الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مساعدات غذائية» تثير سخط الإيرانيين

8 فبراير 2014 00:42
ذهب ملايين الإيرانيين إلى متاجر البقالة الأسبوع الماضي للحصول على حصصهم من المنتجات الغذائية المجانية في إطار خطة طموحة تهدف إلى تخفيف المعاناة الاقتصادية عن كاهل الشعب الإيراني. ولكن بدلاً من الثناء على المبادرة التي تقدم 10 كيلو جرامات من الأرز، وعلبتين من الجبن، وزجاجتين من الزيت، و24 بيضة، وأربعة كيلو جرامات من الدجاج، أصيب كثير من محدودي الدخل بالارتباك والاستياء. ودشنت حكومة الرئيس حسن روحاني البرنامج يوم الأحد الماضي بهدف مساعدة الإيرانيين الذين يكسبون أقل من خمسة ملايين ريال إيراني (737 درهماً) شهرياً. ويهدف البرنامج إلى تخفيف الأعباء الناجمة عن ارتفاع معدلات التضخم وإبراز الجدوى الاقتصادية للاتفاق النووي المؤقت مع القوى الغربية، الذي يمنح إيران تخفيفاً في العقوبات في مقابل الحد من أنشطتها لتخصيب اليورانيوم. وبدلاً من ذلك، يواجه البرنامج عدداً من المشكلات، وأثار انتقادات من المواطنين المقصود مساعدتهم. وفي مواجهة الطقس البارد وهطول الثلوج، اصطفت طوابير طويلة من الإيرانيين خارج المتاجر الحكومية في أرجاء الدولة، انتظاراً للحصول على سلالهم الغذائية. وعلى رغم ذلك، لا يزال كثير من المواطنين غير متأكدين من استحقاقهم لهذه المساعدات الحكومية، بينما اشتكى آخرون من الذين حصلوا على الأغذية من مصدرها وتدني جودتها. وقال مجتبى غولامي، الخمسيني، والموظف السابق في الحكومة، «إنه مجرد تضييع لوقتي، فجودة الأرز والدجاج متدنية جداً». وأضاف غولامي، وهو رب أسرة مكونة من ثلاثة أفراد في طهران، «إن زوجتي أعطتهم لفقراء يحتاجون حقاً لهذا الغذاء». وأعلنت الحكومة أن المرحلة المبدئية تشمل ما يتراوح بين 15 و17 مليون مواطن، من بينهم عمال ومتقاعدون وطلاب متزوجون ورجال دين، يمكنهم الحصول على غذاء مجاني حتى بداية العام الإيراني الجديد في 21 مارس المقبل، ويحق لكل أسرة الحصول على سلة غذاء واحدة. ورغم ذلك، أعلنت الحكومة، عشية تدشين الخطة، أن هؤلاء الذين يكسبون أقل من خمسة ملايين ريال شهرياً هم من يحق لهم الاستفادة من المساعدات. وهناك ملايين الإيرانيين في حاجة إلى مساعدات مالية، إذ يبلغ متوسط أجرهم الشهري ما يعادل 1250 درهماً، بينما سجلت معدلات التضخم ارتفاعاً إلى 38 في المئة بعد سنوات من العقوبات الدولية وسوء الإدارة الاقتصادية. وأشارت زهرة، وهي ربة منزل تبلغ من العمر 38 عاماً والتي تكبدت عناء الوصول إلى مقدمة الطابور بينما تم إخبارها بأن أسرتها لن تحصل على سلة الغذاء، إلى أن زوجها يعمل في غسيل السيارات ويكسب ستة ملايين ريال شهرياً. وتساءلت «لدينا طفلان ونعيش في سكن بالإيجار، فإذا كانوا لا يعطوننا المساعدات، إلى من إذن يمنحوها؟». وفي يوم الثلاثاء الماضي، تعرض برنامج الغذاء لهجوم من رئيس البرلمان علي لاريجاني، مطالباً الحكومة بتوضيح السبب وراء قرار تقديم المساعدات لهؤلاء الذين يقل دخلهم عن خمسة ملايين ريال شهرياً. وأفاد لاريجاني بأن «على الحكومة أن تصحح مسار المساعدات الموزعة بشكل سريع لتشمل مجموعات أخرى مثل المزارعين الذين يعانون من أوضاع اقتصادية غير ملائمة ولا يمكنهم الاستفادة من المساعدات الغذائية». وفي غضون ذلك، يسعى 30 عضواً في البرلمان إلى توجيه اتهام لوزير الصناعة محمد نعمت زاده بشأن قرار الوزارة بتعبئة السلة بأرز من الهند، يعتبر أقل جودة من المنتج الإيراني. وذكر منصور، البالغ من العمر 65 عاماً والذي يعيش في حي «نارماك» متوسط الدخل شرق طهران «انتظرت ساعة في الطابور لأحصل على هذه المنتجات متدنية الجودة، وكنت أود لو أن روحاني أعطانا الدفعات النقدية الشهرية التي بدأها أحمدي نجاد». وفي ظل حكم نيجاد، الرئيس الإيراني السابق لروحاني، استفاد أكثر من 90 في المئة من الشعب الإيراني البالغ تعداده 77 مليون نسمة من مساعدات نقدية شهرية لتعويض ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء. ولفت عضو البرلمان من طهران «مهدي كوشاك زاده»، إلى أن تكلفة البرنامج تقدر بنحو عشرة تريليونات ريال، موضحاً أن عجز الموازنة المتزايد من المتوقع أن يصل إلى 500 تريليون ريال خلال العام الإيراني المقبل. وتتلهف حكومة روحاني إلى تقليص الإنفاق، ومن ثم قررت إدخال شروط استحقاق للحصول على المساعدات. وكان الاثنين هو اليوم الثاني لتوزيع الغذاء في طهران، حيث تم إخطار المواطنين بشأن استحقاقهم عن طريق رسائل نصية قصيرة، ومن ثم اصطفوا في طوابير طويلة تحت الثلوج المتساقطة أمام سلاسل المتاجر الحكومية مثل «شاهرافاند» و«إيتكا» للحصول على سلالهم. وتوفي شخصان بالسكتة القلبية أثناء انتظارهم، بينما أصيب شاب يعمل خبازاً بجلطة عندما أدرك أن اسمه غير مدرج ضمن القائمة، حسبما أفادت تقارير إعلامية إيرانية. وأكد جعفر خازالي، البالغ من العمر 67 عاماً «إن عملية التوزيع كانت مثيرة للارتباك»، معرباً عن اعتقاده بأن الحكومة عاجزة عن ترتيب وإدارة الخطة بفاعلية. وأضاف خازالي، عضو القوات المسلحة المتقاعد والذي يعيش في وسط طهران، «إن البرنامج أهان الإيرانيين العاديين، وعلى الحكومة أن توفر فرص عمل للشباب، كي يجد أبنائي العاطلون عملاً». من جانبه، أكد علي، البالغ من العمر 52 عاماً، الذي يعمل في أحد المتاجر جنوب طهران، على أن كثير من الناس لا يزالون لا يعلمون شيئاً عن التغيير في البرنامج، وأنه لا يزال أمامهم فسحة من الوقت. وأضاف «شاهدت بالأمس أشخاصاً أصيبوا بخيبة أمل حقيقية، وقد رددت 25 شخصاً خالي الوفاض لأنهم لم يكونوا ضمن القائمة». يجانيه صالحي طهران عن «ذي ناشونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©