السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«حجابي» معرض فوتوغرافي أميركي وجلسة نقاش إماراتية

«حجابي» معرض فوتوغرافي أميركي وجلسة نقاش إماراتية
23 ديسمبر 2011 00:15
يستضيف متحف الفنون الإسلامية في مقره بمنطقة التراث في الشارقة القديمة معرض الصور الفوتوغرافية – الكتاب: “حجابي – يوم في حياة امرأة أميركية مسلمة محجبة” للمصورة الصحفية الأميركية صدف سيد، والذي كان قد صدر بالعنوان نفسه في كتاب يعبر عن وجهة نظر ناشطة اجتماعية اميركية مسلمة، ويستمر المعرض حتى الخميس المقبل. وتزامنا مع هذا المعرض أقامت إدارة المتحف الإسلامي أمس الاول في مقره ندوة نقاشية بعنوان “حجابي” حول تجربة المرأة المبدعة مع الحجاب تحدثت فيها على التوالي: الأميركية رابية زد مصممة الأزياء، ووفاء خلفان بورنقين الإعلامية والكاتبة والشاعرة الإماراتية والفنانة التشكيلية الدكتورة نجاة مكي. وأشارت رابية زد إلى انها ارتدت الحجاب بعد الحادي عشر من سبتمبر، ثم بدءا من منطلقات إبداعية بدأت بتأسيس خط في تصميم الملابس النسائية التي تخص المرأة المسلمة غالبا، وفقا للشعار: “الاحتشام بأناقة”، لتكشف النقاب عن أنها تعمل الآن على إنتاج كتاب خاص بها وبخط الأزياء الذي أبدعته وفقا لهذه الفكرة ويصدر قريبا بالتعاون مع جامعة الشيخ زايد. أما وفاء خلفان بو رنقين والدكتورة نجاة مكي، فبدا أنهما قادمتان من تجربة اجتماعية مختلفة، مع انهما تنتميان إلى جيلين مختلفين. فأوضحت وفاء أنها ترتدي الحجاب لأنها مسلمة والإسلام يحض على الاحتشام، هذا بالإضافة إلى أنه يمنح المرأة الإماراتية لمسة خاصة بالمعنى الجمالي والقِيَمي في مجتمعها الذي بات الآن مجتمعا كزموبوليتانيا غالبا ما ترتدي فيه المرأة لباسا بمواصفات عالمية لا هوية لها. وأخيرا، إلى الدكتورة نجاة مكي التي كان حديثها أقرب إلى إلقاء الضوء على تجربة خاصة بدءا من الانتقال للدراسة خارج الدولة في تخصص لم يكن مرغوبا لأنه مجهول اجتماعيا، أي الفنون التشكيلية، في الوقت الذي تسعى فيه العائلات لأبنائها إلى أن يدرسوا الطب أو الهندسة. ثم تنقلت الدكتورة نجاة مكي بين أكثر من مرحلة من مراحل حياتها الفنية والأكاديمية والصعوبات التي واجهتها في البدايات ثم كيف بات المجتمع الإماراتي ينظر إليها الآن بعد الجهود التي بذلها زملاؤها الفنانون وهي على مدى السنوات الثلاثين السابقة. وما يلاحظه المرء هنا أن “شهادة” الدكتورة نجاة مكي قد خلت تماما من التطرق إلى الحجاب، في حين توقفت عند المحطات البارزة في تجربتها الشخصية وبوصفها فنانة وهي التحولات الاجتماعية في المجتمع الاماراتي ونظرة المجتمع للمرأة التي تطورت مؤخرا بسبب الكثير من الجهد الذي بذلته المرأة في مجتمعها الخاص والعام. وحول المعرض يلاحظ أنه ما من نص مواز للصور فيه، أي أن صدف سيد تركت للكاميرا أن تكون نصا بصريا يبرز صورة المرأة الأميركية المسلمة في يومها العادي وحياتها العادية دون إضافات أو شروحات. طافت هذه المصورة الصحفية في أرجاء واسعة من الأراضي الأميركية والتقت بنساء أميركيات مسلمات من أصول وأعراق مختلفة ومن مستويات تعليمية وثقافية متنوعة، لتقدم بعد ذلك في كتابها، مثلما في هذا المعرض، صورة غير نمطية عن المرأة المسلمة وفكرة الحجاب الذي يعادل الاحتشام وليس التشدد والتطرف كما هي الحال في الافتراضات الغربية المسبقة التي ترى في الإسلام مجتمع الحريم. يلاحظ الناظر إلى الأعمال في المعرض، أن الصور وقضيتها، أي المرأة وعلاقتها بالحجاب، هي هنا شأن أميركي خالص وجد تعبيره عن نفسه بفجاجة في أحيان كثيرة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر من العام 2001، بل هي للناظر من أبناء المنطقة العربية مثلا قد تبدو أمرا مبالغا فيه بالنسبة لشخص اعتاد رؤية الحجاب في البيت أو الشارع، ويعرف تماما أن الأمر أبسط بكثير من ما يُثار حوله من لغط، وحضوره هذا ليس لأسباب الاحتشام الاجتماعي فقط بل لأسباب جمالية أيضا، إذ أن إطلالة المرأة العربية بالحجاب تبدو أجمل أحيانا مثلما أنها من دونه تبدو كذلك في أحيان أخرى، فالأمر لا يعدو أكثر من كونه مسألة شخصية فحسب، ومن النادر أن يكون ارتداؤه نتيجة لمغالاة في موقف إيديولوجي إلا في ظروف أو مواقف بعينها يختلط فيها الاجتماعي بالسياسي بالفردي. جماليا، فإن صدف سيد لا تبحث عن هدف يخدم فكرتها فحسب ولا تبني المشهد الفوتوغرافي وفقا لدرس أكاديمي معدّ سلفا، بل هي تبحث في ذلك عن الجمالي في المشهد الواقعي مثلما هو عليه، وربما يكون هذا هو الأصعب من بين أنواع الفوتوغراف، إذ على المخيلة أن تكون ذكية أيضا وليس العين وحدها، هكذا فالمرأة الأميركية المسلمة كما هي في عين ومخيلة صدف سيد تبدو جميلة ويانعة وسعيدة بما هي عليه وفي أي موقع كانت فيه.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©