السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

74 قتيلاً و214 جريحاً بتفجيرات إرهابية دامية في العراق

74 قتيلاً و214 جريحاً بتفجيرات إرهابية دامية في العراق
23 ديسمبر 2011 14:53
بغداد (ا ف ب)- أفاق العراقيون صباح أمس على أعنف تفجيرات تستهدف البلد منذ أشهر، أغرقت بغداد في حمام دم وأسقطت 68 و209 جرحى، فيما قتل ستة أشخاص وأصيب خمسة آخرون في ديالى وبابل بينهم خمسة أفراد من عائلة واحدة في بعقوبة. وربط رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بين التفجيرات والتطورات السياسية، ودان رئيس مجلس النواب والقادة السياسيون الحوادث، وحملوا جميعاً بعضهم بعضاً المسؤولية في الانفلات الأمني، وألقوا بتبعته على كاهل العملية السياسية المتعثرة. فيما طالبت القائمة العراقية بزعامة أياد علاوي بتحقيق دولي في الجرائم التي تستهدف الشعب العراقي متهمة الحكومة بالعجز. وقال المتحدثان باسم وزارة الصحة زياد طارق، وقيادة عمليات بغداد قاسم عطا، أمس إن “68 شخصاً قتلوا فيما اصيب 209 بجروح، في سلسلة هجمات وقعت أمس في بغداد”. فيما ذكر مسؤولون أمنيون أن عدد القتلى بلغ 74 شخصاً. وأعلن عطا أن عدد الهجمات التي وقعت في ساعة الذروة بلغ 13، مشيراً إلى أنها “لم تستهدف مناطق حيوية أو أمنية بل استهدفت مدرسة ومواقع عمل وهيئة النزاهة وعراقيين”. وأضاف “لم نتهم جهة معينة حتى الآن، إلا أن الشعب العراقي يدرك من هي الجهة التي تقف خلف هذه الأحداث في هذه الظروف”، في إشارة إلى الأزمة السياسية الحالية. وفي أكبر تفجير قال مسؤولون في الشرطة والصحة إن 23 شخصاً قتلوا، وأصيب 46 آخرين، عندما فجر انتحاري سيارة إسعاف قرب مبنى هيئة النزاهة في الكرادة وسط العاصمة، ما أدى الى تصاعد سحابة غبار، وتناثر أجزاء من السيارة الملغومة على روضة أطفال مجاورة. وانفجرت عبوتان ناسفتان استهدفتا مصنعاً، حيث تجمع عمال باليومية في منطقة العلاوي وسط بغداد، ما أسفر عن مقتل 16 وإصابة 34 آخرين. وانفجرت سيارة مفخخة في منطقة الأعظمية (شمال)، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 8 آخرين بجروح. وفي الشعلة (شمال) قتل 7 أشخاص وأصيب 9 بجروح بانفجار عبوة ناسفة، بينما قتل 3 أشخاص وأصيب 14 بينهم تلاميذ بانفجار عبوة قرب مدرسة في حي العامل (جنوب). وأصيب 3 أشخاص في منطقة باب المعظم بانفجار عبوة ناسفة (وسط). وفي الدورة (جنوب)، انفجرت ثلاث عبوات ناسفة وسيارة مفخخة في حي أبو دشير أحدها قرب مدرسة، ما أدى إلى مقتل 8 أشخاص وإصابة 37 بجروح بينهم تلاميذ ، فيما أصيب 4 آخرون في شارع الستين بانفجار عبوة ناسفة. وفي حي الميكانيك في الدورة انفجرت عبوة لاصقة على سيارة مدنية وقتل فيها شخص فيما أصيب آخر. وفي الغزالية (غرب) قتل شخص، وأصيب آخر بجروح في سقوط صاروخ كاتيوشا على مجمع سكني. كما قتل شخصان وأصيب 9 بانفجار سيارة مفخخة في منطقة الأمين الثانية (جنوب شرق)، فيما أصيب 19 بانفجار عبوات ناسفة وسيارات مفخخة في اليرموك والحارثية والعامرية (غرب)، والبياع (جنوب غرب). ووقعت الهجمات في وقت تكتظ فيه شوارع العاصمة بالمارة والسيارات، وتسببت بفوضى في شوارع المدينة التي كانت تجوبها سيارات الإسعاف دون توقف. وعمدت القوات الأمنية إلى اغلاق المناطق التي استهدفت أمام الصحفيين. وأعلنت وزارة الصحة العراقية أنها “تستنفر مؤسساتها الصحية في بغداد بنسبة 100% لاستقبال ضحايا الانفجارات الإجرامية”. وسقط 5 قتلى و14 جريحاً ليلاً بانفجار قنبلة وسيارة ملغومة قرب مقهى جنوب غرب بغداد. وفي محافظة ديالى قتل خمسة أفراد من عائلة واحدة بعدما اقتحم مسلحون منزل أحد قادة قوات الصحوة ويدعى عبد بركات راسم في قرية الهاشميات غرب بعقوبة. وفي كركوك بمحافظة التأميم عثرت الشرطة على جثة رجل مذبوح. وفي الموصل بمحافظة نينوى قتل مسلحون امرأة في أحد الأسواق. وفي جرف الصخر في محافظة بابل أسفر