الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الوطني الربيعي 2» يفتح نافذة على حياة الأجداد

«الوطني الربيعي 2» يفتح نافذة على حياة الأجداد
24 ديسمبر 2013 09:05
يواصل الملتقى الوطني الربيعي «2» فعالياته للأسبوع الثاني على التوالي في أحضان جزيرة السمالية التي استقبلت المراكز النسائية الأحد الماضي للمشاركة في الأنشطة والورش التي تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية وتنمية القدرات عبر ركن الألعاب الترفيهية والتثقيفية الذي منحهن فرصة إقامة علاقات صداقة فيما بينهن، ورغم أن فعاليات الأسبوع الثاني للملتقى كانت غزيرة ومتنوعة إلا أن الطالبات حرصن على الحضور بكثافة، ومن ثم المشاركة في الأنشطة جميعها، وهو ما يؤكد أن الوطني الربيعي الثاني يقدم وجبة تراثية غنية تشبع فضول الفتيات للتعرف بجدية على مفردات الموروث الشعبي الوطني. تصدرت فعاليات الأسبوع الثاني للملتقى الوطني الربيعي الثاني، الذي يقام برعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، رحلة تجولت خلالها الطالبات في ربوع جزيرة السمالية، ومن ثم مشاركتهن في أنشطة الفروسية، والهجن، والشراع الرملي، والطيران الورقي، وممشى القرم، بالإضافة إلى المسابقات العلمية، وصولاً إلى ورشات الحناء، وإعداد الأطعمة الشعبية بطريقة صحية، التي تراعى فيها قواعد الغذاء السليم، وكذلك التعرف على البيئة البحرية بكل مناشطها، ما جعل هذا الأسبوع الذي شارك فيه العديد من أولياء الأمور، أبناءهم في كل الأنشطة متميزاً جداً، وعلى درجة عالية من العمل الجماعي، الذي شكّل بالفعل بيئة مثالية لقضاء إجازة نصف العام الدراسي في أجواء شتوية دافئة. حدث تراثي حول انطلاق ملتقى السمالية الوطني الربيعي (2) في أسبوعه الثاني، يقول مدير إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات سعيد المناعي «حرصنا منذ انطلاق الملتقى على خلق بيئة مثالية تجمع الآباء والأبناء في أحضان جزيرة السمالية، من أجل أن يضطلع الآباء على المناشط التي يشارك فيها الأبناء، ومن ثم يشعرون بالاطمئنان وأن الأطفال يتفاعلون مع المفردات التراثية، والموروث الشعبي الأصيل في بيئة غنية بكل مفرداته». ويضيف «حفل الأسبوع الثاني للملتقى الوطني الربيعي بالعديد من المفاجآت حيث كان هذا الأسبوع مخصصاً للمراكز النسائية، وبخاصة مركزي أبوظبي والسمحة، وفور وصول الأمهات وبناتهن وركوبهن السفينة التراثية التي تنقلهن من البر إلى داخل الجزيرة، أطلعتهن على سمات السمالية أو ما تتمتع به من بيئة طبيعية، كونها واحدة من المحميات المعروفة في دولة الإمارات العربية المتحدة». ويتابع المناعي «أوضحتُ لهن أن الجزيرة تتمتع بمقومات طبيعية ساحرة وخلابة من شأنها أن تجذب الزوار، وعلى الرغم من أن الجزيرة غير متاحة للجمهور في أي وقت من السنة، إلا أن الجديد في أنشطة الملتقى هذا العام هو أن إدارة الأنشطة والفعاليات بنادي تراث الإمارات، قررت أن تعطي مساحة واسعة للفتيات وأولياء أمورهن بالحضور والاستمتاع بالأجواء الشتوية داخل الجزيرة، ومن ثم التعرف على أنواع الطيور النادرة الموجودة بالسمالية، وكذلك التعرف