الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منقذو السباحة.. أطواق النجاة من حوادث الغرق

منقذو السباحة.. أطواق النجاة من حوادث الغرق
9 يونيو 2007 22:39
فداء طه: مع حضور الصيف وحرارته اللافحة، لا يجد الناس ملجأ ولا مكاناً أجمل من البحر، ففيه يستمتعون ويبتردون ويعيشون لحظات جميلة··· لكن هذه المتعة الرائعة قد تنقلب في لحظة إلى مصيبة أو كارثة إذا ما تعرض أحد أفراد العائلة، خاصة الأطفال، للغرق··· عندها يتبخر كل جمال ويتحول البحر الأزرق الجميل إلى غول ذي أنياب زرقاء تبتلع كل فرح· هنا، تبرز أهمية الدور الذي يلعبه منقذو السباحة المحترفون في إنقاذ الغرقى والحفاظ على أرواحهم، خاصة إذا عرفنا أن حوادث الغرق في الإمارات هي السبب الثاني للوفيات بعد حوادث السيارات، ومعظمها تقع في فصل الصيف· أكثر من نبلاء الدور أكثر من إنساني، والعمل أكثر من نبيل، فالمنقذ يرمي بنفسه في خضم البحر من أجل إنقاذ روح بشرية، وقد أدرك ''فندق ومنتجع ''لو ميريديان العقة'' في الفجيرة، أهمية هؤلاء المنقذين ودورهم، فاستضاف مؤخراً بطولة الإمارات العربية المتحدة الثانية لمنقذي السباحة التي تنافس فيها أكثر من 50 منقذا محترفا من كافة أنحاء الإمارات، وهي بطولة تهدف في الأساس إلى تكريس أهمية الإنقاذ البحري والحفاظ على مستوى لياقة بدنية عالية للمنقذين واختبار قدراتهم على العمل· شملت المسابقة 13 فريق إنقاذ، تكون كل منها من أربعة منقذين، قدموا من أبوظبي، ودبي، والفجيرة، وقاموا بعدة مسابقات للإنقاذ تضمنت مواقف طارئة في أحواض السباحة، وسباقات جري وسباحة لاختبار التحمل واللياقة بالإضافة إلى مسابقات ركوب الأمواج· أعلام التحذير القائمون على المسابقة أكدوا أن عمل منقذي السباحة مهم جدا لاسيما في فصل الصيف، حيث يكثر المصطافون على شواطئ البحر ويكثر السباحون، ومن أجل أداء أفضل وحماية أكبر لمرتادي الشواطئ يجب أن يتحلى المنقذ بلياقة بدنية وسرعة بديهة وفطنة· أما المنقذون فأكدوا على أهمية توعية الناس بأخطار البحر وضرورة العمل بنصائح المنقذ· ورأوا أن هذه التدريبات جيدة ليختبر المنقذ قوته ولياقته البدنية وسرعة ردة فعله، ناهيك عن أنها تحافظ على حالة عالية من اللياقة البدنية والاستعداد فالقاعدة تقول: ''المنقذ الجيد نادرا ما يبتل''· يقول أحمد واعظ منقذ ومدرب سباحة في بلدية دبي: ''نحرص خلال تواجدنا على الشواطئ على توفير الأمن لمرتاديها، ونستخدم الأعلام للتحذير (العلم الأصفر يعني السباحة بحذر، والعلم الأحمر يعني ممنوع السباحة)، فقد علمتنا الخبرة متى يكون البحر خطرا ومتى يكون آمنا· خطورة واستهتار ورغم أنهم يعملون طوال النهار في ظروف جوية قاسية من الحر والرطوبة، إلا أن الصعوبة التي يواجهها المنقذون لا تتوقف عند هذا الحد، فثمة صعوبة أكبر يواجهونها وتتمثل في عدم تجاوب الناس مع نصائحهم بالخروج من البحر عندما يكون خطرا، فمعظمهم يرفض الخروج بحجة أنه يجيد السباحة ناسياً أن البحر خطير وغدار، وأن من أولى قواعد السلامة على الشاطئ أن يمتثل المرء لنصيحة المنقذ لأنها في صالحه· وهذا ما يؤكده حازم عميري، منقذ في بلدية دبي، حيث يقول: ''إن أكبر مشكلة تواجهنا في عملنا هي الأطفال، فالأهالي يحضرون إلى الشواطئ مصطحبين أطفالهم لكنهم لا ينتبهون لهم جيدا، وكثيرا ما نجد أطفالا على الشواطئ وفي البحر وعندما نسألهم عن أهلهم لا يعرفون، ولذلك نقوم بمتابعة الطفل والعناية به أكثر من أهله''· انتبه لطفلك من جانبه يرى يوسف اسماعيل، مدير فريق الإنقاذ على شواطئ ومسابح بلدية دبي، أن ''معظم الناس الذين يأتون إلى الحدائق لا يوجد لديهم وعي كافٍ بمخاطر البحر عليهم وعلى أطفالهم بشكل خاص· وقد حاولنا وضع برنامج لسلامة الأطفال ووزعنا منشورات تقول ''انتبه لطفلك·· ممكن أن يغرق في إنش ماء''، لكن المشكلة ما زالت قائمة، فالأهالي لا ينتبهون لأطفالهم، وكثيرا ما نجد أطفالا تائهين عن أهاليهم ومنهم من يتعرض لحالات غرق وأهله لا يعرفون''· وبالنسبة للسباحة في الشواطئ العامة يضيف قائلا: ''من الخطر السباحة فيها لأنها خالية من فرق الإنقاذ وما يوجد فيها هو دوريات شرطة متعاقبة· وهناك، خاصة في شواطئ الجميرا، تحصل العديد من حالات الفقدان والغرق، ونحن نأمل بأن تصبح البلدية مسؤولة عن كل الشواطئ، كما نطالب بتوعية الناس أكثر حول الغرق لحماية الأطفال''· نصيحة بجمل منذ 14 سنة يعمل ألكسندر باوتيستا منقذاً على شواطئ دبي، وهذه الخبرة الطويلة تسمح له بأن يسدي للأهل ''نصيحة بجمل''، كما يقال، وهي أن ''عليهم مرافقة أطفالهم وأن لا يتركوهم يغيبون عن أعينهم على الشاطئ، حيث تحدث حالات غرق كثيرة للأطفال، وأذكر أن 3 أطفال أخوة لا يعرفون السباحة توغلوا بعيداً في البحر ثم أخذوا يصرخون ويستنجدون فرأيناهم وأسرعنا إلى إنقاذهم، فالبحر مفتوح وخطر جدا ولكن المشكلة أن كثيرا من الناس لا يسمعون النصيحة''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©