السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«وثبة» إلى العالمية في انطلاقة مهرجان الشيخ زايد التراثي

«وثبة» إلى العالمية في انطلاقة مهرجان الشيخ زايد التراثي
10 ديسمبر 2012
مجدداً تطل علينا أبوظبي بواحد من أضخم المهرجانات والفعاليات التراثية التي تشهدها المنطقة، ممثلة في مهرجان المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التراثي الذي انطلق يوم أمس الأول وتستمر فعالياته على مدار خمسة أيام في منطقة الوثبة الواقعة على مسافة تستغرق نحو نصف ساعة من العاصمة الإماراتية، المهرجان الذي شهده الآلاف من أبناء الإمارات والمقيمين. حرص الجميع على مشاركة أهل الإمارات عرسهم التراثي الذي أخذ صبغة عالمية، لفرط التفاعل الحيل بين جموع الحضور وإعجابهم بالموروث التراثي الإماراتي، فضلاً عن العروض الفولكلورية للموسيقا والعروض الفنية المقدمة الشعوب الصديقة في قارات العالم، التي عرضت في ساحة الاحتفال، في حالة امتزاج وتماه فني فريد مع مكونات التراث الإماراتي من عروض اليولة والرزفة والأهازيج الجميلة المستمدة من تراث الآباء والأجداد، التي نالت إعجاب وتقدير الجمهور. شعارات المهرجان عقب خروجك من أبوظبي وتحديداً لدى وصولك إلى منطقة بني ياس تأخذك أعلام ولوحات إرشادية وضعت على جانب الطريق حتى وجهة الحدث التراثي الأبرز لهذا العام والمعروف باسم مهرجان الشيخ زايد التراثي، حيث تزينت تلك الأعلام واللوحات بشعارات المهرجان تصدرتها صورة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي حمل المهرجان اسمه عرفاناً من القائمين على المهرجان بفضل المغفور له على التراث الإماراتي والعمل على وضع أسس الاحتفاء بالتراث وتعزيز أهميته في نفوس الجميع ووضعه في المكانة اللائقة التي يستحقها. وحفلت ساحة المهرجان بغزارة غيرعادية في الفعاليات والأنشطة المختلفة وإن كان أكثرها استقطاباً لعيون وقلوب الزائرين، المشاهد المميزة للتراث الإماراتي والتي تبارى أبناء الإمارات في إبرازها في أبهى حلة خلال هذا المحفل العالمي ذي النكهة الإماراتية. لدى دخولك إلى ميدان الاحتفالات تجد أجنحة مختلفة لمؤسسات وجهات حكومية ومجتمعية عديدة، يلتحم بها ساحة مخصصة لركوب الجمال والخيل، تكاثر عليها زوار المهرجان على اختلاف أعمارهم وأجناسهم لمعايشة تجربة ركوب الجمال والخيل والتقاط صور تذكارية معها، تخلد ذكرى وجودهم في هذه الحدث واستمتاعهم بفعالياته. عشاق التراث ثم نجد ساحة كبرى ضمت سوقا شعبيا وأجنحة متعددة، منها ما هو مخصص لعرض مستلزمات الصيد والصقارة ورحلات البر، وفي تلك الأجنحة المميزة، التقينا محمد رحّال المسؤول عن الجناح، الذي أوضح أن مشاركته في مهرجان الشيخ زايد التراثي تعتبر إضافة كبيرة له ولكل من يساهم في هذا الحدث التراثي الكبير الذي يتم تنظيمه على أعلى مستوى. وذكر رحّال أنه حرص على المشاركة في المهرجان لأنه يستقطب أعداداً كبيرة من عشاق التراث الإماراتي والرياضات العربية الأصيلة، ومنها الصيد بالصقور وارتياد الصحراء للاستمتاع بهذه الهواية العربية