الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد آل محمود: المدرب الناجح يمتلك رؤية واضحة يسعى إلى تحقيقها

أحمد آل محمود: المدرب الناجح يمتلك رؤية واضحة يسعى إلى تحقيقها
19 ديسمبر 2011 20:47
لا تكاد مؤسسة حكومية أو خاصة تستغني عن وجود مدربين ومطورين لبيئة العمل، تتلخص جهودهم في عمل دورات تدريبية ترفع كفاءة العاملين، وتعرفهم بأهداف المؤسسة ورؤيتها وتطلعاتها المستقبلية ودورهم في تحقيقها، إلى جانب البحث عن معوقات العمل وتقديم حلول ناجعة لها ومقترحات ترتقي بأدائها وخدماتها؛ بهذه الكلمات اختصر ضابط التدريب والتطوير أحمد آل محمود دوره في تطوير المؤسسات والأفراد العاملين فيها. تصحيح المسار عن سبب اختياره لمهنة التدريب والتي تعود خبرته فيها إلى 14 سنة، يقول آل محمود (31 سنة) «عندما كنت طالبا في الثانوية راودني حلم بأن أصبح مدرسا، ونتيجة لإرغام والدي لي على دراسة تخصص لا ينسجم مع رغباتي ألا وهو الحاسوب فقد أخفقت وكنت على مشارف الانفصال من الجامعة، ولأن والدي كان يعمل حينها موظفا في أبوظبي حضرت لزيارته باحثا عن عمل، والتحقت بإحدى العيادات التخصصية الصغيرة لأعمل مراسلا فيها، وكنت أقرأ بينما يجلس المراجعون ينتظرون دورهم، فإذا بأحدهم وهو دكتور مواطن متخصص بالتدريب اسمه طارق عبد الله يقول لي مستغربا للمرة الأولى أرى مراسلا يقرأ؛ وهذا الشخص هو الذي صحح مسار حياتي وساعدني على أن أتغير». ويضيف «قام الدكتور طارق بدعوتي إلى مركزه الخاص بالتدريب والتعرف على حياتي وأحلامي بأسئلته وأخضعني لامتحانات سيكولوجية في تحليل قوة الشخصية، واكتشف أن لدي قدرة عالية على الإلقاء والاستدلال، ووضحت له أنني أريد أن أكون معلما لكنه أشار علي بأن أتخصص في التنمية البشرية، وأصبح مدربا فيها حيث يوجد قواسم مشتركة بينها وبين التدريس». ويتابع «لأن هذا التخصص كان في تلك الفترة على نطاق ضيق جدا وأقساطه الجامعية باهظة لا قدرة لي عليها، لجأت للدراسة في الجامعة العربية المفتوحة تخصص تحليل نظم إدارية، إذ أن هذا التخصص يخدم مجال التدريب، ولأنه يتبع لنظام التعليم عن بعد ساعدني ذلك في متابعة عملي في أبوظبي كمراسل لأغطي نفقات دراستي، والتي تولى فيما بعد دكتور طارق تغطيتها لأن العيادة التي كنت أعمل فيها خسرت وأغلقت أبوابها». تدرج وظيفي يشير آل محمود إلى أنه أثناء سنوات دراسته في الجامعة ظل يتردد على دكتور طارق الذي كان يعلمه أسرار مهنة التدريب، ويعده عمليا لها، ويطلب منه أن يحضر دوراته ليتعلم منها ويكلفه بإعداد مواضيع يقدمها أمامه في المركز لمدة ثلاث ساعات متواصلة، وهو يجلس أمامه وينقده ويعلمه. وبعد أن أنهى آل محمود دراسته الجامعية، قاطعا شوطا كبيرا في إعداد نفسه للتدريب انطلق إلى ميدان العمل وتدرج في عدة وظائف لكل منها انعكاساتها على شخصيته. إلى ذلك، يقول «قفزت بفضل العلم من مراسل إلى موظف في بنك أبوظبي الوطني، وكنت مسؤولا عن التدريب ومراقبة أداء الموظفين الجدد، واكتسبت من هذه الوظيفة مهارة قياس أداء العاملين وأساليب التدريب، بعدها بعام ونصف عملت في شركة للاستشارات الإدارية في الشارقة كمحاضر في الموارد البشرية ومن ثم مديرا للموارد البشرية فيها، وهنا اكتسبت خبرات جمة في حل مشاكل الشركات، بعدها بأربع سنوات عملت في مؤسسة الطرق والمواصلات في دبي كضابط تدريب السائقين على خدمة العملاء فأضيفت لي خبرة جديدة في القطاع الحكومي، وبالتزامن مع ذلك استقطبت من شركة التميز والاستشارات الإدارية كمحاضر، وهنا ظهرت للمرة الأولى بعد أن سمح لي دكتور طارق بذلك موضحا أنني صرت جاهزا حيث ألقيت أول محاضرة في أكاديمية الاتصالات». ويوضح آل محمود أنه أثناء عمله في مؤسسة الطرق والمواصلات بدبي عمل محاضرا خاصا في أكاديمية الاتصالات، وقدم عدة محاضرات، وكذلك في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، ومن ثم انتقل إلى مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر ليعمل منفذا لعمليات التدريب، ومما زاد من شهرته هناك معدل الأداء المرتفع للموظفين ونسب الإنجاز العالية بعد دورات التدريب، حتى استقر به المقام مؤخرا في إحدى مؤسسات مدينة العين الحكومية كضابط تدريب وتطوير إلى جانب تعامله مع 50 مركزا تدريبيا حكوميا وخاصا في دبي وأبوظبي والشارقة. مواضيع ومصادر يلفت آل محمود إلى أن أكثر المواضيع التي يطلب منه أن يحاضر فيها هي القيادة ونظام إدارة الأداء، وفن الإلقاء، إلى جانب 13 مساقا آخر يدخل تحتها الإبداع والتخطيط الاستراتيجي، والتخطيط التشغيلي وتحليل الاحتياجات التدريبية. وحول مصدر الإعداد لدوراته، يقول آل محمود إنه كثير القراءة والإطلاع ويعد محاضراته من المراجع المعتمدة في المكتبات، مشبها ذلك بما يفعله طلبة الجامعات في إعدادهم للبحوث العلمية، معتبرا أسلوب البحث العلمي هو الأساس في عمله، ويعرض ما جمعه من بطون الكتب على «شرائح شفافة»، ويضيف إليها أفكاره وخبراته الشخصية، ويفتح بابا للنقاش ليثري المحاضرات ويحدث نوعا من التفاعل مع الفئة المستهدفة منها، كما يعمد إلى الإعداد لألعاب بدنية وذهنية في بداية كل دورة فهي ضرورية لكسر جمود المادة العلمية المقدمة إليهم، ولبث روح البهجة والنشاط وطرد الكسل والخمول، وإحداث نوع من كسر الحواجز بين المشاركين بالدورة ومحاضرهم. ويؤكد آل محمود أن التدريب ليس بالأمر السهل لأنه يتطلب جهدا ووقتا في الإعداد والتجهيز، ويحتاج إلى أسلوب ومهارة في الأداء وقدرة على إقناع الناس ليغيروا من أفكارهم وقناعاتهم نحو الأفضل، فالكثيرون يرفضون التغيير أو يخافون منه أو لا يملكون الصبر عليه. ويعتقد أن ما يميزه عن غيره من المدربين هو مواظبته على القراءة والإطلاع، ووجود رؤية لديه تفيد بأن هدفه تأهيل وتأسيس كل قائد، مشيرا إلى أن القائد هو كل إنسان مستعد لذلك.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©