الجهاز الفني يطالب اللاعبين بتقديم صورة مشرفة لكرة الإمارات

وصلت بعثة منتخبنا الوطني لكرة القدم إلى الرياض فجر أمس، بعد رحلة طويلة وشاقة من كوريا الشمالية، حيث غادر منتخبنا على متن طائرة خاصة بيونج يانج، وذلك عقب مباراة الأبيض وكوريا الشمالية أمس الأول في الجولة السادسة من تصفيات آسيا لنهائيات كأس العالم، والتي خسرها منتخبنا بهدفين مقابل هدف، ويقيم الوفد بفندق ماريوت الرياض برئاسة محمد مطر غراب عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، وذلك بعد أن ترأس البعثة في معسكر الصين ومباراة كوريا الشمالية. ومنح الجهاز الفني راحة للاعبين صباح أمس للنوم والتخلص من تعب السفر، ثم استأنف المنتخب التدريبات في السادسة مساءً بتوقيت السعودية على ملعب إعداد القادة، حيث خصص المدرب التمرين لإزالة التعب وفك العضلات، بالنسبة للعناصر التي شاركت في مباراة أمس الأول وحصة خفيفة بالنسبة للاعبين الذين لم يشاركوا في المباراة، وذلك من أجل الحفاظ على جاهزيتهم استعداداً لمباراة السعودية يوم الأربعاء المقبل. وعلى الرغم من أجواء الحسرة على ضياع حلم التأهل بعد الخسارة الأخيرة أمام كوريا الشمالية، إلا أن الجهازين الفني والإداري حرصا على تحفيز اللاعبين على التركيز في المباراة القوية التي تجمعهم بالمنتخب السعودي بعد 48 ساعة، والعمل على تقديم صورة مشرفة للكرة الإماراتية بغض النظر عن حسابات الفوز والخسارة، لأن سمعة كرتنا تتطلب تقديم الأفضل والحرص على بذل كل ما في وسعهم داخل الملعب. ويذكر أن المنتخب السعودي وصل بدوره فجر أمس إلى الرياض قادماً من إيران على متن طائرة خاصة حيث استأنف تدريباته استعداداً لملاقاة الأبيض ومواصلة الصحوة التي حققها في تصفيات المونديال، خاصة بعد الفوز على إيران في طهران. من ناحية أخرى قدمت الجولة الخامسة للتصفيات الآسيوية لكأس العالم 2010 جملة من الأرقام والاحصائيات التي تكشف بشكل واضح عمق الهوة بين المنتخبات المتنافسة على بطاقات التأهل وبالتحديد دول شرق آسيا التي حافظت على المراكز الأولى في ترتيب المجموعتين، مقابل تواضع مستوى منتخبات دول غرب آسيا وخاصة العربية منها باستناء المنتخب السعودي الذي أحيا أمله بالتقدم إلى المركز الثالث والوصول إلى النقطة السابعة. ومن بين عشـــرة منتــخبات تشارك في التصفيات ظهر منتخبنا الوطني الأضعف على جميع المستويات، مخيباً آمال جماهيره في الظهور بصورة مشرفة، وتأكيد قدرته على مقارعة المنتخبات الكبرى، حيث سجل الأبيض الإماراتي أضعف النتائج من خلال احتلاله المركز الأخير بنقطة «يتيمة» ليكون المنتخب الوحيد الذي لم يتذوق طعم الفوز، والأضعف على مستوى خطي الهجوم والدفاع، مما كشف الفارق الكبير في المستوى والأداء بينه وبين بقية المنافسين، وذلك في إنذار شديد لكرة الإمارات من أجل العمل على تصحيح والوضع مستقبلاً واللحاق ببقية المنتخبات بأسرع وقت ممكن. حلقة جديدة ولم تكن خسارة الأبيض أمام كوريا الشمالية أمس الأول سوى حلقة جديدة في سلسلة الهزائم التي يعيشها منتخبنا في مشاركاته بتصفيات المونديال، حيث تكبد إلى الآن أربع خسائر أمام كوريا الشمالية ذهاباً وإياباً والسعودية في أبوظبي وكوريا الجنوبية في سؤول، وبذلك يكون الأكثر خسارة حتى الآن في المجموعتين، حيث يأتي بعده في المجموعة الثانية المنتخب السعودي بهزيمتين، أما في المجموعة الأولى فنجد ثلاث منتخبات تلقت ثلاث خسائر هي قطر والبحرين وأوزبكستان. وبالإضافة إلى الخسارة نجد أن شباك الأبيض تلقت كذلك أكبر عدد من الأهداف في المجموعة الثانية برصيد 11 هدفاً، بينما جاء المنتخبان السعودي والإيراني كثاني أضعف خط دفاع، علماً أن المنتخب القطري يختلف في مجموعته، فهو أضعف خط دفاع برصيد 12 هدفاً. ويذكر أن الأبيض تلقى خمسة أهداف كاملة على ملعبه أمام كوريا والسعودية وإيران بينما تلقى ستة أهداف في مباراتين فقط خارج ملعبه أمام كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية، ويظهر بذلك ضعف أداء خط الدفاع، والذي شهد تغييرات مستمرة وعدم ثبات على التشكيلة، الأمر الذي جعل الخط الخلفي يتغير من مباراة إلى أخرى وأثر الانسجام على الأداء. الوجوه الشابة كما يذكر أن الاعتماد على وجوه شابة في الدفاع كان له ثمن باهظ في التصفيات، بسبب افتقاد