ندوة برأس الخيمة تبحث سبل مواجهة «الناعور»

طالب المشاركون في ندوة سبل مواجهة مرض "الناعور"، التي نظمتها جمعية أطباء الإمارات في رأس الخيمة، أمس، بالكشف المبكر عن المرض وتحديد الأسباب الرئيسية للإصابة به، والتفريق بينه وبين أمراض أخرى شبيهة تصيب الكبار والصغار على السواء. وقال المشاركون في الندوة التى استمرت على مدى 5 ساعات، إن عدم وجود إحصائيات دقيقة لعدد المصابين بالمرض في البلاد العربية، يرجع إلى الخلط بين الناعور وأمراض أخرى تنتج عن نقص البروتين في الدم، موضحين أنه لا يختلف كثير عن مرض الهيموفيليا الذي يصيب الكبار والصغار على السواء، وأن البحوث العلمية أكدت إمكانية تلافي تطوره في المستقبل. وقالت الدكتورة فاطمة سجواني أخصائية أمراض الدم بمستشفى القاسمي، التي أشرفت على الندوة، إن الناعور ينتج عن نقص العامل الثاني للتخثر في الدم، ويختلف عن مرض "بون دلبيران" الناتج عن اختلال نسب البروتين في الدم. وأضافت أن الهدف من الندوة هو إلقاء الضوء على سبل مواجهة المرض، وإرشاد الأطباء إلى الطرق التي يجب اتباعها عند فحص المريض، حيث لا توجد أعراض مباشرة للمرض يمكن البناء عليها، مشيرة إلى أن النتائج المعملية أثبتت أن "الناعور" ناتج عن عوامل وراثية تنتقل من الأم إلى الأبناء منذ الولادة، وأن إصابة الكبار به تنتج عن وجود مضادات ضد البروتينات وعوامل التخثر في الدم. وأكدت أن الفحوص الطبية وتحديد المصابين بالمرض، يفيد فى حالات الحوادث التي يتعرض فيها المريض لعمليات نزيف قد تودي بحياته. من جانبه أكد الدكتور أحمد الرستماني استشاري أمراض الدم بمستشفى راشد، الذي قدم محاضرة حول مظاهر الإصابة بـ "الناعور"، أهمية اكتشاف المرض الذي يمكن أن يحدث بالصدفة بين الذكور في سن مبكرة أثناء عملية الختان، التي تتم عادة في العام الأول للطفل. وقال إنه لا يوجد حتى الآن علاج للناعور، وأن الأطباء يلجأون في هذا المجال إلى تعويض نزيف الدم بمد المريض بالبلازما ومواد زيادة عمليات التخثر، مشيرا إلى أن الأطفال المصابين بهذا المرض يعيشون حياتهم بشكل طبيعي مع بعض الحرص على عدم التعرض للنزف الذي لا يتوقف بسهولة. بدوره قال الدكتور عزام الزعبي من مدينة خليفة الطبية، إن عدم وجود إحصائيات للمصابين بالمرض، يعود إلى عدم الفحص في سن مبكرة، وإن عملية اكتشافه تتم بالصدفة. وشارك في الندوة، كل من الدكتور محمد شميم أخصائي أمراض الدم بمستشفى سيف، والدكتور محمود الحسن من مستشفى الوصل بدبي، والدكتور محمد كنعان من مستشفى توام، وعدد من المتخصصين في أمراض الدم في مستشفيات إمارة رأس الخيمة.