الإمارات الشريك التجاري الأول للنمسا

دبي - حسين الحمادي: توقع مسؤولون اقتصاديون نمساويون أن يرتفع حجم التبادل التجاري بين دولة الإمارات والنمسا إلى 550 مليون يورو (حوالي 2,5 مليار درهم) خلال العام الحالي ،2007 مقابل 450 مليون يورو تم تسجيلها العام الماضي، ويأتي ذلك في الوقت الذي تصل فيه قيمة الاستثمارات النمساوية المباشرة في دولة الإمارات إلى ما يقارب 400 مليون يورو (حوالي 1,84 مليار درهم) تشمل مشاريع صناعية تشمل البتروكيماويات والبلاستيك والصناعات التعدينية وغيرها، وتشمل معملاً سيتم افتتاحه بالمنطقة الحرة بالحمرية في الشارقة والذي سيكون أحد أكبر معامل الفولاذ بالمنطقة، بالإضافة إلى مجموعة من المشاريع الأخرى· وحسب إحصائيات مقدرة، تعد النمسا شريكاً مهماً للإمارات في المجال السياحي، حيث يقدر عدد السياح الإماراتيين الذين زاروا النمسا خلال العام الماضي 2006 بحوالي 30 ألف شخص قضوا حوالي 100 ألف ليلة، فيما تتزايد أهمية الإمارات كوجهة سياحية بالنسبة للسياح النمساويين، ويسجل النمو في المجال السياحي المشترك بين البلدين نسباً تتراوح بين 5 إلى 10% سنوياً· وقال د· ريتشارد شينس نائب رئيس غرفة الاقتصاد الاتحادية النمساوي الذي يترأس وفداً تجارياً يضم 20 شركة نمساوية يزور الإمارات، في حديث مع (الاتحاد) إن هناك مجموعة من الشركات النمساوية التي تخطط للاستثمار في دولة الإمارات خلال المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن يرتفع عدد الشركات النمساوية العاملة بالإمارات من 140 شركة في الوقت الراهن إلى حوالي 200 شركة حتى نهاية العام الحالي· واعتبر شينس الإمارات مركزاً تجارياً واقتصاديا مهما في المنطقة بالنسبة للنمسا، خصوصاً أنها احتلت المرتبة الأولى بين دول مجلس التعاون الخليجي في التبادل التجاري خلال العام الماضي ،2006 وذلك بعد أن تقدمت على السعودية التي كانت الشريك التجاري الأول للنمسا بالمنطقة خلال السنوات الأخيرة· وأضاف أن التبادل التجاري بين البلدين سجل نمواً كبيراً خلال العامين الأخيرين وصل إلى نسبة 220%، ونتوقع أن يستمر في تسجيل معدلات نمو مرتفعة خلال السنوات القليلة القادمة، خصوصاً في ظل النمو الاقتصادي السريع الذي تسجله دولة الإمارات، وتزايد الأنشطة الاقتصادية في النمسا التي تعد الرابع في أوروبا في مستوى دخل الفرد بالنسبة للناتج القومي، مشيراً إلى أن النمسا تركز على الاستثمار في البحث والتطوير التكنولوجي في مجالات توليد الطاقة والبيئة والطاقة البديلة والخدمات الطبية وتقنيات البناء وتقنية المعلومات والبنوك ومعالجة النفايات وغيرها من المجالات· وحول توقعاته لانعكاسات اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي التي يتم التفاوض بشأنها حالية، وتأثيرها على العلاقات بين البلدين أشار شينس إلى أن النمسا تركز على تطوير علاقاتها مع دولة الإمارات على وجه الخصوص، إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، حيث تتمتع بعلاقات جيدة مع قطر والبحرين والكويت وعمان، بالإضافة إلى السعودية، مشدداً على أن الإمارات أصبحت الشريك التجاري الأول للنمسا بالمنطقة، مشيراً في هذا الخصوص إلى أن التمثيل التجاري للنمسا أنشئ في العاصمة أبوظبي قبل 30 سنة، وتم خلال العام الماضي افتتاح مكتب آخر في دبي بعد تزايد النشاط التجاري المتبادل بين البلدين، كما أشار إلى أن ضريبة الألمنيوم التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على صادرات دول مجلس التعاون الخليجي من الألمنيوم في طور المناقشات في الوقت الراهن بهدف تنشيط العلاقات بين الجانبين· وأشار نائب رئيس غرفة الاقتصاد الاتحادية النمساوي إلى أن الزيارة التي يترأسها لدولة الإمارات تهدف إلى تطوير وتقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، مشيراً إلى أن هناك مناقشات إيجابية مع الجانب الإماراتي سواء المتمثل في وزارة الاقتصاد أو غرفة التجارة والصناعة في دبي والشارقة والتي تم التباحث معها في هذا الشأن· وأضاف: ليست النمسا مجرد وجهة سياحية فقط، فهي تشهد أنشطة اقتصادية متنوعة في مختلف المجالات، وأصبحت بوابة مهمة للتعامل التجاري مع منطقة وسط وشرق أوروبا التي تسجل معدلات نمو عالية تتراوح بين 4 إلى 6% سنوياً وتعد هذه النسب أعلى من نظيراتها في الاتحاد الأوروبي وتضم هذه المنطقة حوالي 100 مليون نسمة، وأصبحت النمسا مقراً للعديد من الشركات الإقليمية التي تستهدف أسواقاً أوروبية أخرى· وأشار ريتشارد شينس إلى أن زيارة وفد بلاده لدولة الإمارات أوجدت رغبة لدى العديد من الشركات النمساوية للاستثمار في دولة الإمارات، مشيراً إلى أن حوالي 3 شركات نمساوية قررت افتتاح أفرع لها في الإمارات خلال الأيام الخمسة الأخيرة، مشيراً إلى أنه يتوقع أن يرتفع عدد الشركات النمساوية العاملة في دولة الإمارات من 140 شركة حالياً إلى حوالي 200 شركة بنهاية العام الحالي· وأضاف أنه بالنسبة للاستثمارات النمساوية في الإمارات فهي تتركز على قطاعي الصناعة وتقنية المعلومات بشكل أساسي، مشيراً إلى أن المشاريع الصناعية تتركز في إمارتي أبوظبي والشارقة خصوصاً بالنسبة للشركات الجديدة التي تنوي دخول سوق الإمارات خلال المرحلة المقبلة، فيما تعد دبي وجهة مهمة بالنسبة لشركات تقنية المعلومات والشركات السياحية والتجارية بصورة عامة· وشدد المسؤول النمساوي على أن زيارة الوفد التجاري لدولة الإمارات تعد حلقة ضمن خطة شاملة تهدف إلى تنشيط الحركة التجارية المتبادلة بين الإمارات والنمسا، مشيراً إلى أن الأشهر المقبلة ستشهد زيارات أخرى يترأسها مسؤولون نمساويون كبار مثل وزير الاقتصاد ووزير البيئة ورئيسة غرفة فيينا وعمدة فيينا·