الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاختلافات التشريحية تثير قلق وحيرة الطفل

الاختلافات التشريحية تثير قلق وحيرة الطفل
21 ديسمبر 2013 21:05
تنبّه علماء الطب النفسي إلى احتمال أن يكون كشف عورة الآباء - أو الأمهات - أو ما بنبغي أن يستر من أجسامهم وفق العرف، سبباً لإثارة قلق الطفل. وأن هذه الظاهرة تبدأ من سن الثالثة تقريباً، فقد تتساءل الطفلة الصغيرة مثلاً عن سبب اختلاف بنيتها التشريحية عن الصبي، وقد يتساءل الطفل عن السبب في عدم وجود عضو تناسلي عند البنت، عندها يجيب الأب: «أنتِ مثل والدتك»، ويقول للطفل: «لقد خلق الله الذكور مختلفين عن البنات»! أية إجابة مهما كانت لن تكن وافية، لكن من الأسهل على معظم الأطفال أن يصلوا بطريقة ما إلى نتائج معقولة بشأن الفروق بين الذكر والأنثى من خلال رؤية غيرهم من الأطفال، بدلاً من ملاحظة آبائهم وأمهاتهم. والسبب الرئيسي في ذلك هو أن مشاعر الحب والغيرة والإحساس بالذنب تكون نحو الوالدين أشد حدة منها نحو الأطفال الآخرين، إلا أن الاختلاف بين الكبار والصغار يمكن أن يكون عاملاً من عوامل الحيرة بالنسبة للطفل الصغير. فإذا وقعت عين الطفل على عورة أبيه مثلاً، فإنه يحتار في تفسير ما يرى، في الوقت الذي يقارنون بين أنفسهم وبين آبائهم في هذه المسألة إذا ما دخلوا للاستحمام معاً. أما عن مقارنة الطفل بأصدقائه فإن الفروق والاختلافات لا تؤدي عادة إلى حيرة الطفل. في مرحلة ما بين 3 - 6 سنوات، أصطلح على تسميتها بظاهرة «الرغبة في العري»، ونجد الأطفال يميلون إلى التلذذ بعرض أجسامهم من حين لآخر، لكنهم في سن السابعة يدخلون في مرحلة تتميز بتحول شديد إلى الحياء، على الأقل في أوقات معينة حتى في نطاق الأسرة. لذلك نجد الطفل في هذه السن، عندما يُطلب منه أن يخلع ملابسه في عيادة الطبيب، فإنه ينظر بارتباك نحو الباب المفتوح، ويسأل هل من الممكن إغلاقه. وقد تغضب الأم أمام الطبيب، وكأنها تريد أن تقول له: إنها لا تدري من أين جاء طفلها بكل هذا الحياء ،لأن ذلك ليس من صفاته في البيت، لكن الحياء التلقائي في هذه المرحلة، مسألة شديدة الاختلاف والتفاوت. فيوماً يصرخ الطفل ساخطاً إذا ما فتح شخص الباب عليه وهو يستحم في الحمام، وفي اليوم التالي نجده يخلع كل ملابسه من دون اهتمام على الرغم من أن نصف أعضاء الأسرة يصادف وجودهم في غرفته، لذلك فإن خير ما يفعل الآباء والأمهات بعد سن السادسة أو السابعة هو أن يضعوا في اعتبارهم أن الأطفال من الجنسين يرغبون تدريجياً في أن يخلوا إلى أنفسهم عندما يغيرون ملابسهم أو يستحمون. في مرحلة المراهقة تصبح الصورة أشد تعقيداً، فالتطور الجنسي الطبيعي ينمو تدريجياً ، ينمو لديه الحافز لجذب الانتباه، لكن الكفة بالنسبة لمعظم المراهقين تميل بشدة في بداية مرحلة المراهقة ناحية الحياء، وهو أمر ينبغي أن يكون موضع الاحترام والتشجيع والاحتواء. قد نتفق على أن الآباء والأمهات الذين يتحلون بميزة الحياء والاحتشام يجب أن يظلوا كذلك مع أطفالهم، لأنهم لا يستطيعون أن يتخلصوا من الإحساس بالحرج، فمهما يحاول إخفاءه لابد أن يظهر للطفل، ويضره بدلاً من أن ينفعه. ومن جهة أخرى فليس من الضروري بالنسبة للأب أو الأم الذي يقع بصر الطفل عليه مصادفة وهو في الحمام أو عرياناً، أن يصرخ أو يصيح أو يتصرف كما لو كان الطفل قد ارتكب جريمة، والتصرف السليم هنا أن يطلب الأب أو الأم من الطفل الخروج حتى ينتهي من الاستحمام. لكن هناك من أفراد الأسرة الذين يتعرون أكثر مما يدركون. ويجب على الآباء والأمهات إن يراعوا ذلك، ويستروا ما يجب أن يُستر إلى الحد المعقول في وجود الطفل، دون أن يحيطوا الأمر بهالات الانزعاج العفوية التي تحدث في كل أسرة. إن معظم خبراء علم نفس الطفل يؤمنون بأنه من المفيد بالنسبة للإخوة والأخوات تحت سن السادسة أن يعتادوا رؤية بعضهم بعضاً دون ملابس، وبطريقة عرضية عندما يكون ذلك طبيعياً. لكن هل من الصواب حتى بالنسبة للإخوة والأخوات الصغار أن يشاهد بعضهم بعضاً ما دام ذلك يثير الفضول في نفس الطفل ويتساءل تساؤلات مختلفة؟ علينا أن ندرك أن الحياة لابد أن تخلق ألواناً متنوعة من التوترات المزعجة، ولا مفر من أن يواجه الآباء والأمهات في بعض الأحيان مثلاً الغيرة بين الإخوة والأخوات، وخيبة أمل أبنائهم بالأصدقاء، ومشكلات المدرسة، وغير ذلك، فالأطفال الذين لا تتاح لهم أبداً فرصة ملاحظة الجنس الآخر يظلون في حيرة ورغبة في اكتشاف التفاصيل الأخرى الموجودة في الجنس الآخر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©