السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الهاشمي مستعد للمثول أمام قضاء كردستان

الهاشمي مستعد للمثول أمام قضاء كردستان
21 ديسمبر 2011 02:07
أعلن نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي القيادي في القائمة العراقية والمتهم بقضايا “إرهاب” أمس، إنه مستعد للمثول أمام القضاء في إقليم كردستان الشمالي، في وقت دعا قادة العراق إلى عقد مؤتمر موسع لبحث الأزمة السياسية المتفاقمة. واتهم زعيم القائمة العراقية أياد علاوي رئيس الحكومة نوري المالكي بتقويض الديمقراطية وتقسيم البلاد طائفيا، وسط تهديد الأخير بالاستقالة إذا لم يسحب مجلس النواب العراقي الثقة عن نائبه صالح المطلك القيادي في العراقية أيضا، والذي اتهم المالكي بـ”الانفراد بالسلطة”. وقال الهاشمي في مؤتمر صحفي في أربيل “اقترح تحويل القضية إلى إقليم كردستان، وعلى هذا الأساس أنا مستعد للمثول أمام القضاء”. وطالب بأن “يحضر التحقيق والاستجواب ممثلون عن الجامعة العربية ومحامون عرب لضمان التحقيق”. وعرضت قناة “العراقية” الحكومية ما قالت إنه “اعترافات لأفراد حماية الهاشمي” بشأن ارتكاب “أعمال إرهابية”، قالوا إنها كانت بتكليف منه وأحد مساعديه الكبار. لكن الهاشمي نفى التهم الموجهة إليه، وقال إن “القضية سياسية” وأن الاعترافات التي جرى بثها “باطلة”. وقال إن “مكتبي دُوهم عصراً واحتجزت الحمايات وأخذت منهم الباجات وسحبت منهم الأسلحة وتم تدقيق الأسماء والهويات ودخلت قوة عسكرية إلى المكتب وكسرت الأبواب واختطفت الحواسيب وأوراق لا أعلم ما هي، كما دوهم منزلي أيضا من قبل قوة صادرت جميع الحواسيب أيضا”. وقال إن “هناك أجندة سياسية وراء تلك الاعترافات”، مؤكدا أن “جهات خارجية طلبت مني مواقف سياسية محددة خلال الأيام الثلاثة الماضية وأن أخرج على الملأ وأعلنها وإلا ستبث هذه الاعترافات، وقد رفضت هذا كله”. وأضاف الهاشمي أن “لديه معلومات عن الدول التي حركت هذه الملفات ضده”. وقال “لدي اعتراضات على التحقيق الابتدائي الذي جرى من قبل لواء بغداد أو الشرطة الاتحادية أو استخبارات الدفاع”. وشكك بـ”الاعترافات”، مؤكدا أنه “باق في العراق وإذا غادرته فلفترة قصيرة وسأعود إلى منصبي عندما يعود الوضع الطبيعي لمنزلي وحماياتي”، مبينا أنه “طعن في التحقيق الابتدائي”. ووسط تحذيرات من احتمال “انهيار العملية السياسية”، اتهم علاوي المالكي بتقويض الديمقراطية وتقسيم البلاد طائفيا واستهداف القائمة العراقية التي يتزعمها لتصفية حسابات سياسية. وقال في مقابلة صحفية “أمام الشعب كله ومن العالم بأسره، تغتصب الديمقراطية في العراق ويجري تقويضها تماما الآن، ونخشى أن يؤدي هذا إلى تصاعد الطائفية مجددا ومزيد من إراقة الدماء، خصوصا والمنطقة كلها تشهد غليانا الآن”. وتابع “منزل الهاشمي تعرض ولا يزال لمداهمات من قبل قوات لا نعرف ماهيتها دونما احترام لهيكل الحكومة، إنهم يوجهون اتهامات لبعض مساعديه ولكن ليس له، نحن مندهشون تماما لما يحدث ولموجة الاعتقالات والترهيب المتزايدة التي تتواصل في البلاد على نطاق واسع”. واتهم علاوي أيضا إيران بالتدخل بمساعدة المالكي قائلا إن انسحاب القوات الأميركية أدى إلى