شخصيته سواء قبل أو بعد الزواج، حيث أنه لا يتقبل أن يرتدي أي نوع من الأكسسوار سواء أكان خواتم أم دبلة أو حتى ساعة يد، إلا أن زوجته يهمها كثيرا أن يرتدي دبلة زواجهما، خاصة في عمله وذلك لكي يعرف الجميع بأنه متزوج. وأشار مفلح إلى أنه حاول أن يشرح لزوجته انزعاجه الشديد من ارتداء الدبل، لدرجة انه في أكثر من مرة، خلعها في عمله أو أثناء قيادته للسيارة وفقدها، وفي كل مرة يفقد فيها الدبلة تسارع زوجته في اليوم التالي لشراء دبلة أخرى جديدة كي لا يتحجج بضياعها. أمر ثانوي أما بالنسبة لسعاد النعيمي فإنها لا تلبس خاتم الزواج إلا في المناسبات والأعياد والعزائم العائلية أو عند الذهاب إلى السوق، موضحة أنها تفعل ذلك كونها لا تحب التقيد بخاتم باهظ الثمن طوال اليوم في يدها. وأضافت، بشكل عام أجد فكرة التزام الرجل بدبلة الزواج تصرف يدل على احترام وحب من قبله وربما افتخار بزوجته، فجميل أن يستمر الزوج في لبس الدبلة طوال سنوات زواجه، مؤكدة في الوقت ذاته حسب مشاهداتها أن هناك الكثير من الأزواج لايهتم بلبس الدبلة ويعتبرها من الأمور الثانوية. وتتفق معها في الرأي بثنية جاسم، متزوجة، في أن لبس خاتم الزواج أصبح لدى البعض هو من لزوم «الكشخة»، وبما تحتويه من لمعان حبات الألماس أو أن بعض الأزواج يجد ذلك أمراً غير ضروري. وقالت، رغم إنني من النوع الذي لا أستغني عن خاتم الزواج إلا إن زوجي على النقيض، فهو كثير النسيان رغم تحذيراتي له بعدم نسيانها إلا إنه يعلل ذلك بأن علاقة الحب لا ترتبط بوجود الخاتم من عدمه في الإصبع، موضحة أنها شعرت وقتها أن زوجها لا يريد أن زواجهما وأنه لا يحبها أو أن لديه عدم أكتراث بالوضع الجديد الذي يعيشه كزوج، إلا أنها ومع الوقت بدأت تشعر بأن تركيزها على هذا الأمر يمكن أن يتسبب بفشل حياتها الزوجية فقررت عدم مراجعته في ذلك وتركه على راحته. اهتمام الفتيات ولدى سؤالي رجل متزوج عن سبب عدم وضعه خاتم الزواج في اصبعه، قال، لا أريد أن أغيّب نفسي، وأبقى خارج اهتمام الفتيات، فما زلت في عز الشباب والحياة أمامي، والمرأة الجميلة لا يمكن التعرّف إليها إذا كنت متزوجاً. في المقابل يعترف علي أحمد، متزوج، بإنه لا يعرف أحد من عائلته يلبس دبلة الزواج حيث يراها إنها أنسب للمرأة من الرجل ويقول، في أعراسنا لا نتبادل الدبل كما يحدث الآن عند الكثير من المتزوجين، حتى زواج ابني البكر مؤخرا لم يلبس دبلة الزواج فعادات وتقاليد عائلتنا لم تعرف هذه الدبلة فيما مضى وهكذا سيكون الوضع بالنسبة لباقي أبنائي بالطبع، أما المرأة فيمكنها لبس ما تريد. صائغ الذهب ولتكتمل الفرحة تطورت أشكال خاتم الزواج عند صائغي الذهب يقول سليم غلوم ، في السابق كانت دبلة الزواج لا تزيد عن إطار ذهبي رفيع تقليدي الشكل، لكن الآن وبعد عناية الاهتمام بخاتم الزواج لرمز للحب بين الطرفين، أصبح من الممكن أن يتكون الخاتم من حرفي اسمي العروسين مع تَكرارهما وسط قلبين، وهناك الخواتم المرصعة بأحجار الألماس أو الأحجار المفضلة للطرفين وهناك من يفضل نموذج الدبلة وشكلها نفسه، ولكن أحدهما من ذهب للعروس وآخر من الفضة للمعرس. ويواصل غلوم، للخروج عن خاتم الزواج الدائري ابتكر صائغو الذهب الكثير من التشكيلات والخواتم المربعة والمرصعة بالأحجار الكريمة وحبات الألماس على جوانب الخاتم الأربعة، بل أحيانا يمتد طول الخاتم ليصل طوله إلى بوصة كاملة وهو الخاتم العريض الذي يفضله الكثيرون شكلا مميزا للخوتم وبالتأكيد لن يتوقف الاهتمام بموضات الخواتم طالما اهتم المحبون برموز قصة حبهم. رأي أسري وتشير الدكتورة غادة الشيخ استشارية أسرية إلى أن البعض سواء من الرجال أو النساء قد يرفضون تلك العادة ويخلعون الخاتم من مكانه لوجود أسباب وحجج مختلفة، مما يتسبب في نشوب الخلافات والمشكلات الزوجية، أو يفهم ذلك على انه إعلان صريح على انتهاء العلاقة بين الطرفين ولو بشكل غير معلن، أو قد ينظر البعض الآخر له على أنه سلاسل وقيود وحجر للحرية، خاصة عندما يطالب ويجبر أحد الطرفين الطرف الآخر على الالتزام به طوال الوقت، وقد لا تجدي المحاضرة الطويلة عن العادات والتقاليد التي نتميز بها نحن العرب عن غيرنا من المجتمعات الغربية في حل تلك المعضلة بين الطرفي. وأكدت أنه مهما يحدث بين المرأة وزوجها، يظل ولاؤها لخاتم زواجها، ولا تستغني عنه لمجرد خلاف بينهما أو لأنها لا تحب أن تلبسه، بل يعتبر بالنسبة لها قطعة مقدسة. شريان الحب ارتداء خاتم الزواج يعود تاريخياً إلى الفراعنة القدماء الذين ابتكروا هذا التقليد حيث كانوا يلبسون الخواتم المصنوعة من الأخشاب الثمينة، ثم جاء بعد ذلك الأحجار الكريمة والذهب الذي أخذ الصدارة لأن لونه الذهبي كما يقول الفراعنة يرمز للشمس وهي الشيء الوحيد في الكون الذي لا يموت وفق اعتقادهم، وبهذا يكون الرابط بين الزوجين يمثل شيئاً أبدياً. لكن لماذا في اليد اليسرى والإصبع الثالث (البنصر) منها؟ كان الفراعنة يعتقدون أنه يوجد في اليد اليسرى شريان مباشر يرتبط بالقلب «شريان الحب» ويمتد بين القلب والإصبع الثالث من اليد اليسرى، وبما أن القلب هو مركز العاطفة والحب فمن الطبيعي أن يكون مكان «الرابط المقدس»في أول الشريان المؤدي للقلب.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©