عن قرب على البيئة البحرية وأجواء الصيد والمراكب القديمة، والسفن التراثية، وبيت العريش، والطوى (البئر)، فضلاً عن المعسكرات الدائمة التي حظيت بها الجزيرة في هذا الملتقى الذي سجل حضوراً كبيراً من قبل الطلاب في أسبوعه الثاني حيث وصل عدد الأسر مع بناتهن إلى ما يقرب من نحو 200 فرد». تواصل مع الأهل يلفت المناعي إلى أن إدارة الأنشطة تبذل جهوداً كبيرة من أجل التواصل مع أولياء الأمور من أجل السماح لأبنائهم في الحضور إلى الجزيرة، وبدورنا نحاول أن نزيل من قلوبهم الرهبة والأفكار التي ترسخت في أذهان بعضهم بأن الجزيرة غير آمنة لكون المياه تحيط بها من كل جانب، غير أنهم فور قبول الدعوة ومن ثم ارتياد السمالية والتجول فيها، والتعرف على الدور البنّاء الذي تقوم به في إثراء مخيلة النشء، وغرس قيم الولاء والانتماء في نفوسهم، حيث إن الجزيرة آمنة تماماً وتتمتع بجميع مقومات السلامة فارتفاع موج البحر أو الرياح لا يؤثران مطلقاً على مناخها وحركة العمل بها وكذلك ممارسة الأنشطة. ويذكر المناعي أنه تحدث إلى الفتيات وأولياء أمورهن حول بيت علي بن حسن، الذي يعد من أقدم البيوت التي بُنيت في الجزيرة، والذي يشكل معلماً تراثياً يحمل العديد من جوانب الموروث الشعبي سواء في شكل بنائه أو محتوياته من الداخل، كما بيّن لهم أن بيت البحر الذي من شأنه أن يوضح الصورة كاملة عن بيئة الحياة القديمة إذ إن البيت مصنوع من جريد النخيل والخشب وبه سرير وزاوية للاستحمام فقط، ومن خارج البيت يتصدر هيكل عظمي لحوت كبير تُشرف عليه هيئة البيئة من الحين إلى الآخر، فضلاً عن السوق الشعبي القديم، الذي حين يتم افتتاحه سيُعرض فيه كل المنتوجات التراثية القديمة،التي قامت بصناعتها العديد من النسوة، وخلف السوق الشعبي يوجد (المسطاح)، وهو المكان الذي يجفف فيه التمر، ويستخلص منه العسل الأسود، فضلاً عن ممشى القرم الذي يتوسط الجزيرة والذي يستطيع من خلاله الزوار أن يروا الأحياء المائية بيِّنة أمام أعينهم إذ إنهم يدخلون من الباب الرئيس، ولا يعودوا إليه نظراً لأن امتداده يوصل إلى المدخل الآخر. الشخصية الوطنية عن حضور العديد من السيدات اللواتي صحبن بناتهن في بداية الأسبوع الثاني للملتقى الوطني الربيعي الثاني، تقول رئيسة قسم الأنشطة النسائية بنادي تراث الإمارات فاطمة التميمي «تهدف هذه الدورة الجديدة من الملتقى إلى تنمية روح المواطنة لدى الفتيات والناشئة التي تغرس فيهن القيم الإماراتية الأصيلة، والتي تدعوهن إلى التمسك بالقيم والعادات التي ميزت الشخصية الوطنية على مدار تاريخها». وتضيف أن الأسبوع الثاني من الملتقى والذي خُصص للفتيات تميز بزخمه، وتنوع مناشطه، حيث بذلت إدارة الأنشطة للنادي مجهوداً مضاعفاً من أجل تنمية الملكات الفردية لدى الفتيات، ومن ثم تشجيعهن على الاندماج في ورش المرسم الحر وتعليم الفتيات فنون تراث الآباء والأجداد عبر 15 نشاطاً متنوعاً وهي الفروسية والهجن والرماية التقليدية والعادات والتقاليد والألعاب الشعبية والتجديف والشراع الرملي والشراع الحديث والشراع التقليدي والفلك والسفينة التراثية والصقارة والنشاط البيئي، اليولة، دروب