الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التنين الصيني يقتحم صناعة الطيران التجاري

التنين الصيني يقتحم صناعة الطيران التجاري
12 يونيو 2007 23:22
إعداد - عدنان عضيمة: تشهد صناعة الطيران التجاري في الصين توسعاً سريعاً بسبب النمو الاقتصادي السريع الذي تخطى 8% خلال السنوات الماضية مما أدى إلى خلق فرصة سانحة أمام شركات الطيران العاملة هناك لمضاعفة عدد رحلاتها وتوسيع شبكة خطوطها· وأصبحت الكثير من شركات الطيران متعددة الجنسيات تفتتح فروعاً لها في الصين فيما تشهد معظم شركات الخطوط الجوية المحلية عمليات توسع كبيرة· وتشير إحصائية حديثة أنجزتها شركة استشارية متخصصة بالنقل الجوي التجاري إلى أن عدد الطائرات المخصصة للنقل الجوي العمومي على مستوى العالم أجمع بلغ في عام 2006 أكثر من 340 ألف طائرة، وهي تمثل 97% من مجموع عدد الطائرات المدنية· وتمثل نسبة الـ 3% المتبقية الطائرات المدنية الموظفة في صناعة البريد الجوي والبحوث والتصوير وغيرها من المهمات غير المرتبطة بقطاع نقل الركاب· وأما في الصين فإن النسبة بين عدد الطائرات المخصصة بنقل الركاب والعدد الكلي للطائرات المدنية أقل من 50%· وتثبت إحصائيات صادرة عن الإدارة العامة للطيران المدني في الصين أنه مع نهاية عام 2005 بلغ عدد الطائرات المخصصة للنقل الجوي العمومي هناك 600 طائرة· وسجل هذا الأسطول 80 ألف ساعة طيران في ذلك العام· وفي مقابل ذلك، تشير إحصائيات الإدارة الفيدرالية للطيران المدني في الولايات المتحدة إلى أن عدد الطائرات التجارية المخصصة لنقل الركاب (ما عدا طائرات الشحن الجوي) بلغ 220 ألف طائرة تنقل في المتوسط 133 مليون راكب سنوياً إلى أكثر من 19 ألف مطار حول العالم· ويضاف إلى كل هذا أن هناك فارقاً هائلاً في إمكانات النقل الجوي للركاب بين الصين والولايات المتحدة، وفيما ترتبط 70% من ساعات الطيران المدني في الولايات المتحدة بقطاع العمل والتجارة، فإن معظم ساعات الطيران المدني في الصين تكون موجهة لأداء خدمات عامة كنشر البذور النباتية ومكافحة حرائق الغابات ورش مبيدات الحشرات والتصوير الجوي وغيرها من المهمات غير التجارية· وفي استطلاع ميداني أجراه خبراء في أسواق الطيران التجاري، تحدث يانج جي عضو الهيئة العامة لخبراء الطيران المدني في الصين عن الأسباب الكامنة وراء هذه الفوارق الضخمة، فقال ''يرتبط أول هذه الأسباب بالنقص الكبير الذي تعاني منه الصين في كل من عدد المطارات والطيّارين، كما أن معظم المطارات الصينية الحالية لا يمكنها أن تستقبل إلا الطائرات المتوسطة والصغيرة، ولا تستخدم إلا في مجال الطيران المخصص للخدمات العامة، ولا يزيد عدد المطارات المؤهلة لخدمة نقل الركاب عبر الرحلات المبرمجة عن 57 مطاراً تتوزع في أرجاء الدولة· وفي الصين أيضاً، هناك حاجة شديدة للطيارين المتخصصين بقيادة مختلف أنواع الطائرات، من الصغيرة إلى المتوسطة والكبيرة، ومن طائرات الهيلوكوبتر إلى النفاثات التجارية العملاقة· وهذه المشكلة تتفاقم يوماً بعد يوم بسبب السرعة الكبيرة للنمو التجاري والصناعي المسجّلة هناك والتي تجعل مسايرة هذا التطور من حيث تأمين البنية التحتية الكفؤة للنقل الجوي أمراً معقداً وينطوي على الكثير من الصعوبة· ويقول يانج جي أن الصين تحتاج إلى نحو 1000 طيار متخصص بقيادة الطائرات الصغيرة والمتوسطة· ونظراً للنقص الكبير في عدد معاهد ومدارس تخريج الطيارين والذي يبلغ 13 معهداً فقط، فإن حل هذه المشكلة يتطلب إعادة النظر في تركيب البنية التحتية لقطاع الطيران برمته· ويتوقع خبراء آخرون أن يواجه قطاع الطيران التجاري في الصين حالة من التضخّم والتوسع لم يسجل نظير لها في التاريخ؛ حيث يقدر عدد ما سوف تمتلكه الصين من الطائرات التجارية في عام 2020 بأكثر من 10 آلاف طائرة فيما سيتضاعف عدد ساعات الطيران المخصص لنقل الركاب في عام 2015 إلى ثلاثة أضعاف ما كان عليه عام 2005 حتى يصل إلى 260 ألف ساعة طيران سنوياً· وبالطبع، لم تكن الحكومة الصينية غافلة أبداً عن ضرورة مواجهة هذه المستحقات حيث وضعت المشاريع المتعلقة بتطوير البنى التحتية لقطاع الطيران المدني على رأس سلم الأولويات في الخطة التنموية الخمسية الحادية عشرة التي تمتد بين عامي 2006 و·2010 وتوقعت الهيئة أن ينمو هذا القطاع بسرعة مساوية لسرعة نمو الاقتصاد الصيني ذاته والبالغة 10% سنوياً· ويضاف إلى كل ذلك أن الحكومة الصينية تخطو الآن خطوات طموحة لتأسيس قاعدة صناعية ضخمة لبناء الطائرات التجارية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة لتصبح منافساً جديداً للشركتين العملاقتين بوينج وإيرباص؛ ويحدوها إلى ذلك اتساع سوقها المحلية فضلاً عن الانخفاض الكبير في أجور الأيدي العاملة الذي يضمن لها تحقيق قدرة تنافسية عالية في الأسواق العالمية للطائرات التجارية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©