انفجار قنبلة على الطريق قرب حشد من أعضاء في مجالس الصحوة من السنة، ما أسفر عن إصابة ثلاثة مقاتلين في البلدة. وفي المسيب هاجم مسلحون نقطة تفتيش تابعة لمجالس الصحوة، وأصابوا اثنين من أفرادها. ودفعت الهجمات الأجهزة الأمنية في بابل إلى فرض حظر للتجول على المركبات إثر تلقي “معلومات استخباراتية حول نية إرهابيين تنفيذ أعمال إجرامية في المحافظة”، بحسب ما أفاد قائد شرطة بابل اللواء فاضل رداد. وحصيلة هجمات أمس هي الأكبر منذ مقتل ما لا يقل عن 74 شخصاً وإصابة أكثر من 230 آخرين بجروح في سلسلة هجمات دموية ضربت 17 مدينة عراقية في أغسطس. وأصدر رئيس الوزراء نوري المالكي بيانا ربط فيه بين التفجيرات والتطورات السياسية، حيث اعتبر أن “توقيت هذه الجرائم واختيار أماكنها يؤكد مرة أخرى لكل المشككين الطبيعة السياسية للأهداف التي يريد هؤلاء تحقيقها”. وشدد على أن “المجرمين ومن يقف وراءهم لن يستطيعوا تغيير مسار الأحداث والعملية السياسية”. ودعا المالكي “رجال الدين جميعا والسياسيين والأحزاب ورؤساء العشائر وكافة القوى الوطنية أن تتحمل مسؤوليتها في هذا الظرف الدقيق وتقف إلى جانب القوات الأمنية”. وطالب “الأجهزة الأمنية وقوات الجيش تشديد إجراءاتها والقيام بواجبها بأقصى درجات الانضباط لحماية العراقيين، وعدم الانجرار إلى ردود فعل يحاول المجرمون دفعهم إليها لتحقيق أهدافهم الخبيثة” . وقد استنكر رئيس البرلمان أسامة النجيفي في بيان وزعه مكتبه الإعلامي “التفجيرات الإجرامية التي استهدفت المواطنين الأبرياء في بغداد”. ووصف التفجيرات بأنها “استهداف للحمة الوطنية واستغلال الأوضاع الراهنة بتمزيق وحدة الشعب”. وحمل نائب رئيس الوزراء صالح المطلك جميع الأطراف السياسية المسؤولية في تفجيرات بغداد، مؤكداً على أهمية إزالة الخلافات وتفويت الفرصة على من يريد شق الصف الوطني والعبث بأمن واستقرار العراق. وطالبت القائمة العراقية بتحقيق دولي لكل الجرائم التي حدثت وتحدث بحق العراقيين. وقال المتحدث باسم القائمة حيدر الملا إن “العراقية تدين كل الأعمال الإرهابية التي حصلت اليوم”، مبيناً أن “القائمة تدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية اتجاه العراق وشعبه”. وأضاف الملا أن “العراقية ليست شريكاً في إدارة الملف الأمني، الذي يدار بإرادة وعقلية جهة واحدة فقط”، مؤكدا “القدرة على قطع الطريق أمام من يريد تأزيم الوضع السياسي العراقي ومقايضة السلطة بالأمن والسلم الاجتماعي”. وأشار إلى أن “التفجيرات الأخيرة حلقة ضمن سلسلة الإخفاقات الأمنية التي تعصف بأبناء الشعب العراقي طيلة السنوات الماضية، وأثبتت زيف الادعاء ببالقدرة على حفظ أمن الشعب”، لافتا إلى أن “القائد العام للقوات المسلحة بنى طيلة السنوات الست الماضية منظومة أمنية لحماية سلطته ومتابعة خصومه السياسيين وليس حماية الشعب”. ودعا عضو مجلس النواب عن القائمة العراقية خالد عبدالله العلواني الشعب العراقي بكافة مكوناته إلى التحلي بالصبر وعدم الانجرار وراء أي أعمال هدفها إشعال الفتنة بين مكوناته. وحمل التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر أمس السياسيين كافة مسؤولية تفجيرات بغداد، داعياً إلى الوقوف مع القوات الأمنية “رغم المؤشرات عليها”. وحملت النائبة عن التحالف الكردستاني أشواق الجاف جميع السياسيين مسؤولية التفجيرات التي حصلت في بغداد ومدن أخرى. وقالت “نوهنا كثيرا أنه على قادة الكتل السياسية المسارعة في حل المشاكل وإنهاء الخلافات السياسية لقطع الطرق أمام القوى الإرهابية التي ستستغل ما بعد الانسحاب الأميركي، وتفويت الفرصة على تدخل الدول الإقليمية في الشؤون العراقية”. فيما دعا الأمين العام لائتلاف (أبناء العراق) عباس المحمداوي إلى استبدال القادة الأمنيين الذين يفشلون في تحقيق الأمن والاستقرار في البلد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©