المعاني، وبيئة الطيران الإلكتروني، إلى جانب المسابقات الثقافية وورشات الحناء، وتنظيم العديد من الرحلات والزيارات الميدانية والمخيمات البحرية. وتتابع «الملتقى يعزز ثقافة التراث لدى الفتيات اللاتي تزايدت أعدادهن عن العام الماضي، بما يؤكد أن برامج الملتقى تتناسب مع جميع الفئات العمرية، بالإضافة إلى أننا أطلعنا الفتيات على معرض «زهبة العروس»، هو عبارة عن عروس ترتدي الملابس التراثية القديمة وبجوارها مجموعة من الصناديق التي تحتوي على ملابسها وكل ما يتعلق بتجهيزها كعروس وهذه الصناديق تُحمل معها إلى بيتها». أنشطة وفعاليات تؤكد التميمي أن الملتقى نظم ورشة الخط العربي والرسومات الإسلامية التي تضمنت أعمال فنية وإعادة تدوير فائض سنع الأولين، كما كان لورشة صناعة الخواتم حضور خاص، وكذلك ورشة الغذاء الصحي وورشة البحر التي أطلعت الفتيات على السمك الصغير (جمع العومة)، كما أدت الفتيات مجموعة من الألعاب مثل شد الحبل، خوصة بوصة، الجحيف، أم العيال، المحاماة، الصقلة، حلقة بنت الشيخ، ثعلب فات فات، كرابي البنات، المريحانة، خرييفية مجيريفة، وين سيفي، يا خالتي يا أخت أمي، وأشرف على هذه الورشات منى القمزي مديرة مركز أبوظبي النسائي، وموزة العبيدلي لورشة الألعاب الترفيهية والشعبية، وحليمة عوض للورشة الفنية، وللخط العربي شيماء القاعي وظبية الرميثي لورشة البيئة البحرية، وبالنسبة للغذاء الصحي فقدمت ورشته أسماء الحارثي، أما الفروسية والهجن فكانت بإشراف جميلة المزروعي، فضلاً عن رحلة في أجواء البحر عبر السفينة التراثية التي جابت المياه المحيطة بالسفينة في 20 دقيقة، استمتعت خلالها الطالبات والأمهات ما ساعد على أن يقضي الجميع أوقاتاً ممتعة في الأجواء الشتوية الرائعة. حرصت مشرفات الأسبوع الثاني للملتقى الربيعي على الذهاب إلى ساحة أرض المخيم بالسمالية من أجل التعرف على الإبل العربية الأصيلة، حيث احتفظ الجمل دوماً بمنزلة خاصة بالنسبة لتاريخ شبه الجزيرة العربية وهناك كانت توجد أسراب الإبل وأمام كل جمل يقف مدرب، ومن خلفهم كان يوجههم مسؤول الهجن حميد المنصوري، الذي يذكر أنه من الضروري قبل أن تمتطي الفتيات ظهور الإبل لابد من المرور بمراحل تدريبية عدة ومنها التعرف على الناقة وطبيعتها عن قرب، وكذلك التعرف على الأدوات التي من الممكن أن توضع على ظهرها، وكيفية وضع هذه الأدوات بشكل عملي، ثم بعد ذلك يتعلمن الطريقة التي من خلالها تستطيع أن تركب الفتاة على ظهر الناقة، وكيف تستطيع التعرف إلى القلايط وحلب الناقة وتضميرها والتدريب المستمر على ركوبها، وكذلك الأمراض التي من الممكن أن تتعرض لها وطرق الوقاية منها، بالإضافة إلى الاعتناء بالهجن وهي صغيرة، مشيرا إلى أن نادي تراث الإمارات يحرص على أن يكون ميدان الهجن في جزيرة السمالية من الميادين التراثية المجهزة والمعدة إعداداً على أعلى مستوى لكي تستقبل الزوار حتى يتعرفوا على الإبل وخصائصها وأخبارها، وصولاً إلى الطريقة المثلى التي من الممكن أن يمتطي بها الفرد الإبل من دون أن يصيبه أي أذى. ويوضح «حرصنا على إزالة الرهبة من قلوب الفتيات أثناء ركوب الخيل. دليل أرض الأحلام