مسقط ـ مصطفى المعمري:
توقع مسؤولون عمانيون وخبراء حدوث طفرة متوقعة في الطلب على الإسمنت وحديد التسليح وغيرهما من مواد البناء إضافة إلى القروض المصرفية لإعادة إعمار ما دمره إعصار ''جونو'' الذي ضرب سلطنة عمان الأسبوع الماضي ودمر البنية التحتية والعديد من المنشآت الخدمية والأسواق التجارية والأنشطة الاقتصادية وسبب العديد من الخسائر البشرية والمادية· وفي الوقت الذي عاودت فيه القطاعات الاقتصادية في سلطنة عمان العمل بوتيرتها السابقة بعد أن سلمت منشآتها الاقتصادية (السياحية والنفطية والصناعية وسوق المال) لم تسلم بعض الأسواق التجارية من جونو حيث ألحق بها خسائر مادية كبيرة فعلى سبيل المثال غمرت المياه جزءا كبيرا من منطقة القرم التجارية والتي تقع قلب العاصمة مسقط حيث غطت المياه أغلب هذه المراكز وتسببت في إلحاق أضرار كبيرة بالمحال التجارية سواء بهذه المناطق أو المناطق التي ضربها الإعصار مما شل حركة هذا القطاع نتيجة تدمير كافة وسائل الاتصال خاصة الطرق· وفي الوقت الذي لم تعلن فيه الجهات الرسمية في سلطنة عمان حتى اليوم عن حجم الأضرار التي تسبب بها اعصار جونو توقع العديد من المراقبين والاقتصاديين ان تصل حجم الخسائر لمليارات الدولارات خاصة بعد الخسائر التي لحقت بالبنى التحية والتي تبذل الحكومة العمانية جهودا متواصلة للعودة بها الى وضعها الطبيعي خلال الأشهر القادمة· في الوقت نفسه شهد القطاع السياحي إلغاء بعض الحجوزات الفندقية والمؤتمرات التي كان قد جرى الإعداد لها لكن نسب التشغيل في القطاع الفندقي بلغت نسبتها ما بين 70 الى 90 % فقد قام العديد من المواطنين العمانين والمقيمين الذين تأثرت منازلهم بإشغال جزء كبير من الغرف الفندقية·
وقال وزير الاقتصاد العماني أحمد بن عبد النبي مكي إن الوزارة تقوم حاليا بعملية حصر لجميع الاضرار وسوف يتم الاعلان عنها في وقت لاحق موضحا أن الأرقام التي تم نشرها خلال الأيام الماضية من قبل بعض الجهات غير دقيقة·
وأكد أن الإعصار لن يؤثر مطلقا على نمو الاقتصاد العماني وعلى أداء الخطة الخمسية الحالية خلال الفترة المقبلة فالتعاون والتكاتف بين المواطنين والحكومة سيتمكن من احتواء جميع الأضرار·
وحول إمكانية وضع مواصفات ومقاييس جديدة عند إعادة إعمار البنية الأساسية أوضح قائلا إنه سيؤخذ في الاعتبار وضع مواصفات جديدة مثل مسارب المياه عند تأهيل الطرق تجنبا لمخاطر الفيضان في المسقبل·
المنشآت النفطية
الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز أشار من جانبه ان جميع المنشآت النفطية وحقول النفط في سلطنة عمان لم تتأثر بالاعصار (جونو) وهي تعمل بصورة طبيعية جدا ولا توجد هناك اي مشاكل حول هذا الجانب موضحا أن صادرات النفط توقفت فقط يومي الاربعاء والخميس من الأسبوع الماضي نتيجة الاعصار·
واوضح الرمحي ان الصادرات استؤنفت يوم الجمعة الماضي وان الوضع عاد مثلما كان عليه في السابق مبينا أن خطوط الانابيب لم تتأثر بالاعصار ما عدا انبوب الغاز الواقع قرب الانصب الذي اصابه العطل نتيجة جريان الوادي وقد تم اصلاحه في ظرف 68 ساعة وهي فترة قياسية نظرا لحالة العطب المتأثرة بجريان الوادي وصعوبة وصول المعدات الى الموقع·
