السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التربية السليمة حزم ومعايير ثابتة

التربية السليمة حزم ومعايير ثابتة
24 مارس 2016 01:38
خورشيد حرفوش (القاهرة) تلعب التربية البيئية دوراً مهماً من تعليم الطفل وتشكيل شخصيته. ويتحدد سلوك الطفل منذ ولادته بآراء والديه فيما يتعلق بالخطأ والصواب. ويعتاد تدريجياً على تقبل النظام. ومع قيام الأم بتكيف نفسها لتلبية احتياجاته يبدأ هو بتكييف نفسه لتنسجم تصرفاته مع ما تتوقعه منه. وكلما كبر الطفل كلما تعلم كيف يسيطر على مشاعره. ونظرياً يمكن أن يتعلم الطفل الصبر والاستعداد لمشاركة الآخرين في حاجاته الخاصة. ويمكن أيضاً أن يبدأ في فهم معنى السلوك الجيد. ويجب على الوالدين في هذه السنين المبكرة من عمر الطفل أن يكونا صارمين ومتزنين، وأن يتفقا فيما بينهما على معايير محددة للتطبيق. فإذا كان أحد الوالدين متسامحاً، بينما الآخر صارما، فالنتيجة ستكون نشأة طفل مضطرب. يقول الدكتور ياسر الوكيل، أستاذ مساعد الصحة النفسية بكلية التربية، إن الطفل عندما يتصرف الطفل بطريقة غير مقبولة يقول عنه الكبار: إنه «سيئ السلوك». وفي الحقيقة أن مثل هذا الطفل لا يعرف ماذا يفعل. وغالبا يمكن مع قليل من التفهم التوصل إلى نمط مناسب للسلوك والتهذيب، مضيفاً أنه على سبيل المثال تبدأ مشاعر العدوانية بالظهور في مرحلة الطفولة المبكرة. فالطفل لا يستطيع أن يتحكم في مشاعره، لكن يمكن مساعدته تدريجياً حتى يتعلم أن والديه يتوقعان منه ألا يعبر عن مشاعره بأساليب سلوك غير مقبولة، ويعد لجوء الطفل إلى «العض أو الضرب» وتعرضه إلى نوبات مزاجية، من الأدلة التي تؤكد وجود مشاعر عدائية لديه، لذا يجب معالجتها بطرق تتناسب ومرحلة نموه وتطوره. وللمساعدة في علاج حالته، يقول إنه يمكن إعطاؤه ألعابا تساعده في التنفيس عن العدوانية لديه مثل الأكياس الشبيهة بكيس الملاكمة واللعب التي تحدث حركة وضجة. وإذا كسرها غير متعمد، يجب الامتناع عن معاقبته، وإذا كان هناك ضرورة لمعاقبته فيجب أن تكون العقوبة سريعة ومحددة وغير جسدية. وهكذا يفهم الطفل أنه أخطأ وأن مثل هذا السلوك لن يقابل بالتساهل. الحجة والمنطق في إطار الإجابة على تساؤل إلى أي مدى يمكن أن أذهب في إقناع الطفل بالمنطق؟، يقول الوكيل إن الإجابة تتوقف على عمر الطفل، وطبيعته وعلاقاته الأسرية، فالأطفال قبل بلوغهم سن المدرسة يميلون إلى استعمال كلمة «لا» بكثرة. وفي الوقت نفسه لم يبلغوا بعد عمرا ينفع معه اللجوء إلى الأسباب المنطقية لإقناعهم بشيء ما. ويمكن هنا إعطاء سبب بسيط واحد لتوضيح الأمر الذي يوجه للطفل لتنفيذه، ويجب على الوالدين أن يبينا بوضوح للطفل أن الأوامر يجب أن تطاع، لافتا إلى أن اتباع سياسة حازمة مع الطفل في هذه المرحلة ضروري، لكن في الوقت نفسه يجب ألا نتوقع الكثير منه في مجال الاستجابة. ويتابع أن بعض الآباء والأمهات يعتقد بأنه يمكن إقناع الطفل باتباع الأسلوب الآتي: «لقد حان الوقت لأن تضع لعبتك جانباً وأن تذهب لتستحم». «لماذا؟» «لأن الوقت متأخراً». «لماذا؟» «لأن الظلام حل». «لماذا؟» «لأن الشمس ذهبت لتنام». وهكذا إلى أن يمضى وقت في الجدال في حين كان من الأسهل لو كان أحد الوالدين قد أخذ الطفل إلى الحمام قائلاً له: «إن الاستحمام قد حان» وكفى، موضحاً أن إعطاء تفسيرات كثيرة يؤدي إلى تعقيد الحالات البسيطة. والأهم من ذلك أنها تخلق للوالدين مشاكل من خلال الخضوع لقرارات يتخذها الطفل في حين كان المفروض أن يتم اتخاذ تلك القرارات من جانبهما. دعوة مفتوحة يذكر أن توجيه الوالدين أسئلة لأطفالهم من قبيل «هل تريد أن تأكل؟» بمثابة دعوة مفتوحة لخلق المشاكل. حيث يجب إبلاغ الطفل بوضوح ما يجب أن يفعله أو ما هي الخطوة التي يجب اتباعها. فإذا كانت لديه اعتراضات فسرعان ما يقوم بإظهارها. ومع نمو الطفل وتقدمه في العمر تزداد قدرته على تفهم الأسباب التي توضحت لماذا وجهت له أوامر معينة. ويلفت الوكيل إلى أنه «من الخطأ أن نربي الأطفال كي يطيعوا الأوامر طاعة عمياء، من دون إعطاء فرصة للمناقشة والاستفسار. وسيحترم الطفل والديه إذا شعر أنهما يقدران مشاعره ويحترمان رغباته، والأهم عندما يشعر أنهما مستعدان أحيانا لتغيير بعض الأوامر إذا اكتشف من خلال المناقشة أنه من الأفضل التخلي عنها. ويجب عدم قتل روح المبادرة لدى الطفل لمصلحة تحقيق النظام والتهذيب». ويشير إلى أن الأب أو الأم اللذين يقبلان بالمحاججة بدرجة كبيرة سيواجهان كثيراً من المتاعب. فإذا اكتشف الطفل أنه قادر على التغلب على مقاومة والديه من خلال الجدل، فستكون النتيجة انهيار النظام، وإخفاق التربية. وإذا كان الوالدان مقتنعين بأن الأوامر التي أصدرها صحيحة، فليست هناك حاجة إلى التوضيحات، فالطفل يحتاج إلى توجيه حازم يتطلب غالباً قول كلمة (لا) أو (نعم) بصورة واضحة. ليشعر الطفل بأمان إذا عرف المدى الذي يمكن له أن يذهب إليه في سلوكه، وإذا كان يعي أن هناك قواعد أساسية يجب أن تطبق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©