مزيد من التدخل الإيراني في شؤون العراق. وقال “قطعا إيران تحاول ملء الفراغ، إنهم سعداء بانسحاب الأميركيين ويريدون ملء الفراغ ومساعدة حكومة العراق، وهذا غير مقبول بالنسبة لنا وبالنسبة للشعب العراقي، لا نريد تدخلا من جيراننا”. وطالب الائتلاف الذي يتزعمه المالكي باختيار بديل له لإدارة البلد حتى إجراء انتخابات جديدة. ودفعت الأزمة المتفاقمة المالكي إلى الدعوة لعقد مؤتمر للقادة السياسيين، ملوحا بالاستقالة. وقال علي الموسوي المستشار الإعلامي للمالكي إن الأخير “يدعو لعقد مؤتمر لرؤساء الكتل والزعماء السياسيين لبحث القضايا المختلفة وتوضيح الخلل الأمني والسياسي، والدستور سيكون المرجع الوحيد للحل”. وتحدث الموسوي عن محاولات من قبل بعض الكتل السياسية للتوسط لإنهاء “أزمة الهاشمي”، لكنه أكد أن المالكي “لن يساوم على دماء العراقيين”. وذكر أن “نصف وزراء العراقية شاركوا في اجتماع مجلس الوزراء” أمس رغم إعلان القائمة مقاطعة جلسات الحكومة، مضيفا أن المطلك لم يشارك. وأشار إلى أن النائبة عن العراقية ميسون الدملوجي التي قالت أمس الأول في مقابلات تلفزيونية إن مقربين من المالكي قاموا بأعمال قتل، “يجب أن تخضع للمساءلة القانونية لأنها تسترت على هذه المعلومات”. وفي شأن متصل قال هيثم الجبوري عضو ائتلاف دولة القانون التي يرأسها المالكي إن الأخير سيستقيل من رئاسة الحكومة إذا لم يصوت البرلمان بحجب الثقة عن المطلك. وأضاف لصحيفة “المدى” أمس أن “المالكي أكد لبعض أعضاء دولة القانون أنه سيستقيل خلال يومين ما لم يصوت البرلمان على رفع الثقة عن المطلك”. وذكر الجبوري أن “رئيس البرلمان أسامة النجيفي مارس ضغوطا على النواب كي لاتنعقد الجلسة، لأننا كنا نعتزم طرح طلب المالكي لرفع الثقة، لكن النصاب لم يكتمل بسبب تدخل بعض الجهات”. ووصف رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي عرض اعترافات بعض أفراد حماية الهاشمي، بأنها “تهدف إلى إشاعة الريب والظنون وطبع بصمات للخطاب الطائفي وترويجه”. ودعا إلى عقد “مؤتمر وطني عام فيما تتعرض العملية السياسية إلى هزات عنيفة وصدمات خطيرة ليست محمودة العواقب”. وتحدث عن “أيام عصيبة من تاريخ العراق”، محذرا من استمرار “الخطاب الطائفي وترويجه”. وكان النجيفي بحث أمس مع السفير الأميركي جيمس جيفري وممثل الأمين العام للجامعة العربية ناجي شلغم والقائم بالأعمال البريطاني بيتر بوكسر التطورات السياسية والأوضاع الأمنية في العراق. وأعلن الرئيس العراقي جلال طالباني في بيان نشره موقع الرئاسة أن التطورات المتسارعة في البلد وبينها مذكرة التوقيف بحق الهاشمي جرت “من دون التشاور” معه. ودعا إلى “توفير بيئة مناسبة للعمل السياسي لضمان عدم تعريض البلد إلى أضرار جانبية، ودعا الأطراف السياسية إلى “ممارسة أقصى درجات الانضباط في التعامل مع قضية الهاشمي”. كما حذر رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني من “انهيار” العملية السياسية، داعيا الى عقد “مؤتمر وطني عاجل”. وأعلنت قيادة عمليات بغداد أمس أن القوات الأمنية “ملزمة” بتنفيذ أمر اعتقال الهاشمي، في جميع المناطق.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©