الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خيم المنازل الشتوية تخرج من الرسميات وتذكّر بالتراث

خيم المنازل الشتوية تخرج من الرسميات وتذكّر بالتراث
23 ديسمبر 2011 21:31
ما أن يحل فصل الشتاء حتى تفكر الكثير من الأسر بنصب الخيم أمام منازلها أو داخله، حيث تكون لها نكهة مميزة ومختلفة عن بقية الشهور الأخرى، فكل من يمر بجانبها يشعر بالحنين، فهناك من وضع خيم تميل إلى مخاطبة تراث الماضي، من خلال إظهار طراز التراث القديم في الديكور، والبعض الآخر حاول أن يضيف بعض اللمسات الجمالية في الديكور لتتسع لأكبر قدر ممكن من مرتاديها لشعور البعض منهم بأن قدومه إلى تلك الخيم هو نوع من كسر الروتين وزيارة المراكز التجارية وضوضائها اللامحدود. أجمل ما يميز تلك الخيم أنها فرصة طيبة لتجمع الأهل والأصدقاء بعد الانتهاء من صلاة العشاء، تجمع القريب والبعيد في جو من الألفة والمحبة، البعض من رواد تلك الخيم يمضى وقته من خلال تبادل الأحاديث الشبابية، وآخرون يلعبون الورق وغيره من الألعاب في ظل تنافس فيمن يفوز في نهاية المطاف، كما أنها تعتبر متنفساً للشباب بعيداً عن أجواء المولات التجارية التي تعج بالكثير من المتسوقين، وهروباً من هذه الأجواء البعض يلجأ إليها كنوع من تمضية الوقت بالتسلية والسمر حتى وقت متأخر من الليل. مطلب ضروري البعض ممن نصب الخيم داخل بيته أو خارجه يشعر أنه يعيش الماضي بنكهة الحاضر، حيث يقول سلطان عبد العزيز( موظف)، كل سنة مع اعتدال الجو وبرودته نقوم بنصب خيمة كبيرة داخل المنزل، فساحة البيت كبيرة وتتسع لنصب الخيمة التي تجمع الصغير والكبير في جو من المحبة والألفة، مشيراً إلى أن وجود الأصدقاء أو الأقارب في هذه الخيمة يذكرنا بالأصالة والأيام الخوالي، فمع شرب القهوة وشاي الكرك التي تم إعدادها على نار هادئة «الفحم» نشعر بالدفء، مضيفاً أن وجود الخيام أمام المنازل مطلب ضروري حتى إن كان مؤقتاً. بدوره يجد حميد عمران ،40 عاماً، وهو أحد الأشخاص الذين هجروا المجالس في المنازل، وأقام أمام بيته خيمة يسمر فيها مع ضيوفه وأصدقائه، أن انتشار ظاهرة الخيام أمام المنازل هو إحياء للتراث الشعبي الذي تشتهر به الأسر الباحثة عن انشراح الصدر والمسامرة مع الأبناء والأصدقاء والجيران في جو خالٍ من الأجواء المشحونة بالأخبار السيئة التي تطالعنا عليها شاشة التلفزة، لافتاً إلى أن نصب الخيام في مثل هذه الأجواء الباردة والجو الجميل فيه نوع من توطيد العلاقات الاجتماعية بين أهالي المنطقة، حيث إن وجودها يشجع على التزاور بعيداً عن التكلف والرسمية، وهذا ما لمسه من خلال زيارة أهالي المنطقة لبعضهم بعضاً في خيامهم التي انتشرت في الأحياء. حنين الماضي وأوضح حمدان راشد، رب أسرة، أنه يزور خيمة جاره القريب من بيته بشكل يومي، مشيراً إلى أن البعض يجد أجواء الخيمة مختلفة، حيث يجلس فيها الكثير من الأصحاب والأحباب في جو عائلي يسوده المحبة والتسامح، وفي الوقت نفسه كل من يضع قدميه في الخيم يشعر بالحنين إلى الماضي، فالكثير من تلك الخيم تتميز بالجلسات العربية والمساند المريحة المستوحاة من التراث المحلي وتكون الدلة والقهوة في انتظار الضيوف الذين يقضون أوقاتهم بين لعب الورق ولعب الدومنة أو مشاهدة برامج التلفزيون ما بين مسلسلات وأخبار. وكشف حسين المرزوقي، موظف إداري، بدوره عن أن إقامة الخيمة بالقرب من المنزل لها قيمة، لما فيها من تذكير بالتراث وحياة البر، موضحاً أن الخيمة تجمع الناس ليتجاذبوا أطراف الحديث ويتعلموا فيها الكثير من بعضهم بعضاًباعتبار أن «المجالس مدارس». وأضاف أن الخيمة لا تشكل أي ضرر بل تعتبر متنفساً، لكن يجب أن تكون هناك قواعد تنظم إقامة الخيام بجانب المنزل بحيث لا تزعج الجيران ولا تكون في موقع يحجب الرؤية. شعور بالراحة ويتفق راشد خليل مع المرزوقي الذي يجد أن الكثير من المواطنين، وهو منهم، يشعرون بالراحة والمتعة عند تبادل الزيارات في الخيم أمام المنازل، مضيفاً: لأن البيت غالبا ما يكون مغلقاً ويحتاج إلى من يطرق الباب ويستأذن بالدخول من صاحب المنزل، فإن نصب الخيم أمام المنزل فكرة جيدة، فهي مفتوحة الأبواب، يأتي إليها الجميع، ضمن تجمع للأعمار من الشباب وسط أجواء مرحة تنشر التعارف بين الأهالي وتقوي العلاقة بينهم حين يتناولون أطراف الحديث فيها في غير تكلفة ولا رسمية. وقال سالم عبد الرحمن، ما أن يبدأ دخول الشتاء ويعتدل الجو يتسابق الكثير منا في نصب الخيم، وهي عادة سنوية يقوم بها البعض، فأجواء المراكز التجارية وامتلاؤها بالكثير من مرتاديه جعلتنا ننفر من هذا المكان ونبحث عن مكان أكثر فائدة ومتعة. ويضيف، لا أفضل البقاء في المنزل بعد صلاة العشاء، وأميل إلى زيارة الأصدقاء في الخيم، حيث نستمتع بقضاء أجمل الأوقات مع بعضنا بعضاً من الشباب بتبادل الأحاديث والاستمتاع إلى مناقشات الأصدقاء وشرب المشروبات الساخنة التي تساعدنا على تدفئة أجسادنا من البرودة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©