الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحنين يستنفر طاقة الجسم ويدفئه

الحنين يستنفر طاقة الجسم ويدفئه
14 ديسمبر 2012
الاستغراق في مشاعر الحنين إلى الوطن والمكان والذكريات الجميلة والاستسلام لها لا يعبر عن ضعف أو هشاشة قلب، بل هو طريقة فعالة لمواجهة برودة الطقس. هذا ما توصلت إليه دراسة جديدة نُشرت في العدد الأخير من مجلة “عاطفة”. فشعور الحنين لا يؤدي إلى دفء القلب والجسم مجازاً كما قد يعتقد بعض الناس، لكنه يؤدي إلى الشعور بدفء حقيقي للجسم، أي أن درجة حرارة الجسم ترتفع عند استذكار أحداث يحن فيها القلب إلى الماضي. ويقول تيم ويلدشات، باحث في علم النفس في جامعة ساوثمبتون في إنجلترا، إن “الحنين شعور يمكن أن ينتاب أي شخص ما بين الفينة والأخرى. وهو يندرج ضمن المشاعر الإيجابية التي تُساعد على تخفيف الشعور بالعزلة والوحدة والملل”. ويضيف أنه أراد بمعية زملائه القيام بخطوة إلى الأمام وتقييم ما إذا كان للحنين آثار أخرى غير دوره في الحفاظ على الراحة النفسية. فأجروا سلسلة تجارب من أجل دراسة العلاقة بين الحنين باعتباره توقاً إلى لحظات جميلة من الماضي، ودرجة حرارة الجسم. وفي إحدى هذه التجارب، قال متطوعون من جامعات صينية وهولندية إن الشعور بالحنين لازمهم أكثر من 30 يوماً، وتبين لهم أنهم شعروا طوال هذه المدة بدفء أكبر، مقارنة بالأيام الباردة الأخرى من فصل الشتاء. وفي تجربة أخرى، تم وضع مجموعة أشخاص في غرفة باردة، وطُلب منهم استذكار أحداث سابقة عادية، أو مميزة من النوع الذي يستثير فيهم مشاعر الحنين، ثم طلبوا منهم بعد ذلك أن يخمنوا بشأن حرارة الغرفة. فوجد الباحثون أن الأشخاص الذين استحضروا أحداثاً مميزة سافرت بهم إلى الماضي وجعلت الحنين يطغى على مشاعرهم وجوارحهم افترضوا أن درجة حرارة الغرفة أكثر دفئاً، في حين أن أجسامهم هي التي كانت دافئة. وفي تجربة مماثلة، طلب الباحثون من مشاركين استذكار حدث مميز يجعلهم يتوقون إلى الماضي ويحنون إليه، أو حدث عادي سابق. لكن الباحثين لم يطلبوا منهم التخمين بشأن درجة حرارة الغرفة كما فعلوا مع سابقيهم، بل وضعوا في أيديهم أكياس ماء مثلج ليعرفوا المدة التي يصمدون فيها حاملين هذه الأكياس. فوجدوا أن المشاركين الذين انغمسوا في الحنين استطاعوا حمل الأكياس الباردة مدداً أطول مقارنة بأولئك الذين تذكروا أحداثاً عادية. ويقول ويلدشات “هذه الدراسات تُظهر بشكل جلي أن الحنين ليس مجرد شعور إيجابي يسمح لنا بمحاكاة حالة ذهنية سبق أن استمتعنا بها، بل يستنفر طاقة جسمنا العاطفية أثناء استرجاع هذه الذكريات، فينتج عن ذلك التجاوب الشغوف مع الماضي والتوق إليه ما يشبه الصعق الكهربائي لعواطفنا، ويؤدي من ثم إلى تعويض أي إحساس يُشعرنا بعدم الارتياح في تلك اللحظات، بما فيه الانزعاج من البرد القارس. ما يُولد تعويضاً عاطفياً يرفع حرارة الجسم ويُشعر الشخص بدفء أكبر”. عن موقع “nbcnews.com”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©