منذ بداية تدفق الفتيات وأمهاتهن في الصباح الباكر من أول أمس على جزيرة السمالية، كان في استقبالهن مسؤولة الأنشطة في الجزيرة نادية العبيدلي، التي بدورها وزعت الأدوار على المشرفين، وعرّفت أولياء الأمور والطالبات على الأنشطة التي سوف يشاركون فيها بالإضافة إلى أنها أطلعتهن على قوانين الجزيرة وعوامل الأمن والسلامة المنتشرة في كل أرجائها وتمنت لهم أن يقضوا أوقاتاً ممتعة في أحضان السمالية «أرض الأحلام». شجاعة طفلة من ضمن الفتيات اللواتي لم يهبن ركوب الإبل سلمى الرمح، التي تبلغ من العمر 6 سنوات، وامتطت أحد الجمال، وقد لبست الخوذة على رأسها وفي أثناء ركوب زميلاتها لم تصرخ مثلهن، ولم تطلب من أحد المدربين أن ينزلها من على ظهر الجمل، ودارت مع الركب حول أرض المخيم برباطة جأش، من دون خوف، في حين أن العديد منهن كنّ يطلبن من المدربين أن يساعدوهن، ويرشدوهن في أثناء التجول. ركن الفروسية في فقرة الفروسية تجمّع فتيات مركز أبوظبي حول المدربين من أجل أن يتعرفن على كيف يمكن تفحص الخيل بصورة نظامية والاختبارات التي من الممكن أن يقمن بها عند أخذ عينة من الخيل وكم طول فترة التدريب، ومن ثم التعرف على معنى القدرة التي يُقصد بها اختيار سرعة وقدرة تحمل الجواد لكي يكون الفارس ناجحاً حين يعتلي صهوتها بالإضافة إلى مراحل السباق والعناية البيطرية بالخيل. ويشير مدرب الفروسية بالجزيرة عبدالله الطفيري إلى أن الفتيات تعرفن قبل ركوب الخيل على ميدان الفروسية، والطريقة التي من الممكن أن يتعامل بها المتدرب مع الخيل وطريقة إسراج وركوب الخيل والتعرف إلى سلالاتها، وكيفية القفز على الحواجز بما يلائم الفتيات وأعمارهن مع التدرب على السرعات المختلفة، ومن ثم غرس فيهن قيم الفروسية التي تزرع في داخلهن محبة الخيل والشجاعة والبطولة والإباء والتعود على العمل بروح الفريق الواحد، ومن ثم اتخاذ القرار في الوقت المناسب، والاعتزاز بالتراث الوطني والعمل على حمايته من الاندثار. رحلة إلى الماضي أصرت الطفلة شيخة سعيد الرميثي (8 سنوات) على الدخول إلى أحد البيوت القديمة التي شُيّدت في أرض الخيم التراثية بجزيرة السمالية من أجل أن تتلمس مواطن الحياة في الزمن القديم، وبعد أن تجولت داخل الغرف التي شُيّدت من سعف النخيل والخشب، لفت نظرها وجود الطوي «بئر الماء» وهو ما شجعها على جلب الماء من داخله، ومن ثم وضعه في إحدى الجرار الفخارية، وكانت تساعدها في أثناء ذلك مهرة سعيد المحيربي، التي تبلغ من العمر 6 سنوات. كادر// صورة ودلة وفناجين فور نزول الفتيات من السفينة التي أقلتهن من البر إلى داخل الجزيرة، توجهت الطفلة غاية التميمي مباشرة نحو دلة القهوة الكبيرة التي تتصدر الجزيرة، ومن حولها تتوزع بعض الفناجين، وطلبت من زميلتها ريمة الظاهري أن تقف إلى جانبها من أجل أن يتفحصا معاً الدلة وفناجين القهوة، وأصرت غاية على أن تلتقط والدتها لها بعض الصور أمام هذه الدلة التراثية الكبيرة، التي تعبر عن المجالس العربية الأصيلة، والتي كانت توجد بها دلال القهوة التي تتوزع على الحضور في جلسات السمر الحميمة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©