الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الطيران الداخلي يبحث عن منظومة إصلاحات وتسهيلات تقوده إلى الانتعاش

الطيران الداخلي يبحث عن منظومة إصلاحات وتسهيلات تقوده إلى الانتعاش
8 فبراير 2014 21:49
محمود الحضري (دبي)- طالب خبراء ومتخصصون في مجال الطيران بتشييد مهابط صغيرة ومبان خاصة لرحلات الطيران الداخلي بالدولة، بهدف مواجهة التحديات التي تواجه نمو القطاع، والعمل على تسهيل تنظيم رحلات طيران من خارج المطارات الكبيرة بين مدن الدولة وجزرها، في ظل وجود طلب على هذا القطاع من رجال الأعمال والمواطنين. وشدد الخبراء، في تصريحات لـ «الاتحاد»، على أهمية توفير التسهيلات والخدمات والسماح بالسفر في الرحلات الداخلية بدون جواز السفر، مع سرعة الانتقال إلى الطائرة في دقائق معدودة، دون تعقيدات في إجراءات السفر، إلى جانب تنسيق واسع مع الجهات المعنية، بما في ذلك الهيئة العامة للطيران المدني والمطارات والقوات المسلحة، فيما تم التأكيد على أن الأمن مسألة رئيسية في أي رحلة بغض النظر عن نوعيتها. وأوضح سيف السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني، أن رحلات الطيران الداخلية بين مناطق الدولة منظمة ومتاحة، ولكن أي رحلة ووفق القواعد التي تطبقها الهيئة تخضع لنفس شروط ومعايير المراقبة والإجراءات الأمنية المعمول بها في الرحلات التجارية. وأفاد أن أي طائرة تقلع يمكن أن تتجه إلى أي مكان داخل أو خارج الدولة، طالما أصبحت في الأجواء، وبالتالي فإنه يجب تطبيق نفس معايير وشروط التفتيش والرقابة المتبعة مع الرحلات الخارجية، فالدولة تعطي الأولوية للإجراءات الأمنية، انطلاقاً من مسؤولية وطنية. وأشار السويدي إلى أن الجدوى الاقتصادية تبقى القضية المحورية في استدامة النمو للرحلات الداخلية، وقد تكون مفيدة إذا ما كانت الرحلة إلى الجزر الإماراتية، مثل جزيرتي دلما وياس بأبوظبي وغيرها، وربما بين أبوظبي والفجيرة، لكن الأمر يصبح غير ذي جدوى بين أبوظبي ودبي، لطول الإجراءات، الأمر الذي يصبح معه التنقل بوسائل أخرى، مثل السيارات أكثر سهولة، وهذا من أهم التحديات التي تواجه الرحلات الداخلية بالدولة. وأوضح السويدي أن فكرة إقامة مطارات صغيرة مزودة بمدارج خاصة للرحلات الداخلية موجود في دول أخرى بالفعل، لكنها مكلفة، وهذا العنصر في غاية الأهمية، من أجل حساب الجدوى الاقتصادية من كلفة تشييد مطار، والعائد منه، فلا يمكن الاستثمار في مطار صغير من أجل عدد محدود من الرحلات، كما أن هذه النوعية من الرحلات تنمو أكثر في الدول الكبيرة، والإمارات دولة صغيرة قياساً بدول أخرى، ولكن في كل الأحوال فإن الهيئة من شأنها دعم أي مجال لتعزيز حركة الطيران بالدولة. سوق محدود من جهته، قال علي النقبي رئيس اتحاد الشرق الأوسط للطيران الخاص، إن رحلات الطيران الداخلي تمثل نسبة كبيرة من الحركة الجوية في العديد من دول العالم، وبلدان عربية أخرى، ومنها بلدان خليجية، وما زال هذا القطاع في طور البداية بالدولة، وهو قابل للنمو إذا ما توفرت له شروط النجاح، والتسهيلات التي تدفع به إلى آفاق أوسع. وبين