الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كارثة فوكوشيما تهدد مستقبل «الإمبراطورية النووية» في اليابان

كارثة فوكوشيما تهدد مستقبل «الإمبراطورية النووية» في اليابان
22 ديسمبر 2011 23:46
طوكيو (د ب أ) - يدعو عدد متزايد من اليابانيين إلى التخلي بشكل أسرع عن الطاقة النووية، والاقتداء بألمانيا وإيطاليا، بعد أن عانوا من أسوأ كارثة نووية شهدها العالم منذ 25 عاماً. ويقول ماكوتو ياناجيدا، وهو رئيس جماعة مناهضة للطاقة النووية،: “مقارنة بكلتا الدولتين، تعد اليابان ما أصفه (بإمبراطورية نووية)”. وأضاف: “المرافق الكبرى تشكل احتكارات إقليمية (في اليابان)، وتتمتع بنفوذ هائل في أنحاء البلاد. ونرى أن هناك مصالح خاصة في الإبقاء على تشغيلها”. وأوضح ياناجيدا أن كثيرين آخرين بدأوا في توجيه انتقادات للطاقة النووية عقب الأزمة التي شهدتها محطة “فوكوشيما دايتشي” النووية. فبعد أن تعرضت المحطة لزلزال بقوة تسع درجات وما أعقبه من أمواج مد بحري عاتية (تسونامي) في 11 مارس الماضي، وقعت سلسلة من الانفجارات والحرائق أسفرت عن تسرب هائل للمواد الإشعاعية للبيئة المحيطة. واضطر أكثر من 80 ألفا من السكان إلى مغادرة المنطقة. وفضلاً عن الحادثة النووية، أودت الكارثتان الطبيعيتان - الزلزال وتسونامي- بحياة أكثر من 15800 شخص، وأسفرت عن فقدان نحو 3500 آخرين. تصاعد الضغوط وأشار ياناجيدا إلى أنه في منتصف سبتمبر الماضي، بعد ستة أشهر من وقوع الكارثة، “بلغ عدد الذين تجمعوا في طوكيو للمطالبة بإغلاق كافة المحطات النووية حوالي 60 ألف شخص”. وأوضح: “اعتدنا أن نرى ما يتراوح بين 20 و30 شخصاً فقط يحتجون على الطاقة النووية” قبل حدوث كارثة فوكوشيما. وفي يوليو الماضي، قال رئيس الوزراء الياباني السابق ناوتو كان للشعب إن اليابان “يجب أن تعمل باتجاه إقامة مجتمع لا يعتمد على الطاقة النووية”. ورغم أن إعلانه قوبل بانتقادات من جانب أقطاب الأعمال، إلا أنه لقي استحساناً من عامة الشعب الذين يشعرون بقلق متزايد في أعقاب كارثة فوكوشيما. يقول ياناجيدا إنه بعد أن أغلقت المرافق الرئيسية مفاعلاتها لإجراء عمليات تفتيش أو صيانة فإنها لم تكن قادرة على إعادة تشغيلها وسط “مخاوف عامة متزايدة بشأن الطاقة النووية”، وذلك رغم ما تتمتع به من قوة سياسية واقتصادية. وفي الثامن من ديسمبر الجاري، قالت شركة “كاناساي” للطاقة الكهربائية إنها أوقفت تشغيل المفاعل رقم 2 في محطة ميهاما للطاقة النووية، غربي اليابان، بسبب تسرب للمياه من صمام للتحكم في الضغط. وأسفر ذلك عن استمرار عمل ثمانية فقط من المفاعلات النووية البالغ عددها 54 مفاعلاً. ومن المقرر إيقاف تشغيل كافة المفاعلات بحلول أبريل 2012. وفي حال عدم قيام أحد المرافق بإعادة تشغيل أحد مفاعلاتها، فإن أيا من هذه المفاعلات لن يواصل عمله بعد هذا التوقيت. ويشير ياناجيدا إلى أنه في هذا البلد الذي ضربه الزلزال “نشعر بالقلق إزاء وقوع زلزال قوي آخر... يجب إغلاق كافة المفاعلات الآن”. ويتفق خبير الزلازل كاتسوهيكو اشيباشي مع ياناجيدا في الرأي، حيث يحذر منذ عام 1997 من أن وقوع زلزال كبير قد يتسبب في “كارثة نووية “. ويخشى اشيباشي، وهو أستاذ زائر بجامعة “كوبي”، من أن يقوض زلزال قوي آخر من كافة جهود احتواء الأزمة في فوكوشيما، بل ويسبب كارثة نووية مماثلة. البحث عن مصادر بديلة للطاقة من ناحية أخرى، بدأت الشركات في النظر إلى مصادر أخرى للطاقة. وفي أوائل ديسمبر