السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرئيس الأميركي يواجه أول اختبار دولي في قمة العشرين

الرئيس الأميركي يواجه أول اختبار دولي في قمة العشرين
1 ابريل 2009 02:34
نادراً ما واجه رئيساً أميركياً في أولى خطواته على الساحة الدولية اختباراً بصعوبة ذلك الذي ينتظر باراك اوباما في قمة مجموعة العشرين غداً في لندن المخصصة لبحث الازمة الاقتصادية العالمية· وقضى اوباما الشهرين الاولين من عهده الرئاسي في خوض معركة ضارية لاخراج بلاده من اسوأ ازمة اقتصادية شهدتها منذ عقود بدون ان يدع هذه الازمة المالية والاقتصادية تحجب التطلعات الهائلة والمشاريع الطموحة التي تطبع رئاسته الفتية· ويتحتم عليه الآن تلبية النداءات الملحة والعاجلة من اجل تحرك دولي يسمح باحتواء الازمة، وفي الوقت نفسه البحث عن توافق يقرب وجهات النظر بين اوروبا والولايات المتحدة بشأن طبيعة الاجراءات الواجب اتخاذها· وقال ستيفن شريج من مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية ان ''الرئيس اوباما لا يواجه اكبر تحدياته فحسب، بل انه يواجه هذا التحدي للمرة الاولى على مسرح دولي من هذا الطراز''، وتابع ''وهو يقوم بذلك بعد اسابيع قليلة من بدء رئاسته، في وقت لم ينضم بعد الى فريقه عدد من شخصياته الأساسية وعلى الاخص في وزارة الخزانة· انه تحد حقيقي له''· وسعى اوباما قبل القمة لتبديد الفكرة بان الولايات المتحدة تدعو الى التشديد على انعاش الاقتصاد اكثر منه على ضبط القطاع المالي لمعالجة الازمة، بعكس اوروبا الداعية الى اعطاء الاولوية للرقابة والضبط على الانعاش الاقتصادي· وقال ''لا يسعني ان اكون اكثر وضوحا حين اقول انه ليس هناك معسكران· هذا جدل لا معنى له''، غير ان الخبراء في العلاقات بين ضفتي الاطلسي افادوا انه بالرغم من حرص الدول المتطورة والدول النامية الكبرى على اظهار وحدة صف في قمة مجموعة العشرين، فثمة خلافات في وجهات النظر بشأن ترتيب الاولويات· وقالت كاتي سومينن من معهد جيرمان مارشل فاند الاميركي ''ان ادارة اوباما تدفع الاوروبيين على زيادة الانفاق، لكن الاوروبيين يتمنعون'' مضيفة ''ثمة ما يشبه الصدع على هذا المستوى''، وتابعت ''بالنسبة لاجراءات الضبط، فان الاوروبيين متشددين بهذا الصدد (··) ويريدون استخدام قمة مجموعة العشرين كمنبر''· ويتوجه الاوروبيون الى لندن لحضور قمة مجموعة العشرين عازمين على مقاومة الدعوات الاميركية للتركيز على انعاش الاقتصاد العالمي وتحقيق اكبر تقدم ممكن بشأن ضبط القطاع المالي· وقالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل السبت الماضي لصحيفة فايننشال تايمز ''لم تحصل الازمة لاننا وزعنا اقل مما ينبغي من الاموال بل لاننا انتجنا نموا اقتصاديا باموال طائلة وبدون ان يكون مستديما''· وتابعت ميركل التي ستكون بلادها احدى الدول الاربع من الاتحاد الاوروبي المشاركة في قمة مجموعة العشرين إلى جانب فرنسا وايطاليا وبريطانيا التي تستضيف اللقاء ''اذا اردنا استخلاص العبر، فان الرد لن يكون بتكرار اخطاء الماضي''· وردد الاوروبيون للولايات المتحدة خلال الاسابيع الماضية انهم يعتبرون تدابير الانعاش الاقتصادي التي اتخذوها حتى الان كافية وقد وصلت قيمتها الى ما 400 مليار يورو للسنتين 2009 و·2010 ويخضع جميع القادة المشاركين في القمة مثل اوباما لضغوط كثيفة لحملهم على اتخاذ اجراءات فورية وسيترتب عليهم ايجاد وسيلة لخفض مستوى التطلعات في وقت يتوقع منهم العديدون اتخاذ قرارات يكون لها تأثير فوري· واوضح ماتر سلوتر من مجلس العلاقات الخارجية ''سيتحتم في بعض الاحيان اصدار تشريعات جديدة على غرار ما حصل في الولايات المتحدة والعديد من الدول الاخرى'' مضيفا ''سيستغرق الامر بعض الوقت'' حتى تقرها برلمانات الدول وتوضع موضع التنفيذ· واشتدت هذه التجاذبات بين ضفتي الاطلسي هذا الاسبوع اثر تعليقات غير دبلوماسية اطلاقا صدرت عن رئيس الوزراء التشيكي ميريك توبولانيك الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، فقد اعتبر ان الولايات المتحدة سلكت ''طريقا الى الجحيم'' بصرفها مئات مليارات الدولارات· ويطمح الاوروبيون الى تحقيق نتائج عملية في قمة مجموعة العشرين، وهم يعدون عدة مبادرات في اطار الاتحاد الاوروبي، تقضي بتشديد الضوابط على صناديق المضاربة والاصول الخاصة وفرض الرقابة على التعويضات في القطاع المالي ومراقبة وكالات التصنيف الائتماني وتشديد المراقبة عبر الحدود على شركات التأمين والمصارف داخل الاتحاد الاوروبي· كما ستؤيد الدول الاوروبية في قمة مجموعة العشرين مضاعفة موارد صندوق النقد الدولي الى 500 مليار دولار للسماح له بمنح المزيد من القروض للدول التي تواجه صعوبات، وهي تعتزم المساهمة في هذه العملية بمستوى مئة مليار دولار· غير ان هذه المسألة أيضا تهدد بإثارة خلاف في وجهات النظر بعدما دعت الولايات المتحدة اخيرا الى بذل جهود اكبر وزيادة موارد صندوق النقد الدولي بثلاثة أضعاف
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©