يقدم مهرجان الشيخ زايد التراثي، في منطقة الوثبة بأبوظبي، فعاليات متميزة وأنشطة مبهرة، استقطبت جماهير غفيرة من المواطنين والمقيمين، جاءوا إلى المنطقة للاستمتاع بالتظاهرة التراثية الحاشدة، التي حفلت بكل ما هو مبدع وراق من فنون التراث الإماراتي، جسدتها صور ومشاهد عبرت عن حياة الآباء والأجداد في الماضي، وفي الوقت ذاته راعت بعضها العديد من جوانب الحياة في العصر الحالي وتطورها.
(أبوظبي)- انتشرت في ساحات المهرجان المتعددة مشاهد تراثية مختلفة من بينها عروض الخيالة وراكبي الهجن وتقديم الموسيقا والأهازيج الفولكلورية، واستعراضات الفرق الأجنبية القادمة من أقطار الأرض لتقديم صور من موروثها الشعبي والموسيقي ضمن الكرنفال التراثي الضخم الذي أحسنت منطقة الوثبة استضافته كما هي عادة أهل الإمارات في تقديم أصول الضيافة العربية في أبهى صورة، والذي انطلقت فعالياته السبت الماضي وتنتهي غداً.
فعاليات ومناشط
من الفعاليات والمناشط المتعددة احتل السوق الشعبي الضخم الذي أقيم على هامش المهرجان موقعاً متميزاً، وتضمن مشاركات فردية ومجتمعية مختلفة من جانب مؤسسات وهيئات كثيرة داخل المجتمع، تنافسوا جميعاً في تقديم ألوان مختلفة من التراث، وعرض صور ومشاهد ترصد عمليات التطور والتحديث التي شهدتها الإمارات عبر مراحل تاريخها
ومن داخل السوق الشعبي الذي أقامته اللجنة العليا المنظمة للمهرجان وعلى خلفية موسيقا وأهازيج تشدو بحب الوطن والقائد تحدث محمد عبد الله حاجي نائب رئيس العلاقات العامة بشركة أدكو التابعة لشركة أبوظبي الوطنية للبترول “أدنوك”، والمسؤول عن جناح الشركة في السوق، موضحاً أن شركة أبوظبي الوطنية للبترول بوصفها واحدة من كبريات الشركات الوطنية العاملة على أرض الإمارات.
وتشارك في الفعالية إيماناً منها بدورها المجتمعي والتفاعل الحي مع الأحداث الكبيرة التي تجري في الدولة، حيث تمثل الشركة في السوق الشعبي من خلال معرض للصور النادرة الخاصة بالمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، واضع أسس دولة الإمارات، وباني نهضتها الحديثة، وتستعرض الصور مراحل ومواقف حياتية مختلفة للمغفور له عبر سبع عشرة صورة فوتوغرافية بالأبيض والأسود ذات أبعاد متساوية تقريباً لتحقق التناغم البصري لكل من يطالعها من بين زوار مهرجان الشيخ زايد التراثي الذي صار يأخذ صيتاً عالمياً بفعل الحضور غير المسبوق لأبناء الجنسيات الأخرى الشغوفين بمعرفة الكثير عن دولة الإمارات وكيفية تحقيق هذه النهضة المتسارعة، غير المسبوقة في تاريخ الشعوب عبر مدى زمني لا يتجاوز عقود قليلة، وهو ما يعتبر معجزة تعكس قدرات المواطن، وقدرته على تحقيق النجاحات والإنجازات.
دور إيجابي
إلى ذلك أشار حاجي إلى أن مشاركة أدنوك تأتي ضمن أهداف الشركة في دعم كافة الأنشطة والمهرجانات الثقافية والتراثية والفنية المختلفة التي تحتاج إلى دور إيجابي وداعم من الشركات الوطنية.
وأورد نائب رئيس العلاقات العامة بشركة أدكو أن اختيار المشاركة عبر معرض لصور المغفور له يرجع إلى أن شركة أبوظبي الوطنية للبترول تمتلك أكبر وأقدم مجموعة صور للشيخ زايد طيب الله ثراه ولإمارة أبوظبي، ويعود بعضها إلى عام 1936، ولذلك ارتأت الشركة أن يحمل المهرجان اسم الشيخ زايد طيب الله ثراه، ومن هنا كان اختيار مجموعة من الصور النادرة التي يعرض بعضها للمرة الأولى خلال المهرجان، وتعكس مواقف متعددة عايشها المغفور به أثناء فترة تكوين الاتحاد ووضع اللبنات الأولى لانطلاق اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.
ومن خلال شباب الشركة الموجود في الجناح نقوم بشرح محتوى الصور للجمهور من أبناء الإمارات وغيرهم من ضيوف المهرجان، وما زاد من نجاح المعرض والمهرجان بصفة عامة هذا التفاعل الكبير الذي رأيناه عبر الأعداد الغفيرة التي ملأت جنبات المهرجان وشاركت في كافة فعالياته.
خالد المزروعي أحد زوار معرض الصور الخاص بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، أثنى على مبادرة أدنوك وقال إنهم أحسنوا صنعاً باختيارهم مجموعة متميزة من صور الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كونها تعكس الحب والوفاء للراحل الكبير والامتنان لدوره وفضله على سائر أبناء الإمارات وغيرهم الكثير من أبناء الشعوب الأخرى، ما جعل الجميع يسعد برؤية صوره أو أي من الأشياء التي نعرف من خلالها أكثر عن الوالد الراحل.