أن رحلات الطيران الداخلي موجودة منذ سنوات بالدولة، إلا أنها ظلت قاصرة على طائرات الهليكوبتر، وبعض الرحلات الخاصة، وبرز الاهتمام بها مع تأسيس شركة «روتانا جيت» قبل نحو عام، إلا أن هذا النوع ما زال دون الطموح، لكونه يحتاج إلى صناعة متكاملة وخدمات خاصة، لافتاً إلى أنه في معظم دول العالم تتم رحلات الطيران المحلي من خلال مطارات ومدارج خاصة وصغيرة، ومبان متخصصة بهذا النوع، بعيداً عن المطارات الكبيرة، بل في بعض الدول الكبيرة توجد عشرات المطارات للطيران الداخلي فقط. وأوضح النقبي أن الإمارات ليس لديها سوق كبير للرحلات الداخلية، فيما عدا سوق محدود للرحلات بين أبوظبي والفجيرة، ويتركز غالباً في نهاية الأسبوع، كما توجد رحلات إلى المنطقة الغربية والجزر، ولكن يبقى نمو القطاع مرهوناً بالتسهيلات الكفيلة بدفع القطاع إلى مزيد من النمو، ففي أسواق رحلات الطيران الداخلي الكبيرة توجد تسهيلات أكبر، وهذا أحد عوامل النجاح للسوق في الدولة. ودعا إلى وجود قواعد مختلفة في نظام رحلات الطيران الداخلي، بخلاف تلك المتبعة في الرحلات الخارجية، دون أن يؤثر ذلك على إجراءات الأمن، لافتاً إلى أن غياب التسهيلات يؤدي إلى توقف الرحلات، وهو ما حدث مع إحدى الشركات التي توقفت رحلاتها بين أبوظبي والفجيرة، لتدني الطلب بسبب الإجراءات الطويلة، كسبب من الأسباب.ويرى النقبي أن السوق يحتاج إلى طيران داخلي، ولا يمكن أن نتجاهل ذلك عند مناقشة تطورات هذا القطاع، ولكن الأمر بحاجة إلى مناخ متكامل يوفر مظلة نمو مستدام، بما في ذلك السماح بالسفر عبر استخدام الهوية الإماراتية للمواطنين والمقيمين في الدولة، لافتاً إلى أهمية أن تكون هناك مطارات صغيرة في المستقبل لاستيعاب النمو في السنوات المقبلة، ومع نمو عدد السكان، والإقبال على رحلات الطيران الداخلية، منوهاً إلى أن مطار آل مكتوم في دبي يمكن أن يكون به مدرج صغير ومبنى متخصص لمثل هذه الرحلات في المستقبل. مطارات صغيرة من جانبه، أشار محمد الشامسي مدير أول مراقبة الحركة الجوية في مطارات دبي، أن التحدي الذي يواجه تسيير رحلات الطيران الداخلية يتركز في أنها رحلات قصيرة، ولكنها تتطلب وقتاً في الإجراءات، مثلها مثل باقي الرحلات، فالمسافر بين مطارين في الدولة يتطلب على الأقل 45 دقيقة انتظار في كل مطار، فضلاً عن التوجه من مقر إقامته إلى المطار مبكراً، ليصل في رحلة بين دبي وأبوظبي لا تستغرق بالسيارة سوى ساعة واحدة أو أكثر بقليل. وأضاف أن الأمر بحاجة إلى إجراءات مختلفة وأكثر سرعة عن غيرها من الرحلات الدولية، لافتاً إلى أن هناك حاجة إلى مطار خاص وتسهيلات، بما في ذلك السماح بالسفر ببطاقات الهوية الوطنية ليس للمواطنين فقط بل للمقيمين أيضاً، على أن يتم إنجاز إجراءات المسافر في غضون 5 إلى 10 دقائق، وتسهيل الإجراءات الأمنية بشكل أسرع من الرحلات الدولية. ونوه الشامسي إلى أن نمو الرحلات الداخلية يتطلب على المدى البعيد دراسة إنشاء مطارات صغيرة في أماكن مختلفة وبعيدة عن المطارات الدولية، مزودة بمدارج صغيرة تناسب الطائرات الصغيرة المستخدمة في الرحلات الداخلية، ومن