الإعلام لم يفتح شهية رجال الأعمال لاستثمار الإعصار

قال عبدالعزيز مسلم مدير دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة: رجال الأعمال شبه غائبين بالكامل عن الساحة الاجتماعية، إلا فيما يخص النشاط الإعلامي نجدهم حاضرين على الملأ لترويج توجههم الخيري · وقال مسلم: ليس غريباً غياب دور رجال الأعمال عن كارثة الإعصار الأخيرة، فنحن نشهد غيابهم عن أعاصير الفقر والحالات الإنسانية التي تمر بها بعض فئات المجتمع، فهناك قرى في الإمارات تعيش تحت مستوى الفقر وتفتقر لإمدادات الماء والكهرباء في حين يرتع التجار بالتسهيلات التي تقدمها لهم الدولة دون مقابل يذكر، والأدهى والأمر أن منهم من لم يكتفوا بحبس خياراتهم عن المجتمع، إنما ورطوا شبابنا وأبناء الوطن في مشاريع وديون وغيرها، ويشهد على ذلك خيرة من رجالنا يقبعون في السجون يسجلون قصصهم المأساوية قوائم سوداء لرجال أعمال كانوا وراء تورطهم· وأشار مسلم الى انتقاد الشيخ زايد ''رحمه الله'' لرجال الأعمال علنا وأمام الملأ عبر وسائل الإعلام، منوها إلى أنهم رغم النقد اللاذع الذي تعرضوا له، إلا انهم مازالوا يحجمون عن المشاركة في الحياة الاجتماعية، مطالباً الجهات المسؤولة خصوصا أعضاء المجلس الوطني الاتحادي باعتبارهم صوت الشعب ونأمل منهم القيام بجولات للمناطق النائية القابعة بين الجبال والتي غفل عنها الجميع· أين رجال الأعمال؟ ومن جهتها قالت سيدة الأعمال حصة تهلك: لم يحظ ''إعصار جونو'' بالضجة التي حظي بها تسونامي وكاترينا، رغم الآثار المدمرة التي خلفها على الدولة الشقيقة عمان وسواحلنا الشرقية، وأنا لا أعتب على وسائل الإعلام التي لم تقصر في إبراز الحدث وتغطيته بشكل يومي إلا إن ما شاهدناه من تدافع وتنافس التجار على التبرع بمبالغ طائلة لصالح متضرري الأعاصير البعيدة، لم نشهده في هذا الإعصار الذي طال أقرب الناس إلينا، أبناء شعبنا وغالبيتهم من ذوي الدخل المحدود· وأكدت حصة أنه في حال فتحت وسائل الإعلام مجالاً للتبرعات لشهدنا قوائم من رجال الأعمال تستثمر الحدث كإعلان لأسمائهم ومشاريعهم التجارية· المساهمات الاجتماعية وأشارت إلى وجود قسم للمساهمات الاجتماعية في كل الشركات الكبرى والتي تتمتع بمعايير عالمية وتشمل نظم الجودة بشكل رسمي أو غير رسمي ولها مساهمات وتدعم مشاريع اجتماعية ولكنها ربما لا تكون بحجم ضخامتها وإمكانياتها المادية· وعللت غياب رجال الأعمال عن الإعصار إلى غياب الوعي باعتباره حدثاً جديداً على المنطقة، مشيرة إلى أن بعض رجال الأعمال قد يكونوا تبرعوا دون ذكر أسماء وذلك عبر الجمعيات الخيرية التي كان لها دور بارز في هذا الحدث· وأكدت حصة ان المجال مازال مفتوحاً لإعادة الحياة لأناس فقدوا منازلهم وموارد رزقهم، مناشدة رجال الأعمال بتدارك الغفلة ومد يد العون للمتضررين خاصة الصيادين الذي تحطمت مراكبهم والتي تشكل مصدر رزقهم، فالباب لايزال مفتوحاً لإعادة الحياة للبيوت التي أفقدها الإعصار حياتها·