الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«شكراً ماما» تدشن العروض بنوايا حسنة ورؤى متشعبة

«شكراً ماما» تدشن العروض بنوايا حسنة ورؤى متشعبة
24 ديسمبر 2011 00:49
انطلقت مساء أمس الأول بقصر الثقافة بالشارقة فعاليات الدورة السابعة لمهرجان الإمارات لمسرح الطفل، الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودعم وإشراف وزارة الشباب والثقافة وتنمية المجتمع، بالتعاون مع دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، ومجموعة مسارح الشارقة، وجمعية المسرحيين بالدولة، بالإضافة إلى مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، ويستمر المهرجان حتى الثامن والعشرين من شهر ديسمبر الجاري. شهد حفل افتتاح المهرجان الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي مدير مكتب سمو حاكم الشارقة، وعدد من المسؤولين في القطاع الثقافي والتربوي وضيوف المهرجان، وحشد من الأسر التي اصطحبت أطفالها للتواصل مع فعاليات وعروض المهرجان الذي تشارك في دورته الحالية خمسة أعمال مسرحية هي : “شكراً ماما” لفرقة مسرح رأس الخيمة الوطني و “آي باد” لفرقة مسرح أم القيوين الوطني، و”درس خصوصي” لفرقة جمعية حتا للثقافة والفنون والتراث، و”سبيس زون” لفرقة مسرح بني ياس، و”رحلة المعرفة” لفرقة جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، بالإضافة إلى العرض المستضاف خارج المسابقة وهو عرض “مارو” لفرقة المسرح العربي. الطاقات والمواهب وألقى إسماعيل عبدالله رئيس مجلس إدارة جمعية المسرحيين ورئيس المهرجان كلمة الافتتاح وأشار فيها إلى أن المهرجان في دوراته الست السابقة استطاع أن يستحوذ على اهتمام القطاع المسرحي بالدولة وبالمنطقة، كما استطاع أن يعبر إلى قلوب كافة شرائح الجمهور وخصوصاً الأطفال. وقال عبدالله “لقد سخّرت جمعية المسرحيين، وبالتعاون مع شركائها، جميع إمكاناتها من أجل الارتقاء بمستوى هذا المهرجان، والوصول به إلى ما وصل إليه الآن من قاعدة جماهيرية صلبة وعريضة، بالإضافة إلى اهتمام الفرق المسرحية وعملها الجدّي من أجل المشاركة في هذا المهرجان، بعد أن أصبح مهرجاننا هذا ساحة وميداناً لإبراز الطاقات والمواهب المسرحية الخلاّقة، وتكريم المتميزين من أهل المسرح، من وطننا العربي وإماراتنا التي نحبّ”. وأكد عبدالله أن المهرجان يأتي ترجمة عملية لقناعات راسخة وإيمان عميق بأن يكون الطفل شريكاً أساسياً في عملية التنمية الثقافية والفكرية والمسرحية التي تشهدها دولة الإمارات بعد أن بلغت أربعين عاماً من سنّي الاتحاد الذي منحها الألق والتميز والإبداع. وقام راعي الحفل الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي بتكريم الشخصية العربية لهذه الدورة، وهو الفنان داوود حسين من الكويت، وتكريم الشخصية المحلية الفنان محمد سعيد السلطي، تم بعدها عرض فيلم وثائقي حول الشخصيتين المكرمتين وحول المسيرة الفنية والإبداعية لهذين الفنانين اللذين أسهما في إثراء مسرح الطفل في المنطقة من خلال تقديم أعمال لافتة ومهمة أثناء مسيرتهما المسرحية الطويلة ومساهماتهما البارزة في هذا الحقل، سواء في مجال التمثيل أو الكتابة أو الإخراج، وتناول الفيلم بعض اللقطات والمشاهد المقتبسة من مسرحيات داوود حسين التي قدمها خصيصاً لمسرح الطفل مثل: الحسناء والوحش، والشياطين