الممكن أن يدخل رجال أعمال في الاستثمار بهذا المجال، إذا ما توفرت التسهيلات لهم، على أن يتم التنسيق في ذلك بين الجهات المعنية بالطيران في الدولة والإمارات المختلفة، والقوات الجوية بالدولة، للاتفاق على منهج وخطط عمل محددة. وأشار إلى أن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، أقام مدرجاً خاصاً على جزيرة النخلة، وآخر على طريق العين، لممارسة «سكاي دايف»، وهو ما يمثل نموذجاً يمكن الاستفادة منه في وضع تسهيلات لرحلات الطيران الداخلية، مشيراً إلى أن هذا أحد المجالات التي تحتاج إلى دراسة جدوى للدخول فيها. منظومة تسهيلات من ناحية أخرى، قال خالد الحاي مدير العمليات في شركة «أكزكيوجت» الشرق الأوسط للطيران الخاص، إن رحلات الطيران الداخلي من أهم الوسائل التي يبحث عنها رجال الأعمال والعديد من المسافرين لسرعة إنجاز مهامهم. وأضاف: «تمثل الرحلات بين بعض المدن والجزر البحرية التابعة للدولة أهم مجال لنجاح هذه النوعية من الرحلات، إلى جانب الرحلات بين أبوظبي والفجيرة على سبيل المثال، وهناك تجارب نجحت من جانب شركات في السوق مثل »روتانا جت«، ويبقى عنصر الوقت والسرعة هو الحاسم. وبين الحاي أن نمو القطاع يحتاج إلى نظام تسهيلات متكامل حتى يتحقق النمو المطلوب في الرحلات الداخلية لتصل إلى نفس المستوى القائم في بعض الدول، إلى جانب التعاون مع المؤسسات والشركات المعنية بقطاع السياحة، ليصب الأمر كله في منظومة واحدة تعزز من النمو، وتحقق العائد المناسب للشركة التي تغامر بالاستثمار في هذا المجال. وشدد على أهمية أن تقوم الجهات المعنية بدراسة مستفيضة وشاملة حول مستقبل القطاع وآفاق نموه، والاحتياجات الكفيلة بمواجهة التحديات التي تواجه الرحلات الداخلية، انطلاقاً من كون الإمارات اليوم مركز عالمي لصناعة الطيران وتطمح إلى مزيد من التطور. إلى ذلك، قال فهد محمد والي المدير التنفيذي للشؤون التجارية في شركة «رويال جيت» للطيران الخاص: «أن رحلات الطيران الداخلية ما زالت جديدة على السوق الإماراتي، ويمكن أن تنجح في حال ما إذا نظمت من جانب الشركات الكبيرة للعاملين فيها». وبين في تصريحات سابقة لـ «الاتحاد» يمكن أن تنجح رحلات الطيران الداخلي على مستوى الأفراد إذا كانت موجهة للمناطق البعيدة في الدولة كالمنطقة الغربية، أما بين دبي أبوظبي وغيرها فهي خسارة لوقت المسافر. «روتانا جت» تخطط لإطلاق رحلات إلى الرويس ورأس الخيمة قريباً دبي (الاتحاد) - أكد راجندران فيلابالاث مدير القطاع التجاري والتخطيط في شركة «روتانا جت»، أن الشركة، رغم التحديات وحداثة خدمات الطيران الداخلي، حققت نجاحات كبيرة في تعزيز تواجدها، محققة متوسط إشغال لا يقل عن 50% على مجمل رحلات الشركة الداخلية. وأفاد في تصريحات لـ «الاتحاد» أن نسبة الإشغال علي رحلاتها جيدة جداً، في ضوء العمر القصير للشركة، كما تطمح الشركة إلى زيادة النسبة مع زيادة وعي الجمهور حول استخدام النقل الجوي كوسيلة نقل داخلية، مشيراً إلى أن نسبة الإشغال في بعض الوجهات، مثل صير بني ياس، تصل إلى 100% على مدار الأسبوع. وأوضح راجندران