أولمرت يتوقع من عباس محاربة الإرهاب

وافقت الحكومة الإسرائيلية امس على ''مبدأ'' نقل ملايين الدولارات المستحقة للفلسطينيين من الضرائب التي تجبيها، لتعزيز موقع الرئيس محمود عباس في مواجهة حركة ''حماس'' عشية القمة الرباعية التي تعقد في شرم الشيخ· وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إنه سيطالب الرئيس محمود عباس خلال القمة، بمحاربة ''الإرهاب''، وقالت المتحدثة باسم أولمرت إن الحكومة الإسرائيلية تأمل أن ''تثبت'' حكومة الطوارىء الفلسطينية قدميها قبل استئناف محادثات السلام،بينما قال عباس عقب اجتماعه الى العاهل الاردني عبد الله الثاني امس :'' تلقينا وعودا من أطراف أميركية وإسرائيلية والمهم تطبيقها''· وقالت صحيفة ''هاآرتس'' الاسرائيلية امس، إن أولمرت رفض عرضا اميركيا قدمته له وزيرة الخارجية كونداليزا رايس خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن، للتوصل الى اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين· واوضحت الصحيفة أن رايس قالت إن الوصول الى مثل هذا الاتفاق سيمنح الفلسطينيين فرصة وأفقا سياسيا يشجعهم على تحدي المتطرفين، وخلق أجواء في الطريق لإقامة الدولة الفلسطينية· وقالت الصحيفة إن وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني، تشاطر رايس الرأي، لكن أولمرت يعارض هذه الفكرة بشدة ،حيث إنه يؤمن بأنه يجب تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل اليه، معربا عن تخوفه من عدم مقدرة الرئيس الفلسطيني على تسويق أي اتفاق مستقبلي مع إسرائيل في المجتمع الفلسطيني ''بسبب ضعفه'' حسب تعبيره· وأعلنت ميري ايسين المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت عقب الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء امس ''اتخذنا مبدئيا قرار الإفراج عن الاموال''· واضافت ''سنتحاور مع الرئيس الفلسطيني غدا (اليوم) ومع الحكومة الفلسطينية بعد قمة شرم الشيخ بشأن الإجراءات لتحويل الاموال''· ويشارك رئيس الوزراء إيهود أولمرت اليوم في قمة رباعية في منتجع شرم الشيخ على البحر الاحمر ،الى جانب الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس· وهدف القمة تقديم الدعم الى عباس وحكومة الطوارئ التي يتولى رئاستها سلام فياض التي شكلت ردا على بسط ''حماس'' سيطرتها على قطاع غزة الاسبوع الماضي· وكانت إسرائيل قد جمدت مبلغا يقدر بحوالى 600 مليون دولار من اموال الرسوم الجمركية وضريبة القيمة المضافة التي جمعتها باسم السلطة الفلسطينية ،منذ وصول ''حماس'' الى السلطة في يناير 2006 وتعتبر اسرائيل اسوة بالاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ''حماس'' منظمة ''إرهابية''· وبعد تجميد اسرائيل لهذه الأموال وتعليق الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة المساعدات المباشرة الى الحكومة الفلسطينية لم يتلق الموظفون الفلسطينيون سوى جزء من رواتبهم مع تأخير في الاشهر الاخيرة· واكد أولمرت لدى بدء الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء، أن اسرائيل ''ستقدم خلال القمة مطالبها من الناحية الامنية وفي مجال محاربة الارهاب، وسنؤكد في المقابل، أننا مستعدون للتعاون مع الحكومة (الفلسطينية) الجديدة''· ومن جهة اخرى، أكد الرئيس عباس أنه تلقى وعودا من أطراف أميركية وإسرائيلية تقدم بموجبها اسرائيل التزامات خلال القمة اليوم، لكنه قال :''الأهم أن يتم تطبيق هذه الوعود على أرض الواقع'' · وقال عباس في تصريحات للصحافيين عقب لقائه العاهل الاردني امس، إنه يجب البحث عن أفق سياسي خلال المرحلة المقبلة على أساس الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام ورؤية الرئيس الأميركي جورج بوش· وحول إذا ما كانت إسرائيل مستعدة لتقديم شيء خلال القمة، بين عباس أنه تلقى وعودا من أطراف أمريكية وإسرائيلية، لكن الأهم أن يتم تطبيق هذه الوعود على أرض الواقع· وفي رده على أسئلة حول حركة ''حماس'' أكد الرئيس الفلسطيني أنه لا مجال للحوار مع من وصفهم بـ''''الانقلابيين''· ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني عن الملك عبد الله تأكيده خلال لقائه عباس في عمان ''أهمية اغتنام الفرصة التي ستوفرها القمة الرباعية للخروج بتصورات واضحة المعالم ضمن إطار زمني محدد للبدء بعملية تفاوضية تحظى بدعم جميع الاطراف المعنية بعملية السلام''·