الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الأسر المتضررة: الإعصار يدعونا إلى إعادة النظر في اختيار المناطق السكنية

11 يونيو 2007 01:43
الساحل الشرقي- ياسين سالم: برغم من انقشاع رعب إعصار ''جونو'' وعودة الحياة بشكل تدريجي الى طبيعتها إلا أن القلق والخوف لا يزالان يراودان الأسرة التي تضررت من الإعصار باتجاه الفنادق والشقق خاصة أهالي منطقة سهيلة والتي كما يبدو أن اسمها يختلف عن واقع موقعها الذي وصفوه بالخطير نظراً لانخفاضها عن سطح الماء بشكل يجعل سكانها بحالة رعب وقلق على مدار أيام السنة، بالاضافة الى مأساة بعض الأسر التي تتكدس في منزل واحد كما هو حال علي بن حمود اليماحي والذي انتقل قبيل الإعصار إلى دبي ثم اتجه الى عجمان حتى استقر به الأمر أخيراً في إحدى الشقق المفروشة بالفجيرة· ويضيف اليماحي أنه يعول أسرة مكونة من 21 فردا بالاضافة الى 3 من أبنائه المتزوجين والذين يقيمون معه في بيت واحد مكون من أربعة غرف ويطالب بايجاد مساكن لأبنائه المتزوجين حتى يتمكن أفراد الأسرة من العيش براحة بعيدة عن القلق والإحراج· مضيفاً أن وضع الأسر بعد العودة الى المنزل سوف يزداد صعوبة نظراً للأضرار الكبيرة التي خلفها الإعصار لاسيما وأن المنزل يعاني في الأصل من تصدعات وشقوق وضيق في المساحة· ويأمل اليماحي أن يتم البحث عن حلول جذرية لمشكلة الاسكان واختيار المواقع البعيدة عن السواحل حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي· ويؤكد في السياق نفسه ابنه ابراهيم الذي وصل به اليأس الى طلاق زوجته - كما يقول - نظراً لظروف العائلة الصعبة في ظل تكدس الأسرة في بيت واحد· وقال: هذه فرصة مواتية للنظر في أحوال المساكن والأسر وكيف يمكن أن نخطط للمستقبل موضحاً أنه يعيل أسرة مكونة من 7 أفراد ولا يملك الى اليوم بيتا يأويه مع أفراد أسرته وأن الوضع يزداد صعوبة بعد العودة الى المنزل، فبالاضافة الى عدد أفراد الأسرة الكبير الذي يسكن في بيت الوالد أصبح من الصعب توفير سبل الراحة والطمأنينة مع وجود منطقة سهيلة في مواجهة الخطر· وقال علي حسن جمال وهو من سكان سهيلة ويقيم مع أسرته في إحدى شقق الفجيرة انه تم توفير الاحتياجات اللازمة للمقيمين في هذه الشقق إلا أن الوضع أكبر من الإقامة في شقق فندقية لمدة أسبوع أو أسبوعين، فالإعصار كشف عيوب كبيرة في عمليات التخطيط واختيار المواقع الأفضل لإقامة المشاريع وقال إن منطقة سهيلة في كلباء من المناطق المنخفضة جداً وهي معرضة في أي لحظة لزحف المياه والغرق مطالباً باعادة النظر بالمشاريع التي سيتم تنفيذها خلال الفترة القادمة حتى لا تقع مرة أخرى بمثل هذه الأخطاء الفادحة· فالدولة تنفق مئات الملايين من الدراهم على مشاريع الإسكان والطرق والمرافق العامة ويجب أن يتم دراسة مواقع هذه المشاريع في كل الجهات وأخذ كافة الاحتمالات بالحسبان· وقال إن سهيلة قد تعرضت قبل 9 سنوات لزحف مياه البحر وهذا الأمر أثر على أساسات المنازل وألحق أضرارا جسيمة بالخرسانة الأمر الذي يعني أن الخسائر اليوم تتضاعف وحسب التقديرات أنها تتراوح ما بين 155 ألفا الى 300 ألف درهم لكل بيت، وحسب حجم أضرار كل بيت كما وجه علي جمال لوماً شديداً الى الجهات التي قللت من مخاطر الاعصار في البداية، وقال إن الجانب التوعوي كان أقل من المستوى المطلوب ومن المفترض أن يتم التعامل مع الحدث بوعي أكثر حتى يكون الناس على أهبة الاستعداد لمواجهة مثل هذه الظروف وكيفية التعامل معها، وهذا للأسف لم يحصل وتم التحذير بعد فوات الأوان·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©