السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بغداد: دمشق توقع المبادرة العربية اليوم

بغداد: دمشق توقع المبادرة العربية اليوم
19 ديسمبر 2011 10:11
كشف مستشار الأمن القومي العراقي فالح الفياض مساء أمس، أن دمشق ستوقع على بروتوكول نشر المراقبين العرب في مبادرة الجامعة العربية الرامية لوقف سفك دماء المدنيين وأعمال القتل المستمرة في سوريا منذ منتصف مارس الماضي، اليوم بمقر الجامعة العربية في القاهرة، مشيراً إلى أنه ربما يوقع على الخطة مساعد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. جاء ذلك بعد أن أعلن رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في الرياض أمس، عن معلومات تفيد بأن الرئيس السوري بشار الأسد سيوقع الخطة العربية، وذلك بعد أسابيع من العراقيل، فيما أعرب يوسف بن علوي الوزير العماني المكلف الشؤون الخارجية، عن تفاؤله بأن دمشق ستوقع بروتوكول الجامعة الخاص بإرسال مراقبين إلى أراضيها في غضون 24 ساعة. وأعقب هذا التطور الإعلان في وقت سابق عن اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب بعد غد الأربعاء لتدارس كيفية التعامل مع مستجدات الأوضاع في الساحة السورية، بعد أن لوح وزير الخارجية القطري أمس الأول في ختام اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بالملف السوري، بأن الجامعة ستتجه إلى إحالة الأزمة إلى مجلس الأمن إذا لم يتم توقيع بروتوكول بعثة المراقبين العرب. وأشار الفياض إلى أنه جاء إلى مصر من دمشق للقاء أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي والمسؤولين المصريين ووزير الخارجية المصري محمد عمرو. وقال “كل جهودنا هي لمساعدة الشعب السوري للخروج من محنته من خلال حل يقوم على الحوار تحت مظلة الجامعة العربية وضمن مبادرة الجامعة العربية”. وأضاف “إننا طرحنا مبادرة عراقية لتقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة السورية، مستندة إلى رفض التدخل الأجنبي ومنع مقدمات التقسيم والفتنة الطائفية أو الحرب الأهلية في سوريا التي ستنعكس سلباً على كل المنطقة ودعم الشعب السوري من خلال توفير فرص حل وطني، ومن خلال المؤتمرات الوطنية، ومن خلال اتصال بين المعارضة والحكومة تحت المظلة العربية من أجل إنجاز الإصلاح الحتمي الذي يجب أن يحصل في هذه البلاد، لأن حق الشعوب في الحكم وفي ممارسة دورها، حق لا يقبل التنازع. وقال المسؤول العراقي “نحن لا نتفق مع الأجندات التي تريد أن ترحل القضية السورية إلى المحافل الدولية وتضع الشعب السوري تحت مطرقة التدخلات الأجنبية العسكرية وما شابه ذلك”. وأضاف “إننا وجدنا تفهماً من أمين عام الجامعة وأعتقد أنه وصلت أخبار طيبة من دمشق .. وإن شاء الله سيتم التوقيع على البروتوكول الخاص بالمبادرة العربية اليوم الاثنين في الجامعة العربية”، مشيراً إلى أنه ربما يوقع الاتفاق مساعد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. وأضح الفياض “إننا عانينا من الحل الدولي في القضية العراقية ودفعنا ثمناً باهظاً .. لا نريد لبقية الشعوب العربية أن تدفع هذا الثمن لأنه سيورثها مزيداً من المشاكل والخلافات الداخلية”. وحول موقف المعارضة السورية من المبادرة العراقية بعد تأخر النظام السوري في قبول الخطة العربية، قال المسؤول العراقي “نحن لا نزكي طرفاً على الآخر .. نحن منحازون للشعب السوري أولاً .. لكن نعتقد أننا من واجبنا أن نأخذ بيد الحكومة السورية للحل الإيجابي تحت مظلة الجامعة العربية”. وقال إن الجميع تأخروا في أداء استحقاقهم، مضيفاً “إننا تحدثنا مع الحكومة السورية بأن توفر ظروف حل سلمي وحوار وطني، لكن أعتقد أن توقيعهم على البروتوكول العربي خطوة إيجابية ستفتح الطريق أمام حل يقوم على الحوار”. واستطرد “إننا اتصلنا كذلك ببعض الشخصيات في المعارضة السورية ووجدنا لديهم حرصاً على عدم إتاحة الفرصة للتدخل الأجنبي وإنما يتم الحل تحت مظلة الجامعة “. وتابع بقوله “طلبنا من الرئيس الأسد أن يتهيأ لتقديم تنازلات وأعمال بها درجة من الشجاعة حتى يستطيع أن يواكب التغيير”. وزاد بالقول “إن ما يهمنا أن يتجه الأخوة في سوريا حكومة ومعارضة، نحو الاتجاه الإيجابي الذي يوقف أولاً سفك الدماء، وثانياً الدخول في حوار يؤدي إلى تشكيل حكومة شراكة تستطيع أن تدير الإصلاح بآلية وطنية”. وتدعو المبادرة العربية إلى إنهاء إراقة الدماء والإفراج عن السجناء وسحب القوات من المدن وبدء محادثات مع المعارضة وإرسال مراقبين عرب لمتابعة الوضع على الأرض وإتاحة الفرصة لوسائل الإعلام للوقوف على ما يجري ميدانياً. وفي وقت سابق أمس أعلن الفياض، أن وزير خارجية العراق هوشيار زيباري “سينطلق” بالمبادرة العراقية لحل الأزمة السورية قريباً عبر نقل تفاصيل وآليات تطبيق المبادرة إلى الجامعة العربية والأطراف السورية. وقال المسؤول العراقي الذي قاد وفداً عراقياً إلى القاهرة بعد زيارة لدمشق التقى خلالها الرئيس الأسد، إن “المحادثات كانت ناجحة ووجهات النظر متطابقة في دعم المبادرة العراقية”. وأضاف عقب لقائه الأمين العام للجامعة أن “المبادرة العراقية هي عبارة عن جهود موازية لجهود الجامعة من أجل انضاج حل بين أبناء الشعب السوري”. وكان الوفد العراقي قد أعلن أنه أجرى في دمشق “محادثات إيجابية” مع الرئيس الأسد تناولت المبادرة العراقية. وبحسب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، فإن المبادرة العراقية تهدف إلى فتح حوار بين المعارضة والحكومة السورية. وكانت الأمانة العامة للجامعة العربية أعلنت عن توجيه الدعوة للدول العربية لعقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب بعد غد الأربعاء في مقر الأمانة العامة، وذلك بناء على توصية من اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية لتدارس التوصيات التي أعدتها اللجنة الوزارية بالدوحة بشأن كيفية التعامل مع مستجدات الأوضاع على الساحة السورية. وقال السفير محمد زايدي مدير إدارة مجلس الجامعة العربية مستشار الأمين العام للجامعة في تصريح للصحفيين “إن اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية ستعقد اجتماعاً لها أيضاً صباح الأربعاء في مقر الأمانة العامة للنظر في آخر المستجدات على الساحة السورية في ضوء جهود الوساطة التي يقوم بها الجانب العراقي مع الحكومة السورية من أجل إيجاد مخرج للأزمة السورية ورفع توصيات اللجنة في صورتها النهائية إلى الدورة غير العادية لمجلس وزراء الخارجية العرب في وقت لاحق ظهر الأربعاء”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©