السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«بيت الأسماك».. صراع للنجاة من خطر الإنسان على البحر

«بيت الأسماك».. صراع للنجاة من خطر الإنسان على البحر
19 ديسمبر 2013 01:05
عصام أبو القاسم (الشارقة)- حظي عرض مسرحية “بيت الأسماك” للكاتبة أمل مشايخ والمخرج ياسر سيف الذي قدم مساء أمس الأول ضمن فعاليات مهرجان الامارات لمسرح الطفل بفيض من الإطراءات من المتحدثين في ندوته التطبيقية التي أدارها المخرج والممثل والكاتب عبدالله صالح. وامتدح الجميع اقتدار المخرج في تشكيل صورة بصرية ثرية بتفاصيلها وألوانها وتكويناتها وكذلك مهارته في ضبط تنقلات الممثلين وحركتهم على كثرة وتعدد مشاهد عرضه الذي لم يزد زمنه على خمسين دقيقة مرت بسرعة ولكن من دون أن تخصم من الجمالية العالية التي أبدعها سيف بمفردات بسيطة ولكنها مشغولة بانتباه وحذق. تناول العرض، الذي جاء باللغة العربية الفصحى، حكاية عائلة من الأسماك، مكونة من “دلافين واخطبوط وقرش وعنبر وهامورة” عانت هذه العائلة لوقت من السلوكيات البشرية الخاطئة التي لوثت البحر بالزيوت والنفط والفضلات وغير ذلك مما تسبب في تعكير صفو المياه، وبالتالي هدد صحة العائلة السمكية ومن هنا كان لا بد من أن تفكر في وسيلة تدرأ عنها هذه المخاطر الدائمة التي يتسبب فيه الإنسان. يبدأ العرض بلوحة استعراضية نتعرف عبرها على الخصائص الشخصية للأنواع السمكية التي تضمها العائلة ويبدو “القرش” منذ البداية مختلفاً عن المجموعة ومخالفاً لها، فهو لا يوافق على الخطة التي درستها المجموعة وتتمثل في بناء بيت في القاع للجوء إليه متى ما لزمت الحاجة، وحين تطلب المجموعة منه مساعدتها في جمع مواد البناء يرفض ويمضي في حاله ولكن المجموعة تصر على الأمر وتتعاون في بناء بيت الحماية وحين يكتمل البناء يعجب القرش ويحفزه على الاستحواذ عليه بيد أنه يخشى إظهار رغبته في امتلاك البيت له وحده حتى لا تجتمع المجموعة على ضربه وطرده. فيبدأ في التفكير في حيلة تمكنه من تحقيق حلمه، وفي ذات يوم تنشغل المجموعة بنظافة المكان من حول البيت فيغافلها القرش ويدخل البيت ويعلن امتلاكه له ويمنع الجميع من الدخول إليه متوعداً أنه سيهد البيت فيما لو حاول أي واحد من المجموعة الاقتراب منه. وتتطور الأحداث إلى أن تستعيد مجموعة الأسماك الصديقة والمتآخية بيتها، أما القرش فتخيّره المجموعة بين أن ينضم إليها ويقوم بما تقوم به أو يقصي نفسه عنها وعن بيتها، فيقبل القرش الشرط الأول ويبدأ في الانسجام مع العائلة! على أن من المهم أن نشير إلى أن هذا الاختزال لحكاية المسرحية قد يبدو مخلا بالنسبة لمن شاهدها أو سيشاهدها مستقبلا، فثمة تفاصيل ومواقف طوت عبرها المؤلفة أمل المشايخ معلومات علمية مهمة حول الأسماك ونوعياتها وعلاقاتها ببعضها البعض وبالبشر وكل ذلك جاء بلغة حوارية بسيطة لم تخل من الفكاهة والظرف ولكن في انضباط وبحس تربوي رصين وهي رعت الخط الدرامي للنص بحيث جاء متصاعدا ومشوقا في معظم لحظاته. ولما كان الموضوع يخلق شكله دائما فلقد جاءت المعالجة الإخراجية التي تولاها ياسر سيف موازية لثراء النص الذي حاز المرتبة الثانية في مسابقة الشارقة للإبداع العربي في وقت سابق. وظف سيف خبرته في الأزياء والتلوين والتشكيل والإضاءة فحوّل الخشبة إلى صورة شديدة الشبه بقاع البحر، كما أظهر تركيزاً عالياً في البعد السمعي للعرض فلقد جاء متوازناً في توزعه على الحوار الحي الملفوظ من الشخصيات والأصوات الغنائية والموسيقية والمؤثرات الصوتية الأخرى ولم يطغ أي عنصر على بقية العناصر بل جاءت جميعها متوالية في تناغم لافت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©