المنشأ والمقام، وقال إن الجناح يحتوي على كافة أغراض الرحلات، والصيد بالأسلحة ومستلزمات الصيد بالصقور. وأكد رحال أن هذه فقط مجرد عينات من الأغراض المستخدمة في الصيد بالصقور وسعرها يختلف تبعاً للخامات المستخدمة في صناعتها، وكذلك يرتفع سعرها إذا كانت صناعة يدوية قياساً إلى سعر تلك المصنوعة بطريقة آلية. من جانبه قال عبد المجيد حسان وهو صاحب ومسؤول أحد الأجنحة المتخصصة في بيع مستلزمات الصقور إنه من واقع خبرته الممتدة لأكثر من عشر سنوات في المجال، فإن مهرجان الشيخ زايد التراثي يعتبر واحداً من أكثر المهرجانات التراثية تميزاً وقدرة على استقطاب كافة شرائح الجمهور عبر الفعاليات الغزيرة التي يوفرها للجميع ومنها منطقة الألعاب المخصصة للأطفال، والمطاعم والأجواء الكرنفالية المبهجة التي تقدم الفنون المحلية المختلفة في قالب جذاب وفي شتاء إماراتي جميل زاد من بهاء الاحتفال وسيكون عنصراً فعالاً في إنجاح المهرجان. إبداع إماراتي الطلبة والطالبات من أبناء الإمارات كان لهم حضورهم اللافت في فعاليات المهرجان، وهو ما تجلى عبر مشاركة طلاب مدرسة الإمارات الوطنية بجناح خاص يعرض لمنتجات ومشغولات تراثية قام بها الطلاب بأنفسهم إلى جانب مجموعة من الابتكارات المفيدة والنافعة للمجتمع، تعكس قدرة أبناء الإمارات علي الإبداع وتحقيق إنجازات جديدة في كافة المجالات، قال الطالب خليفة الرميثي إن الجناح يحوي العديد من الإبداعات المتميزة التي قام بها طلاب المدرسة تعبيراً عن تمسكهم بالهوية واعتزازهم بمكونات التراث الإماراتي. وعن نفسه شارك الرميثي بابتكار جديد يقوم على تشغيل كافة الأجهزة المنزلية باستخدام جهاز الآي باد، وفكرة الابتكار تقوم على إدخال مجموعة من البرامج أعدها الرميثي بنفسه، على جهاز الآي باد وتطبيقها عليه، ومن ثم يبدأ التحكم الآلي عن بعد في كافة الأجهزة الموجودة بالمنزل عبر استخدام الآي باد. وأشار الرميثي إلى أنه سبق وأن فاز بعديد من الجوائز وشهادات التكريم داخل المدرسة تخطى عددها الأربعين، وكلها كانت عن تفوقه في مجالات العلوم والفيزياء، حيث يرى أن مستقبل الإمارات المزدهر لن يكون إلا بحب تلك المواد العلمية والحرص على الاستفادة منها بأقصى قدر بما يفيد وطننا الغالي. دائرة النقل بأبوظبي بوصفها واحدة من الجهات الفاعلة بإيجابية داخل المجتمع الإماراتي وجدت في مهرجان الشيخ زايد التراثي فرصة للمشاركة حرصاً منها على التعريف بخدماتها للجمهور، وفي ذلك تحدث إلى «الاتحاد» وليد محمد العذري و عبد الله الحمادي، مسؤولا الجناح وأوردا أن الوجود في هذه فعالية تراثية حاشدة بحجم مهرجان الشيخ زايد التراثي يعتبر فرصة لأي مؤسسة للتعبير عن دورها في المجتمع والتعريف بالمنافع التي تقدمها لأفراد المجتمع، حيث تقوم الدائرة بتوزيع كتيبات تعريفية وإرشادية بخدمات حافلات مدينة أبوظبي، وشرح خطوط السير داخل أبوظبي والعين والمنطقة الغربية، وكذا تعرفة الركوب لكل رحلة وكيفية استخدام بطاقات الأجرة الأسبوعية والشهرية التي تحقق للمشاركين فيها وفراً مادياً. الصقور