وأضاف ان عمليات ومنشآت مصفاة نفط عمان لم يلحق بها أي ضرر وقد بدأ تشغيلها يوم السبت حيث وصل انتاج الوقود في المصفاة 100 % وكذلك هو الحال في مصفاة صحار مشيرا الى ان تزويد محطات الكهرباء بالغاز جار بشكل طبيعي جدا· وفيما يتعلق بنقص الوقود وعدم توفره في بعض محطات الوقود بمختلف المناطق خلال اليومين الماضيين اكد ان الوقود متوفر في عمان ولا توجد اي مشكلة في هذا الشأن وانما المشكلة كانت تكمن في عدم مقدرة واستطاعة شركات التسويق من الوصول الى هذه الاماكن بسبب الاعطال التي حدثت في بعض الطرق التي حالت دون وصول شاحنات نقل الوقود الى بعض المحطات لتزويدها بالوقود·
القطاع السياحي
وزيرة السياحة الدكتورة راجحة بنت عبد الأمير أكدت أن المنشآت السياحية والفندقية باشرت عملها طوال ايام الإعصار رغم التأثيرات البسيطة التي لحقت ببعض المؤسسات الفندقية حيث قامت بعملها على أكمل وجه من خلال تقديم الخدمات بالشكل المطلوب مما عكس انطباعا جيدا لدى السياح خاصة بعد ان وجدوا الامكانات والجهود التي بذلت قبل وبعد مرور الاعصار في التعامل مع هذا النوع من الاعاصير وهذا اشعرهم بالارتياح والاطمئنان وبأن البلد قادرة على التعامل مع هذا النوع من الازمات بإرادة قوية صلبة·
وذكرت أن ما مرت بها عمان والتأثير الذي تسبب به جونو ببعض البنى الاساسية يعطينا التفكير مستقبلا في إعادة حسابتنا وخططنا خلال المرحلة القادمة بالنسبة لبعض من المشاريع السياحية المستقبلية·
وقال المهندس احمد بن حسن الذيب وكيل وزارة التجارة والصناعة ان جميع المناطق الصناعية والحمد لله لم تتأثر بالاعصار وهي تعمل بشكل جيد ولا توجد بها اي اضرار تذكر مشيرا الى ان المصانع في هذه المناطق بدأت تعمل خاصة تلك المصانع التي لا تعتمد على الماء موضحا ان الطاقة الكهربائية متوفرة بشكل جيد وهذا يشمل جميع المناطق الصناعية خاصة بعد مرور الحركة بشكل طبيعي نظرا للجهود الكبيرة التي بذلت من اجل عودة الحياة الى ما كانت عليه سابقا منوها إلى ان وضع المناطق مطمئن والجميع باشر أعماله بكل سهولة ويسر·
سوق المال
وحول حركة التداولات التي شهدها السوق خلال اليومين الماضيين أشار حسن توفيق جواد وسيط بشركة المتحدة للأوراق المالية أن حركة التداولات بسوق مسقط شهدت مع بداية التعاملات تراجعا نسبيا في أغلب المؤشرات تخوفا من أن يكون لإعصار جونو اي تبعات على الشركات خاصة الشركات القيادة ولكن بعد ان تأكد المستثمرون من ان كافة المناطق الصناعية والتجارية باشرت اعمالها بكل سهولة ويسر وأن العمل بالمنشآت النفطية يسير فوق الطاقة القصوى بدأت هناك حركة جيدة خاصة في مؤشر بنك مسقط·
وفيما يتعلق بوضع الشركات المساهمة العامة خلال الفترة القادمة اشار إلى ان كل المؤشرات تشير ان شركات الاسمنت وشركات الكابلات العمانية بالاضافة لقطاع البنوك سوف تشهد ارتفاعا في الطلب خلال الفترة القادمة نتيجة الطلب المتوقع على الاسمنت والكابلات والقروض خلال الفترة القادمة في ظل الجهود المبذولة لإعادة اعمار ما خلفه اعصار جونو في الممتلكات والبنى الأساسية·
وأوضح أن اسهم شركات التأمين يمكن ان تشهد تراجعا نسبيا خلال الايام القادمة حتى تتضح الصورة بالنسبة للتعويضات التي ستقدمها شركات التأمين للمتضررين من الإعصار بالنسبة للمؤمنين على منازلهم وسيارتهم والممتلكات الأخرى العديدة التي تعرضت لتأثير إعصار جونو·
عدد اليوم
