الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الصرف ومياه التوازن والتلوث الحراري تهدد الثروة السمكية

16 يونيو 2007 01:46
أم القيوين- موزة خميس: تعتبر الثروة السمكية جزءاً مهماً في القطاع الاقتصادي للدولة وهناك الكثير من العوامل والممارسات التي ينتهجها الإنسان خصوصاً في القطاع الصناعة وما ينتج عنه من مخلفات تكون سبباً في القضاء على الحياة والكائنات البحرية ويتبع ذلك المخلفات التي تلقى من سفن النفط ومياه الصرف التي أصبحت مكونة من مئات المركبات الكيميائية، وتعتبر البيئة البحرية في دولة الإمارات العربية المتحدة ذات أهمية كبيرة، حيث تشكل هذه البيئة جانباً كبيراً من مساحة الدولة· ومن الواضح للمهتمين بالبيئة البحرية في الإمارات وجود توازن بيئي فريد من نوعه بين مختلف الأصناف والأنواع الحية التي تعيش في هذه البيئة، وبين المكونات الأخرى لها، وتتأثر هذه الكائنات الحية بالعوامل والظروف الطبيعية التي تحيط بها، مثل الحرارة والملوحة والتيارات المائية، ونسب المواد الغذائية الأولية، وتختلف آثار هذه العوامل عليها باختلاف أطوار حياتها والأمر المعروف لدي الكثيرين خصوصاً المختصين والمهتمين بالبحر ، الهجرات الموسمية والهجرات المرتبطة بأطوار أو أعمار معينة مثل هجرة اليرقات من عرض البحر إلى المناطق الساحلية، وهجرة الأصبعيات والأطوار اليافعة من المناطق الساحلية للمناطق الأكثرعمقاً، بحثاً عن الظروف والعوامل المناسبة· والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الخضم من المخاطر، كيف يمكن الحفاظ على البيئة البحرية والثروة السمكية؟، هذا السؤال المركب حملناه إلى المهندس عمران محمد الشحي، باحث أسماك في مركز أبحاث الأحياء البحرية الذي أكد أن البيئة البحرية تتميز بغناها بالعديد من مجموعات المخلوقات الحية، ومن أهم هذه المجموعات الأسماك التي تتعدد أنواعها وسلالاتها تبعاً للمناطق المختلفة، والظروف الملائمة لوجود كل نوع منها بالإضافة للأسماك هناك الكثير من الثروات المائية الحية التي تعتبر ضمناً من الثروات السمكية، ومن أهمها القشريات ''الروبيان، القبقوب، ام الروبيان''، والرخويات، وأيضاً من الثروات التي يجب حمايتها من المخاطر بعض الأحياء الأخرى التي تعيش في البيئة البحرية، ومنها الطحالب، والحيوانات وحيدة الخلية، والجلد شوكيات، والثدييات مثل أبقار البحر ''الأطوام''، والدلافين والحيتان· المخاطر المؤثرة وقال المهندس عمران الشحي: تؤثر العوامل البشرية تأثيراً كبيراً على المخلوقات الحية، ومن هذه العوامل التلوث الذي يصيب المناطق الساحلية والصيد البحري، وهذا التلوث يأتي من مصادر عديدة ومنها التلوث الحراري، والكيميائي، والنفطي، وأوضح الشحي: إن التلوث الحراري ينتج عن محطات تكرير المياه، والمصانع التي تستعمل مياه البحر في تبريد الآلات، وهي تؤثر على المخلوقات الحية في البيئة البحرية، خصوصاً على البلانكتون النباتي، حيث تؤدي درجة الحرارة إلى تكوين كتلة مائية لها درجة حرارة أعلى من الطبيعي، وهذا يؤدي إلى تشجيع نمو أنواع معينة من الطحالب والكائنات بشكل كثيف، منها السامة التي تؤثر على غيرها من الطحالب الإيجابية وقد تؤدي لوفاة المخلوقات مباشرة أو تؤدي إلى خفض كمية الأوكسجين المذاب بالماء فتحدث الوفاة· وفيما يتعلق بأخطر مصادر التلوث قال الشحي إنه ينتج عن رمي المخلفات الكيميائية من المصانع والمعامل في البحر، ونتيجة لزيادة تركيز عنصر أوعناصر معينة في البيئة يفتقد الماء خصائصه التي يمكن لبعض الأحياء المائية أن تعيش فيه، وذلك يؤثر مباشرة على الأسماك التي يعتمد جهازها التنفسي على استخلاص الأوكسجين من الماء بواسطة الخياشيم التي تتأثر بالملوثات الكيميائية· التلوث النفطي أما أهم مصدر وأخطر مصادر التلوث في البيئة البحرية في الدولة، فهو التلوث النفطي الذي يأتي إما من آبار النفط أو منصات الحفر أو الإنتاج، فحين تتعرض ناقلات النفط لحوادث فإنها تؤدي إلى تلوث بيئتنا البحرية وحين تقوم أيضاً ناقلات النفط بغسل خزانات التوازن والتخلص من الماء الذي تحمله، وهو يكون عادة مختلطاً بنسبة معينة من النفط أو مشتقاته، ويؤثر التلوث النفطي على مجموعة كبيرة من الأحياء البحرية، حيث تمتد آثاره لتطال الطيور البحرية والثدييات المائية والأسماك والبلانكتون، ويؤثر النفط على طبقات الماء المختلفة، فعند حدوث تلوث نفطي ينفصل النفط إلى عدد من المكونات، ويؤثر على عمود الماء بالكامل، ويؤدي ذلك إلى التأثير على الطبقة السطحية التي يعيش فيها البلانكتون والأسماك السطحية، ما يؤدي لقتل البلانكتون بما يحويه من بيض أو يرقات أسماك وأحياء بحرية أخرى، ويؤدي ذلك بالتالي لنفوق جزء محتمل من مخزون الأسماك، أو إلى هجرة الأسماك السطحية من المنطقة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©