أن نسبة المسافرين على رحلات «روتانا جت» من السياح تصل إلى 30%، بينما تتراوح نسبة رجال الأعمال بين 20% إلى 23%، كما أن سكان الوجهات التي تخدمها الشركة يمثلون ما يقرب من 30%، لافتاً إلى أن الشركة تسير حالياً 22 رحلة أسبوعياً من مطارات أبوظبي ودبي والبطين والفجيرة. وكشف عن أن الشركة تخطط لإطلاق خدمات رحلات قريباً جداً من أبوظبي إلى الرويس، ومن مطار البطين إلى رأس الخيمة، مبيناً أن «روتانا جت» تسيير حالياً رحلات يومية من أبوظبي إلى الفجيرة، وأخرى من أبوظبي إلى صير بني ياس، ومثلها من أبوظبي إلى جزيرة دلما، بخلاف 3 رحلات أسبوعياً من مطاري دبي إلى صير بني ياس، ومن أبوظبي إلى دبي بمعدل ثلاث رحلات، علاوة على الرحلات الجديدة المرتقبة. وأوضح أن التحدي، الذي تسعى الشركة إلى تجاوزه، يتمثل في تقليل الوقت الذي يقضيه المسافر في المطار، والذي لا يتجاوز حالياً 30 دقيقة، ووضع تسهيلات جديدة وسريعة لخدمة المسافرين، مؤكداً أن نمو الرحلات الداخلية مرتبط أيضاً بوجود خدمات خاصة بالطيران المحلي، متفقاً في ذلك مع مطالبة الخبراء بوضع أنظمة خاصة بالرحلات المحلية. وأفاد أنه، نتيجة للنمو الكبير في الطلب من المسافرين من السكان المحليين والسياح ورجال الأعمال، تم زيادة عدد الرحلات على وجهات، مثل الفجيرة، لتصبح يومية، حيث روعي في توقيت الرحلات في مطارات أبوظبي والبطين والفجيرة احتياجات المسافرين، كما نتعاون من أجل تعزيز الرحلات المحلية لدعم القطاع السياحي، ومن خلال شراكات استراتيجية، مع العديد من المؤسسات، من بينها الشراكة مع شركة التطوير والاستثمار السياحي. وأشار إلى أن «روتانا جت» تخطط للتوسع على المستوى الإقليمي، موضحاً أن الشركة تسير رحلات إلى ثلاث وجهات خارج الإمارات حالياً، تشمل كل من مسقط وصلالة والبحرين، وجميعها تحقق نتائج تشغيل جيدة، وهناك خططاً للتوسع مستقبلاً في هذه الخدمات. وقال: تمتلك «روتانا جت» خمس طائرات حالياً تتراوح سعتها المقعدية بين 50 إلى 220 راكباً، وبالتالي فإن تحقيق متوسط إشغال 50% على الرحلات مؤشر جيد على نمو الوعي بهذه الرحلات، متوقعاً زيادة أعداد المسافرين ومعدل الإشغال على متن الطائرات مع وجود تسهيلات أكبر. وأشار إلى أن مفهوم خدمات «روتانا جت» يختلف عن الشركات الأخرى، كما أنه يختلف عن شركات الطيران السياحي، موضحاً أن دخول الشركة مجال الجولات السياحية ليس وارداً الآن، لافتاً إلى أن الشركة لاعب رئيسي في الرحلات الداخلية بالدولة دون منافس، مبيناً أنها أول شركة طيران في الدولة تطلق رحلات داخلية منتظمة بين إمارات الدولة، في إطار خطة لتعزيز حركة السياحة، وتوفير وسائل تنقل سهلة وسريعة. وشدد على دور الشركة في تعزيز القطاع السياحي، خاصة السياحة الداخلية، والتوظيف الأول لمقومات الدولة السياحية، خصوصاً في جزر مثل دلما وصير بني ياس، منوهاً إلى أن خط طيران «روتنا جت» بين أبوظبي ودلما يوفر مرونة في حركة التنقل، والاستفادة من المقومات السياحية والتاريخية عبر شراكات مع مجلس تنمية المنطقة الغربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©