الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رحلات البر.. هروب من ضوضاء المدينة واستراحة بين أحضان الطبيعة

رحلات البر.. هروب من ضوضاء المدينة واستراحة بين أحضان الطبيعة
8 ديسمبر 2012
(أبوظبي)- مع نهاية الإجازة الأسبوعية تتجه أنظار الكثير من الأسر نحو المخيمات البرية لقضاء إجازتهم وسط أحضان الطبيعة وبين الجبال الشاهقة وعلى الرمال الناعمة، مفضلين الأجواء الصحراوية الباردة، في جو عائلي يسوده الفرح والمرح، حيث تجد الكثير من الأسر في طلعات البر الهدوء والسكينة البعيدة عن ضوضاء المدينة والروتين الملل. نصب الخيم في البداية أوضح الشاب عبد العزيز خلفان 29 عاماً أنّ فكرة قضاء إجازة نهاية الأسبوع في البر لعدة أيام من ضمن الأولويات، لافتاً أنّها لاقت ترحيباً كبيراً من عائلته الذين يعشقون أجواء البر ويحبون التجمع في الخيم البرية ، الأمر الذي قاده بالإجماع على تحديد المكان واستئجار عدة التخييم . ويقول: للمخيمات البرية نصيب كبير من المتنزهين، حيث تكتظ المناطق البرية الموجودة بالدولة بأعداد كبيرة منهم عزابًا وعوائل، وتمثل أيام العطل فرصة للالتقاء بالأقارب والأصدقاء، كما أن الأجواء في هذا الموسم ساهمت في استقطاب أعداد كبيرة، فتناثرت الخيام في كل مكان مشكلة لمسات جمالية للمناطق البرية. ويعتبر أن نصب الخيام في المناطق البرية شيء يبعث في النفس الراحة ويعتبر فرصة طيبة لقضاء بعض الأوقات الجيدة، ويضيف: نتفق مع مجموعة من الأقارب لنصب خيمة في البر معدة بجميع لوازم «التخييم»، كالطبخ ووسائل الترفيه كالترويح عن النفس باللعب بكرة الطائرة والدومنة، لافتاً إلى أن أجمل ما في تلك الطلعات إنه تنقلب الأدوار، النساء يجلسن في الخيم ويراقبن الأطفال، بينما الرجال يبدون رحلة إعداد الطعام من حيث طبخ الغذاء ونحر الذبيحة للشواء، وتتوزع الأدوار بين الشباب فهناك من ينصب الخيم، ومن يعد المشروبات الساخنة مثل الشاي، وشاي الكرك، والقهوة بالهيل، ومن يوقد النار. إعداد الوجبات بينما سالم الحوسني المنشغل بنصب الخيمة مع أفراد أسرته، يقول عن طلعات البر: مع هذه الأجواء الجميلة وسقوط الأمطار وجريان الأودية نعتزم كل نهاية أسبوع أن نطلع للبر وخاصة الأماكن المشهورة بالدولة مثل عوافي والبداير والورقاء ومزرع، فكل منطقة تمتاز بأجواء تدعو الجميع لقضاء أوقات إجازته وسط الرمال الناعمة والجلوس على العرقوب وامامه شبة النار التي يتدفأ بها من برودة الجو ليلا في البر. يتابع الحوسني وهو يقطع قطع الذبيحة «اللحمى» إلى مجموعة قطع للشواء. ويقول “هذه هي متعة رحلات البر الجميع مثل خلية النحل، بين من يعد الطعام ويقطع البصل ويجهز أسياخ الشواء ومن ينصب الخيمة ومن يشوى الكستناء والفندال والذرة الصفراء، مبتمسا وسط نسمات الهواء الباردة في البر وبين ركوب الأطفال على دراجات البانتشي، واللعب بالرمل، وقيام النساء بمساعدتنا في تجهيز الأكل، تبقى لطلعات البر ميزة مختلفة، حيث يقضى الجميع الليالي في السمر والطبخ والقهوة والشاي بعيدًا عن صخب المدينة، لا سيما إذا كانت هذه الطلعات بعيدة المسافة. ويضيف أحمد راشد الكعبي، موظف، إن من مميزات طلعات البر في مثل هذه الأجواء المعتدلة انه يتغير برنامج يومه بشكل جذري في المخيم، حيث يبدأ غالبا بعد صلاة الفجر بجمع الحطب واشعال النار وتجهيز القهوة وشاي الحليب، وعند الساعة السابعة يتم تناول الفطور الذي يتنوع ما بين اللقيمات وخبر الرقاق والمحلا مع بقية أفراد العائلة، ثم ممارسة رياضة الجري في الهواء الطلق النقي، بعدها تفقد أدوات المطبخ واحتياجات المخيم وتنظيف المكان، ثم تحضير وجبة الغداء التي تضم شواء الدجاج واللحم وإعداد السلطة، يليها العشاء بالتعاون مع شلة المخيم وكل موكل بعمله من نساء ورجال، مؤكدا أنه في كل رحلة الجميع يتقيد بجدول المهام التي وزعت له. ويرى الكعبي بأنّ المخيم فرصة ينتهزها لتعلم إعداد بعض الوجبات والتفنن في طبخها. بدورها تجد سلوى جمعة، متزوجة، أنّ للتخييم عدداً من المميزات منها اجتماع الأصدقاء والأقرباء بشكل يومي وتبادل أطراف الحديث واسترجاع