الثلاثة، والذيب والعنزات الثلاث وتوي ستوري و شرّان شرّون، ومن الأعمال التي وثقها الفيلم للفنان محمد السلطي مسرحيات موجهة للطفل مثل: ياسمين والمارد الشرير، وحسون ألون، ومملكة السلام واللغز والكنز. شكراً ماما ثم دشنت فرقة مسرح رأس الخيمة الوطني أولى عروض المهرجان من خلال مسرحية “شكراً ماما” من تأليف وإخراج الفنان مرعي الحليان، ومشاركة مجموعة من الممثلين والممثلات وهم: ماجد الصوري بدور سلطان، وعبدالله الحريبي بدور جاسم و محمود رمضان بدور حمد، وعلياء المناعي بدور الأم، وإلهام محمد بدور سماح، وأصالة بدور دلال، وأخيرا الفنان نبيل الشميلي في دور المعلم. تبدأ المسرحية بدخول الأختين سماح ودلال إلى المنزل خلسة وبيديهما الشهادة الدراسية، ثم يدخل الإخوة الثلاثة سلطان وجاسم وحمد، ويبدو الجميع في حالة واضحة من الخوف والارتباك خشية أن ترى الأم النتائج المخيبة لآمالها والتي بانت من خلال الدرجات المتدنية في هذه الشهادات الدراسية، وفعلاً ومع دخول الأم يتصاعد الموقف الدرامي نحو التأزم والصدمة فتقرر الأم حرمان أبنائها الخمسة من التمتع بإجازة منتصف العام، وتقرر حبسهم في المنزل، وإعادة تأهيلهم دراسياً طوال فترة الإجازة، والاستعانة بمدرس خصوصي لتنفيذ هذه العقوبة وتأكيد إقامتهم الجبرية في المنزل، ومع تداخل المواقف الكوميدية والمشاهد المتخيلة والاسكتشات الغنائية ولحظات الصراع الداخلي بين التوق للخروج وضرورة التعلم، وتعويض ما فات من إخفاقات دراسية، يلجأ المدرس بالتعاون مع الأم إلى اللجوء إلى وسيلة مبتكرة مع هؤلاء الأطفال العنيدين، وتتمثل هذه الوسيلة في دمج التعليم مع الترفيه، واستخدام الألعاب والتكوينات المجسمة والمحببة للأطفال حتى يمكن استخراج طاقاتهم الداخلية المخزنة وذكائهم المستتر، بعيداً عن وسائل التعليم التقليدية التي تنفر هؤلاء الأطفال من جو الدراسة الخانق الذي يعتمد على العنف والإلزام والعقاب الجسدي، وتنجح خطة الأم والمعلم في النهاية، حيث يتمكن الأبناء الخمسة من تخطي عقبات نفسية كثيرة وحواجز ذاتية ووهمية كانت تمنعهم سابقاً من النجاح والتواصل الذهني السلس والتفاعلي مع أجواء الدراسة. اتجاهات متفرقة عموماً فإن عرض (شكراً ماما) ورغم نواياه المعلنة والحسنة والواضحة، إلا أن طرح فكرته الأساسية ذهب في اتجاهات متفرقة، وعانت هذه الفكرة من معالجات مشهدية بدت مقحمة ودخيلة وزائدة عن حاجة العرض، وبدلاً من أن ينحاز العرض للتكثيف الزمني والاختزال السردي الذي يمكن أن يوصل مضامين ورسائل النص بشكل متدرج ومتوازن، رأينا أن هناك تشتتاً ملحوظاً في التقسيمات المشهدية وفي الحلول الإخراجية وفي التنويع، أو التوظيف الأدائي المتماسك للممثلين على الخشبة، خصوصاً وأن الخاتمة أو ذروة العرض أتت متأخرة جداً قياساً بما تم تقديمه من فواصل غنائية وموسيقية ومن قطع مفاجئ في التواصل الذهني والبصري مع الفكرة الأساسية للعمل، ومن هنا تحول العمل بأكمله إلى ما يشبه المتاهة الذي ضاع الطفل المتفرج في تشعباتها المرهقة، وضاعت بالتالي خيوط التواصل مع عمل كان يخزن الكثير من الوعود المبهجة، قبل أن يتحول فعلياً على الخشبة إلى ما يشبه المسخ الذي تشوهت ملامحه، وضاعت مفاتيحه في هوامش سردية داكنة لم يستطع المخرج ولا الجمهور إضاءتها ! .
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©