الجاري، وقعت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية “تيبكو” وأربع شركات أخرى على عقد لشراء غاز طبيعي مسال من أستراليا لمدة 15 عاما بدءاً من عام 2017. ومن المقرر أن تشتري الشركات الخمس ما إجماليه أربعة ملايين طن سنوياً. وفي يوليو الماضي، دشن ماسايوشي سون، رئيس شركة الاتصالات العملاقة “سوفتبنك كورب” وبعض حكام الأقاليم، مجلساً لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة. ومما دفع إلى هذه الخطوة الأزمة النووية وما نجم عنها من نقص في الكهرباء. وفي أوائل نوفمبر الماضي، بدأت شركة “سوفتبنك” في بناء محطة تجريبية بجزيرة هوكايدو، شمالي اليابان، من أجل مشروعات الطاقة الشمسية الخاصة بها. كما تعتزم الشركة إنشاء مزرعة رياح بالجزيرة. ومن المقرر استكمال محطة الطاقة الشمسية، التي تبلغ مساحتها ثلاثة آلاف متر مربع وتصل طاقتها الإنتاجية إلى 100 كيلووات خلال ديسمبر الجاري، لدراسة اللوحات الشمسية التي صنعتها شركات مختلفة من حيث تكلفتها وفعاليتها ، بحسب شركة “سوفتبنك”. وقال كين تسوزوكو، رئيس شبكة “فوتوفولتيك أونرز نيتوورك” للخلايا الكهروضوئية (بي.في نت)، إن مشاركة القادة المحليين أمر مهم نظراً لأنها “تدعم الإنتاج المحلي للاستهلاك المحلي”. ويقول تسوزوكو، الذي قضى أكثر من عقدين في العمل بمجال الطاقة البديلة، إن هناك حاجة أيضا لإشراك المزيد من اليابانيين في إنتاج الطاقة، مما يمنحهم دوراً أكبر في هذا المجال. وعلى عكس دول أخرى، فإن معظم إنتاج الطاقة الشمسية في اليابان مخصص للاستهلاك المحلي، وهي النسبة التي شكلت 88,7% من إجمالي الإنتاج خلال 2009، وفقاً لما ذكرته شبكة أصحاب الخلايا الكهروضوئية. ويقول البعض إنه على اليابان الاعتماد على الطاقة النووية إلى أن تطور البلاد المزيد من مصادر الطاقة الطبيعية والمتجددة لتحل محلها. ويحث آخرون على ضبط النفس الفوري بصورة أكبر (على صعيد استهلاك الطاقة)، وهي صفة ذات قيمة عالية تعرف باليابانية باسم “جيشوكو”، والتي حظيت بنقاش إعلامي كبير أثناء نقص الكهرباء التي أعقبت الكارثة. ويقول تسوزوكو: “المحطات النووية شيء يشبع رغبة الناس وما يزيد عنها.. نحتاج أولا إلى النظر في معدل استهلاكنا من الطاقة”، بدلاً من النقاش الدائر حول إيجاد بدائل للطاقة النووية. وأضاف “نحتاج إلى تغيير أنماط حياتنا وبنية المجتمع. أعتقد أن ذلك طريق سريع”. «تيبكو» اليابانية للطاقة ترفع أسعار بيع الكهرباء للشركات طوكيو (د ب أ) - قررت شركة الطاقة اليابانية «طوكيو إلكتريك بارو» (تيبكو) زيادة أسعار بيع الكهرباء للشركات بداية من أبريل المقبل. وتسعى الشركة إلى زيادة أسعار البيع للمنازل قبل ذلك في إطار جهودها للتصدي للظروف المالية الصعبة التي تواجهها منذ كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب شمال شرق اليابان في 11 مارس الماضي وأثر على العديد من محطات توليد الطاقة النووية والتقليدية. ونقلت وكالة أنباء «كيودو» اليابانية عن توشيو نيشيزاوا، رئيس «تيبكو»، إنه يجري حالياً العمل على وضع تفاصيل الأسعار الجديدة وانه سيتم الإعلان عنها خلال يناير المقبل. وذكرت الشركة، التي تقوم على تشغيل محطة فوكوشيما النووية، أنها تواجه زيادة في تكاليف وقود محطاتها بسبب زيادة الاعتماد على المحطات الحرارية التقليدية في أعقاب وقف تشغيل العديد من المفاعلات النووية منذ حادث فوكوشيما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©