الذكريات الجميلة والمواقف المضحكة والابتعاد عن الأعمال والاجتماعات المجدولة واللقاءات الرسمية. وتضيف وهي تضع معدات التخييم من مفارش وبطانيات “إن النوم في الخيمة ليلا شيء رائع خاصة مع تزامن هطول الامطار، مؤكدة إن الجميع يستمتع بهذه الأجواء الشتوية وسط أفراد الأسرة. وعن دور زوجها في طلعات البر، لفتت إلى أنه يقوم في شي اللحم والدجاج، وتقول: يعدّ اللحم ويبهره ويضعه على الجمر حتى ينضج، كما إنه من كثرة طلعاته للبر أصبح متخصصا وماهرا في إعداد الشاي على الجمر وكذلك إعداد الخبز على الجمر، وخبيرا في إعداد القهوة العربية مع الهيل في الصباح الباكر قبل شروق الشمس حيث الرائحة التي يمكن أن يشمها الشخص من مسافة وهذا أجمل ما يفعله في تلك الطلعات. اختيار المكان وعن التخطيط للرحلة تتفق عائلة فاطمة البلوشي مع بقية أفراد العائلة باختيار المكان المناسب أولا للذهاب إليه، حيث تقول في هذا الشأن: بعد الاتفاق على المكان تخرج مجموعة من الشباب قبلنا مصطحبين معهم الخيم وأدوات الرحلة ما بين الفرش والبطانيات والكراسي، إضافة إلى الكمية التي يستطيعون حملها معهم من أدوات الرحلة، من الملابس والخضراوات والحطب والمواد الغذائية التي توضع في حافظات، ويتم وضعها كلها في القاطرة المخصصة لهذا الغرض، ويتم التنسيق مع الشخص المسؤول لملء الخزان بالماء الصالح للشرب. وتستطرد البلوشي: بعد اختيار المكان المناسب، يقوم الشباب بتركيب الخيم لكل عائلة مع وضع ما بينها من الفواصل، وتقوم مجموعة أخرى من الشباب بالالتحاق بنا مصطحبين معهم ما لم نستطع حمله معنا، ثم يبقى شاب أو أكثر في مكان نصب الخيم بإعداد وترتيب المكان لتأخذ كل عائلة مكانها. وتتابع: مع تجمع أفراد الأسرة يجد الجميع كل المتعة والرفاهية بعيدا عن إزعاجات المدينة، فهذه الطلعات كثيرا ما تساعد على تغيير الجو والترفيه عن النفس بعيدا عن الروتين اليومي الممل الذي اعتاد عليه الجميع من المنزل إلى العمل ومن العمل إلى المنزل.لافتة في الوقت ذاته أنها وعائلتها يجدون سعادتهم في البر خاصة حين يتجول جميع أفراد العائلة صغارا وكبارا بالدراجات النارية بين الخيام وبالقرب من باقي أفراد العائلة، الذين يتنزهون سيرا على أقدامهم في الهواء العليل، مشيرة إلى أن هذه إحدى فوائد المخيم حيث تتاح الفرصة للعائلات للمشي والحركة في الهواء الطلق والتي تعتبر نزهات للكبار وللصغار فهم محرومون منها بداخل المدينة. تأجير الخيم أوضح مبارك سعيد وهو متخصص في تأجير خيم البر انتعاش سوق الطلب على المخيمات وخصوصاً في فصل الشتاء، لافتاً إلى أن اغلب زبائنه من أصحاب العائلات، مشيراً إلى أسعار المخيمات قائلاً: «يختلف سعر الخيم عن الآخر ويتعلق ذلك بعدد الخيام وأحجامها، فهناك خيم للتأجير اليومي أو لعدة أيام ولأسابيع وتبدأ تلك الأسعار من 2000 فما فوق. وعن أكثر طلبات طلعات البر يبقى حطب السمر الأكثر جودة والأعلى سعرا هو المفضل عند الجميع، كما أن الكثير من الشباب يقبل على شراء الفحم لشواء الكستناء والفندال أو الكباب، بالإضافة إلى تنوع المفارش والإضاءة وكل ذلك بسعره. معدات الرحلات لطلعات البر معدات كثيرة لابد كل من ينوي الذهاب إلى البر أن يجلبها معه، يتحدث عباس رحيم، صاحب محل لوازم الرحلات عن أكثر المبيعات طلباً واستهلاكاً: يحتاج هواة البر وأصحاب المخيمات دائماً إلى شراء مفارش البر الخاصة بالنوم وعزبة الطبخ ومنكل القهوة والشاي والكشافات وحزم الحطب، وأدوات التخزين، والفحم، لافتا لنسبة المبيعات في موسم الإجازة والتخييم إن النشاط الاقتصادي للمحل يرتفع بشكل عام في موسم الشتاء حيث يزداد الإقبال على شراء مستلزمات البر وأدواته، مبيناً أن محلات بيع أدوات الرحلات مربحة بدرجة كبيرة وذات عوائد مالية جيدة لكل من يرغب الاستثمار المادي فيها بشرط اكتمال التجهيزات بتوفير جميع الأدوات وتلبية رغبات الزبائن، التي يزداد الطلب علي تلك الأدوات خاصة مع انخفاض درجات الحرارة وزيادة طلعات البر والتخييم وسط الرمال الناعمة والهواء الطلق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©