والسلوقي وعودة إلى الصقور والسلوقي باعتبارهما جناحي عمليات الصيد والرحلات البرية التي يقوم بها أبناء الإمارات، تحدث صاحب مؤسسة الظفرة للصقور حسن القحطاني قائلاً إن مشاركته في مهرجان الشيخ زايد التراثي، جاءت لعرض الصقور وكلاب الصيد ومستلزمات الرحلات على الجمهور، وبالنسبة للصقور هناك عدة أنواع منها الأحرار والشواهين والتبوع، بالنسبة للأحرار يتميز بالصبر وسرعة الصيد وقدرته على التحمل قياساً إلى غيره من أنواع الصقور، وأسعاره تبدأ من عشرة آلاف وتصل إلى ستين ألف درهم بالنسبة للأنواع العادية، بينما يصل سعر النادر منها إلى المليون درهم في بعض الأحيان، وعمره من عام إلى ثلاثة عشر عاماً. أما الشواهين “جمع شاهين”، فتتميز بالسرعة والحساسية الشديدة التي تطلبها في التعامل، ولذلك تتطلب عناية ورعاية من نوع خاص وسعر الواحد منها يتراوح بين عشرة آلاف إلى ستين ألف درهم، والمتميز منها يصل إلى مائتي ألف درهم. وأورد القحطاني أن التبوع تستخدم في كثير من المباريات التي ينظمها الشباب فيما بينهم ويرصدون جوائز للطائر الأسرع في الوصول لفريسته، وهذه المسابقات تقام في مناطق عديدة في أبوظبي ومنها الوثبة، وسبخة الصرامي الموجودة في الوثبة. لوازم الصيد بالصقور عن الصقور باعتبارها الأداة الرئيسة في عمليات الصيد والقنص التي يمارسها أبناء الإمارات، أوضح محمد رحّال المسؤول عن أحد الأجنحة بالمعرض، أن هناك لوازم كثيرة تتطلبها عمليات الصيد بالصقور ويحرص على اقتنائها هواة الصيد، ومن تلك المستلزمات جهاز تتبع الطيور والذي يكون مع صاحب الطير وسعره يبدأ من ألفين وخمسمائة وحتى العشرين ألف درهم، أما الوكر الذي يجلس عليه الطير ويتراوح سعره من أربعين إلى خمسمائة درهم، المرسل وهو الخيط الذي يربط به الطير إلى الوكر وسعره من خمسة عشر إلى ستين درهماً، الدس “القفاز”، من خمسة وعشرين إلى ثلاثمائة وخمسين درهماً، البرقع الذي يوضع على رأس الطير من خمسة عشر إلى مائة وخمسين درهماً، المخلاة وهي الحقيبة التي يتم وضع أغراض الطير فيها وسعرها من عشرين إلى مائة درهم. عروض مدهشة كرنفال موسيقا الشعوب الصديقة استقطب جماهير غفيرة من الجاليات الأجنبية وجنسيات مختلفة جاءت لمشاركة أهل الإمارات مهرجان الشيخ زايد التراثي، الذي سجل طفرة غير مسبوقة في عالم المهرجانات التراثية في المنطقة، وأقيم الكرنفال على هامش المهرجان واشتمل على عروض لفرق فنية وموسيقية متنوعة قدموا عروضاً مبهرة أدهشت الحضور لفرط ما بها من رشاقة حركية وتناغم موسيقي فريد. وزاد هذه الفعالية جمالاً وبهاء الحضور الجماهيري الكثيف لأبناء الإمارات والوافدين والسياح والمقيمين الذين ملأوا ساحة الاحتفال، مؤكدين على رسائل الحب والسلام التي ترسلها أبوظبي دائماً إلى كافة بقاع الأرض عبر الفعاليات والأحداث المختلفة التي تشهدها أرض الإمارات على مدار العام مؤكدة على المكانة الرفيعة التي تحتلها دولة الإمارات على الصعيد العالمي وما تمثله من منارة إشعاع ثقافي وحضاري فريد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©