صديقه عبيد خلفان أشاد بمجموعة الصور النادرة في المعرض وقال إن أجمل ما فيها هو اختيار لحظات مهمة في حياة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تعكس مدى اهتمامه بكل نواحي الحياة في الإمارات، فمن الصور ما يوضح تشجيعه للشباب والرياضة عبر توزيع الجوائز والهدايا بنفسه على الفائزين في إحدى المسابقات، وصورة أخرى له أثناء زيارته منطقة سد ثويب أثناء مراحل بناء السد ليحمي أهل المنطقة من أضرار الفيضانات التي كانت تسبب لهم خسائر كبيرة قبل بناء السد.
مشاركة
نادي تراث الإمارات، كانت له مشاركته المتميزة عبر جناح خاص يعرض أنشطة النادي والتي تقام طوال العام تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، وعن هذه المشاركة قال عوض النعيمي مسؤول علاقات عامة بالنادي إن المشاركة جاءت من منطلق الحرص الدائم على مشاركة النادي في كافة الفعاليات والأنشطة التراثية سواء داخل الدولة أو خارجها، كون هذا المهرجان يختلف عن أي مهرجان آخر لأنه يحمل اسم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ونادي التراث يرى نفسه من الجهات المعنية بإنجاح هذا المهرجان خاصة أنه الجهة المسؤولة عن التراث في الدولة.
عروض الخيالة
وتمثلت مشاركة النادي من خلال عديد من مفردات ومكونات التراث الإماراتي مثل إنشاء حظيرة تراثية، عروض الخيالة، بيت شعر، محال تعرض للصناعات الحرفية التقليدية، وتأني تلك المشاركات من فروع عديدة للنادي وأهمها فرع مركز الوثبة، كما أن النادي وفر العديد من المطبوعات والكتيبات التعريفية بأنشطة النادي.
ومن خلال المشاركة نقوم بتعريف الجمهور على كثير من عادات وتقاليد أهل الإمارات وسلوكياتهم الاجتماعية مثل السنع، والتي تعني واجبات الضيافة وأساليب التعامل مع الآخرون باحترام ورقي.
وأشار النعيمي إلى أن هذه المشاركة تحمل أيضاً رسائل تعريفية بحدث تراثي ضخم ستشهده أبوظبي، وهو مهرجان سمو الشيخ سلطان بن زايد للإبل الذي ستشهده منطقة سويحان في الفترة من 1 إلى 13 فبراير المقبل.
الاتحاد النسائي
وشارك الاتحاد النسائي العام في مهرجان المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ، وذلك من خلال معرض الأسر المنتجة، الذي تضمن حوالي 30 جناحا احتوت على العديد من البضائع المتنوعة مثل الملابس والعطور والبخور والأكل والمشغولات اليدوية والرسم على الأواني والسيراميك والديكورات الجميلة .
كما تشارك إدارة الصناعات التقليدية بالاتحاد النسائي العام في المهرجان بإقامة بيت الشعر الذي يتضمن عرضاً حيا للحرف اليدوية من قبل حاميات التراث كالتلي والسدو والغزل وشغل الخوص ،كما تعرض بعض مشاغل النسيج الذي يتكون من خيوط من القطن والصوف بهدف صناعة الشنط والأحزمة والمناظر، وكذلك تضمنت المشاركة عرضا حيا في العريش لإعداد المأكولات الشعبية الإماراتية اللذيذة كاللقيمات والخمير وغيرها .
وتأتي مشاركة الاتحاد النسائي العام في هذا المهرجان في إطار توجيهات وحرص سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة على دعم التراث المحلي الأصيل للدولة بناء على نهج المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي وضع اللبنة الأساسية للتراث وحث الأجيال القادمة على التمسك به . وكذلك دعم سموها لعمل المرأة الإماراتية وتشجيعها على المشاركة الفعالة جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل في كافة مجالات تنمية المجتمع .
وكما تضمنت مشاركة الاتحاد النسائي العام في المهرجان إحياء لطقوس العرس الإماراتي من خلال عرض تضمن الحلي والمجوهرات التي ترتديها العروس الإماراتية في حفل الزفاف وكذلك نقوش الحناء وزهبة العروس ثم تجولت مسيرة عروس إماراتية بكامل زينتها منطلقة من خيمة الاتحاد النسائي العام إلى ربوع المهرجان وسط إعجاب ودهشة الزائرين من كبار وصغار ورجال ونساء من مختلف الجنسيات جمعهم حبهم لهذا التراث الأصيل .
الفرق الشعبية
واصلت فرق الشعوب الصديقة تقديم فقراتها الاستعراضية والتراثية الخاصة بتلك البلدان، على المسرح المقام في ساحة الاحتفالات في مهرجان الشيخ زايد التراثي، حيث تبارت أمس فرق كازاخستان وكوبا وجورجيا وإسبانيا، في تقديم مزيج راق من الفنون المبدعة، التي أدهشت الحضور من الجنسيات كافة، وعكست مدى التلاحم العالمي الفريد الذي شهدته منطقة الوثبة خلال أيام المهرجان .
عدد اليوم
