الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إجلاء أول دفعة من المدنيين المحاصرين في حمص

إجلاء أول دفعة من المدنيين المحاصرين في حمص
8 فبراير 2014 14:15
عواصم (وكالات) - انطلقت أمس عملية إجلاء المدنيين المحاصرين في أحياء حمص القديمة منذ أكثر من 600 يوم، بموجب اتفاق هدنة بين الأمم المتحدة وسلطات دمشق، بخروج حافلتين أقلتا 35 شخصاً أغلبهم أطفال ونساء وكبار سن، وسط حراسة مشددة فرضتها القوات النظامية على المركبتين مانعة الصحفيين من الاقتراب، فيما أكدت موسكو أن وقف إطلاق النار سيستمر لمدة 3 أيام للسماح بدخول مساعدات إنسانية لمن يختار البقاء داخل المنطقة المنكوبة. من جهتها، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الهلال الأحمر السوري نشر سيارات إسعاف عند نقاط وصول من يتم اجلاؤهم وأنه نقل أحد المرضى لتلقي العلاج في الدفعة الأولى التي تضم 200 شخص، في حين أكدت اليزابيث بيرس المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي أن قافلة المساعدات الإنسانية ستدخل المدينة القديمة اليوم، مبينة أن من يتم إجلاؤهم يزودون بالأغذية عالية السعرات. وفي تطور متصل، أعربت موسكو عن أملها في أن يسهم اتفاق الهدنة المؤقت في حمص بخلق ظروف ملائمة للجولة الثانية من محادثات السلام السورية المقرر استئنافها بجنيف بعد غد. من ناحيته، أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس، أن حكومة دمشق قررت المشاركة في الجولة الثانية من محادثات «جنيف- 2»، بحسب ما نقل التلفزيون السوري الرسمي قائلاً إن الوفد الحكومي «يؤكد على متابعة الجهود التي بذلها في الجولة الأولى من أعمال مؤتمر السلام، بالتشديد على مناقشة بيان جنيف الأول بنداً بنداً وبالتسلسل الذي ورد في هذا البيان». ووصلت أول حافلة تقل 11 ممن تم إجلاؤهم، برفقة مسؤولي الهلال الأحمر السوري إلى نقطة تجمع خارج حمص تفصل بين الطرفين المتقاتلين، بينما وقف جنود نظاميون على مقربة يرافقهم أفراد من الأمم المتحدة. وبحسب توقعات الهلال الأحمر، فمن المفترض أن يكون قد تم إجلاء 200 شخص أمس، من مجموع 2500 شخص تحت الحصار منذ أكثر من عام ويعانون الجوع وسوء التغذية والأمراض الأخرى. وقال مصور لفرانس برس إنه رأى بعيد الساعة الثانية بعد الظهر بالتوقيت المحلي، قرابة 12 شخصاً على متن حافلة بيضاء اللون خرجت منطقة جورة الشياح المنكوبة في حمص القديمة باتجاه منطقة الميماس، وأحاط بها جنود سوريون حالوا دون اقتراب الصحفيين والمصورين منها. من جهته، أفاد التلفزيون الرسمي السوري بخروج 35 مدنياً من حمص القديمة أغلبهم أطفال ونساء وكبار السن، على متن حافلتين، مشيراً إلى أن هؤلاء «كان يستخدمهم (الإرهابيون) دروعاً بشرية»، بحسب وصف النظام ووسائل الإعلام الرسمية لمقاتلي المعارضة. وأظهرت صور بثتها تليفزيونات محلية عمال إغاثة يساعدون مسنين على المشي، وقد وضعوا على أكتافهم أغطية من الصوف. وبدا التعب والوهن على وجوههم. كما أظهرت اللقطات امرأة مسنة ممدة داخل سيارة إسعاف، في حين يقوم متطوعو الهلال الأحمر بمساعدتها. وظهرت على الأقل ثلاث نساء ينظرن عبر نوافذ حافلة تحمل الرقم 2. كما بدا في المكان عاملون في برنامج الأمم المتحدة للأغذية يرتدون سترات واقية من الرصاص زرقاء اللون، إضافة إلى سيارة بيضاء رباعية الدفع عليها شعار المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. ودخلت حافلات نقل وسيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر منذ صباح أمس، إلى أحياء حمص القديمة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وتحاصرها قوات وميليشيات النظام. وأعلن محافظ حمص طلال البرازي صباحاً أن المدنيين سيبدأون بالخروج، على أن يتم إدخال المساعدات بدءاً من اليوم. وأوضح البرازي أن الأشخاص الذين سيسمح لهم بالخروج من الحصار هم الأطفال دون الخامسة عشرة، والرجال الذين تجاوزوا الخامسة والخمسين، إضافة إلى النساء. وأشار إلى أنه بحسب «ما نقل إلينا من الأمم المتحدة، فإن العدد المتوقع كان الخميس 200 أو أكثر بقليل»، قائلاً إن السلطات مستعدة «لاستقبال أي عدد، وإذا رغب المدنيون الموجودون بالداخل أن يخرجوا جميعاً، فأهلاً وسهلاً». وكانت الأمم المتحدة أعلنت أمس الأول، توصلها لاتفاق مع دمشق، بهدف تأمين إجلاء آمن لسكان الأحياء المحاصرة في حمص وإدخال المساعدات إليها. ويقضي الاتفاق بأن يغادر كل الأطفال والنساء والرجال الذين تزيد أعمارهم على 55 عاماً والجرحى منطقة الأعمال القتالية. وقال محافظ حمص إن مراكز استقبال أنشئت لاستقبال وعلاج من سيغادرون المدينة القديمة الذين سيكون لهم حرية التوجه أينما شاؤوا. ونقلت وزارة الخارجية الروسية عن نظيرتها السورية أن كل النازحين سيقيمون في المراكز السكنية المؤقتة وسيتم تزويدهم بالمواد الغذائية والمساعدة الطبية. أما السكان الذين سيبقون في المدينة فترسل إليهم المساعدات الإنسانية. وبرأي موسكو، يسمح ذلك بالتحدث عن حل إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في سوريا، والتي تمت مناقشتها في الجولة الأولى من محادثات السلام في جنيف التي جرت بين 24-31 يناير الماضي. وكان دخول المساعدات الإنسانية لحمص أول بند في جدول أعمال المحادثات على أمل أن تنال توافقاً نسبياً، يمكن أن يعطي قوة دفع للمحادثات لدى التطرق إلى الخلاف السياسي الصعب بين الأسد وخصومه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©