اتخذت رويال دتش شل مؤخراً قراراً بعدم بناء محطة كبرى لتحويل الغاز إلى سوائل على ساحل الخليج الأميركي، الأمر الذي أثار تساؤلات عن مستقبل هذه التقنية المفيدة، ولكن باهظة التكلفة.
وأمضت شل أكبر شركة نفط في أوروبا من حيث القيمة السوقية، عقوداً في تطوير هذه التقنية التي تحول الغاز الطبيعي إلى محروقات مثل الديزل ووقود الطائرات.
وتتسم هذه العملية بالصعوبة وارتفاع التكلفة غير أنها تتميز بإنتاجها محروقات خالية من بعض الملوثات، بما يشمل الكبريت.
وتباع هذه المحروقات بأسعار مرتبطة بأسعار النفط التي تزيد حالياً كثيراً على أسعار الغاز الطبيعي في أميركا الشمالية.
يذكر أن شل وشركات أخرى قامت ببناء خمس محطات تحويل غاز إلى سائل خلال العقود القليلة الماضية في قطر ونيجيريا وماليزيا وجنوب أفريقيا، غير أنه من المشكوك فيه الآن ما إن كان هناك مجال لبناء المزيد من تلك المحطات، وهو ما كانت شل والشركات الأخرى تأمل فيه.
دأبت شل لسنتين كحد أدنى على دراسة إمكانية بناء محطة تحويل غاز إلى سائل للاستفادة من الغاز الصخري الرخيص في الولايات المتحدة، غير أن الشركة قالت مؤخراً إنها لن تمضي قدماً في بناء محطة في أميركا الشمالية بسبب ارتفاع التكاليف.
وقال بيتر فوسر الرئيس التنفيذي لشركة شل: «نحن أمامنا خيارات صعبة في أميركا الشمالية، ذلك رغم أنها أكثر الفرص جذباً في محفظتنا العالمية، إلا أن الأمر يتطلب تكاليف باهظة»، وقالت شل إن تكاليف محطة بذلك الحجم يمكن أن تكلف الشركة ما يزيد على 20 مليار دولار.
وقال فاضل غيث المحلل في اوبنهايمر في نيويورك: «للحصول على أيدي عاملة ماهرة لتنفيذ المشروع سيتطلب الأمر تكلفة زائدة».
ويشكل القرار على ما يبدو ضربة لطموحات شل في مجال تقنية الغاز الطبيعي، وفي الولايات المتحدة التي تعد شل أحد كبار المستثمرين فيها.
وقد يكون القرار أيضاً نذيراً بنمو صناعات النفط والبتروكيماويات بالولايات المتحدة على نحو بالغ السرعة، ما قد يترتب عليه من تضخم محتمل.
ولتحقيق جدوى اقتصادية، تتطلب محطة تحويل غاز إلى سائل أن يكون سعر الغاز أقل كثيراً من سعر النفط، ولذلك أشار بيان شل إلى عدم اليقين مما إن كان فارق السعر الراهن سيدوم في الأجل الطويل.
يذكر أن شل تقوم بتشغيل محطة تحويل غاز إلى سوائل في ماليزيا منذ عام 1993، كما انتهت مؤخراً من بناء أكبر مصنع تحويل غاز إلى سوائل في العالم في دولة قطر يسمى مصنع «لؤلؤة» ينتج 140 ألف برميل سوائل يومياً، وقد تكلف مصنع لؤلؤة حوالي 19 مليار دولار، وبذلك فهو يعد من ضمن أضخم المشاريع تكلفة في صناعة النفط. وقالت شل إن مصنعاً مماثلاً بالولايات المتحدة يمكن أن يتكلف أكثر من ذلك، وكانت الشركة قد بحثت عن أماكن مختلفة بالولايات المتحدة لبناء ذلك المشروع، وقبل اتخاذ قرارها الأخير بعدم بناء المشروع، كانت قد اختارت منطقة اسنشن باريش القريبة من ساحل خليج لويزيانا.
عن «انترناشيونال نيويورك تايمز»
عدد اليوم
