يونيفل تتعهد بمواصلة مهمتها وتعزز إجراءاتها الأمنية

أكد قائد قوات حفظ السلام الدولية في لبنان ''يونيفل'' أمس أن القوات الدولية ستستمر في مهتمها على الرغم من تفجير سيارة مفخخة تسبب في مقتل ستة أفراد من قوات كتيبة اسبانية وجرح اثنين· وقال الميجر جنرال كلاوديو جراتسيانو الذي يقود قوات ''يونيفل'' في بيان ''هذا ليس اعتداء على لبنان ويونيفل فقط انما ضد استقرار المنطقة· هذا الهجوم زاد من تصميم يونيفل على تنفيذ مهمتها في جنوب لبنان''· في هذه الاثناء عزز الجيش اللبناني وقوة الامم المؤقتة في لبنان التدابير الأمنية في الجنوب حيث انتشر نحو 150 عسكريا من ''يونيفل'' المعززة في سهل الخيام في مكان الاعتداء ·وأقام جنود إسبان وايرلنديون عاملون في اطار ''يونيفل'' حزاما أمنيا في محيط مكان الاعتداء ومنعوا الصحافيين من الاقتراب· ولازم سكان المنطقة تحت وطأة الصدمة منازلهم ، وبدت الطرق شبه خالية· وذكرت مصادر أمنية ان القوة الدولية تسير مزيدا من الدوريات الراجلة والمؤللة في مناطق تواجدها في الجنوب وقد شددت الحراسة حول مواقعها ومراكزها· كما كثف الجيش اللبناني من نقاط التفتيش والحواجز على الطرق العامة والفرعية في المناطق الجنوبية كلها· وكثفت القوات الدولية والجيش اللبناني الدوريات أيضا على طول الحدود اللبنانية الاسرائيلية، وحضر وزير الدفاع الاسباني خوسيه انتونيو الونسو الى لبنان لتسلم جثث الجنود الذين قتلوا عندما انفجرت قنبلة بالقرب من عرباتهم المدرعة على الطريق بين بلدتي الخيام ومرجعيون بالقرب من الحدود الاسرائيلية· وأبقى الجيش اللبناني الطريق المؤدي الى مكان الانفجار مغلقا أمس حتى يتابع المحققون عملهم· وقال شهود ان ''يونيفل'' قللت من دورياتها في الجنوب· وحضر الونسو مراسم تأبين الجنود القتلى بمقر الكتيبة الاسبانية في مرجعيون· وقال شهود ان طائرته الهليكوبتر حلقت في وقت سابق فوق موقع التفجير ثلاث مرات· واعتبر وزير الدفاع الاسباني ان الهدف من الاعتداء الارهابي هو زعزعة الاستقرار في جنوب لبنان واعادة النظر في مهمة هذه القوة· وقال الونسو في مؤتمر صحافي عقده في قاعدة ميجيل دي سرفانتس في جنوب لبنان ''ليس لدي ادنى شك انه اعتداء إرهابي يهدف الى زعزعة الاستقرار في جنوب لبنان وإعادة النظر في مهمة يونيفل''· كما أعلن الوزير الاسباني ان السيارة المفخخة التي استخدمت في عملية التفجير كانت تحمل لوحتي تسجيل مزورتين وان رقم هيكل السيارة يدل على انها أتت من خارج لبنان· وأوضح الونسو ان نحو 50 كلغ من المتفجرات استخدمت في الاعتداء والبحث لا يزال جاريا لكشف نوعيتها· وكان الوزير الاسباني أعلن ان اسبانيا تدعم وستواصل دعم مهمة ''يونيفل''· وحملت وزارة الدفاع الإسبانية جماعة ''فتح الإسلام'' المسؤولية عن تنفيذ التفجير الارهابي خاصة بعد أن وجهت تهديدات لقوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان· من جانبه أكد وزير الخارجية الإسبانية ميجل أنخيل موراتينوس التزام بلاده بالإسهام في تحقيق السلام في لبنان والشرق الأوسط على الرغم من الهجوم · كما أعرب عن امتنانه لتضامن المجتمع الدولي مع بلاده وخاصة الدول العربية وإسرائيل والولايات المتحدة· وصرح موراتينوس قائلا ''إننا نعلم أنها مهمة صعبة غير أن الحكومة أكدت عند إعلانها عن المشاركة في قوات ''يونيفل'' ، انها بعثة معرضة للخطر لكنها بعثة تهدف للسلام والإسهام الجاد في إنهاء النزاع الذي كان دائرا في ذلك الحين· ومن ناحية أخرى أكدت مصادر من الامم المتحدة ومصادر لبنانية بعد الهجوم أن أمن ومستقبل لبنان أصبح في خطر· وقال القائد العام لقوات اليونيفيل كلاوديو جرازيانو ''إن الهجوم على قوات الأمم المتحدة أعد له مسبقا بصورة محكمة للغاية وكان متعمدا''·