لاعبينا خبرة المواجهات القوية، ولا يمكن تفسير ضعف نتائج منتخبنا خارج أرضه بنقص الخبرة فقط، بل كذلك بسبب ضعف الشخصية وعدم القدرة على اللعب الند للند مع المنافسين بسبب الرهبة. وعلى مستوى الهجوم لم يسجل الأبيض سوى أربعة أهداف فقط في خمس مباريات لعبها بالتصفيات حيث سجل ثلاثة أهداف على أرضه في ثلاث مباريات أي هدف كل لقاء، مما لم يساعده على الفوز بأي مباراة أمام جماهيره، إلى جانب ضعف الخط الأمامي في المواجهات التي خاضها خارج الإمارات والاكتفاء بتسجيل هدف يتيم أمام كوريا الجنوبية. ويأتي بذلك خط هجومنا في المركـــــــز الأخيـــر مقــــارنة ببقية المنتخبات الأخرى في المجموعتين، مما يعكس حالة المعاناة التي يلقاها الجهاز الفني لضم مهاجمين إلى القائمة، حيث لعب منتخبنا أغلب مبارياته بدون مهاجم صريح سواء بسبب إصابة فيصل خليل وابتعاده عن أجواء المنتخب أو لعدم بروز مهاجم جديد في دورينا في ظل سيطرة الأجانب على هذا المركز، وبذلك افتقد الأبيض للمهاجم الذي يساعده على التهديف والوصول إلى شباك المنافسين وتم الاقتصار على الدفع بلاعبي الوسط أصحاب النزعة الهجومية في مختلف المباريات، إلا انهم لم ينجحوا في تعويض حاجة المنتخب لمهاجم صريح وهداف قناص في الخط الأمامي. المركز الأخير وبتــــــواجــــد منــــتـخــــبنا في المركز الأخير بين المنتخبات العشرة المشاركة في تصفيات المونديال بنقطة يتيمة، يكون الأبيض بذلك آخر منتخب معني بالتأهل إلى كأس العالم بجنوب أفريقيا، خاصة أن ثلاث جولات فقط تفصلنا عن نهاية المشوار، وأن بعض المنتخبات وصلت إلى النقطة 11 بعد مرور الجولة الخامسة مثل اليابان في المجموعة الأولى وعشر نقاط مثل كوريا الشمالية في المجموعة الثانية، وبالتالي فإن الفارق أصبح كبيراً للحاق بها، علما وأن أصحاب المركز الثالث المؤهل للمشاركة في الملحق زاد أيضا الفارق بينهم وبيننا، بعد أن وصل المنتخب السعودي إلى النقطة السابعة في مجموعتنا. وبالرغم من انتهاء حلم المنافسة على بطاقة التأهل إلا أن أهداف منتخبنا لم تتوقف لأن اللحاق بالمنتخبات المتطورة يجب أن يبدأ من الآن من خلال البحث عن مستقبل كرة الإمارات ومنح الفرصة للعناصر الشابة القادرة على رفع الراية في المرحلة المقبلة، وبالتالي البدء في تشكيل العمود الفقري لمنتخب قوي يتحسن مستواه بمرور الوقت ويتطور نحو الأفضل ويقدر على مقارعة المنتخبات القوية. ويذكر أيضاً أن تحسين الأرقام في بقية مشوار التصفيات يصب في تحسين صورة الكرة الإماراتية لأن إنهاء المشوار بنقطة واحدة لا يرضي الجماهير والمسؤولين لأن الظروف التي توفرت للاعبينا يجب أن تجسم على مستوى النتائج على الأقل لترك انطباعات جيدة تبشر بمستقبل أفضل للأبيض، ومن المتوقع أن تتغير استراتيجية القائمين على المنتخب الأول بداية من مباراة السعودية حيث ستحمل الأيام المقبلة العديد من المتغيرات إعلاناً عن بدء مرحلة جديدة من العمل. إسماعيل راشد: الوقت غير مناسب للحساب الرياض (الاتحاد) - قال إسماعيل راشد مدير منتخبنا الأول لكرة القدم بعد خسارة الأبيض أمام كوريا الشمالية بهدفين في تصفيات آسيا للمونديال إن الوقت الحالي غير مناسب للحساب، وتقييم المشاركة والتحدث عن السلبيات والعوامل التي لم تساعد على تحقيق أهدافنا في مختلف المباريات التي لعبناها إلى الآن، وذلك بسبب التزام الأبيض بمباريات مهمة وحساسة. وأضاف: إن مشوار تصفيات كأس العالم لم يتنه، وأمامنا مباراة قوية أمام المنتخب السعودي يوم الأربعاء المقبل، وبالتالي لا يوجد وقت للتقييم بل يجب العمل على الحفاظ على تركيزنا والسعي إلى تشريف الكرة الإماراتية. وأكد إسماعيل راشد أيضاً أنه بغض النظر عن حسابات الفوز والخسارة فإن سمعة كرة الإمارات تفرض على اللاعبين بذل كل ما في وسعهم من أجل رفع رايتها عالياً والدفاع عنها بقوة. وأشار أيضاً إلى أن اتحاد الكرة وفر كل الدعم للمنتخب منذ بداية المعسكر الخارجي بالصين حيث أقيمت التحضيرات في ظروف إيجابية ومشجعة، إلا أن النتيجة لم تكن في حجم التوقعات لأسباب مختلفة سيتم مناقشتها في الوقت المناسب، وقال إسماعيل راشد إن عمل الجهاز الإداري يتركز في الفترة القصيرة التي تسبق مباراة السعودية إلى مساعدة اللاعبين على إظهار كل ما عندهم وتقديم المستوى المطلوب منهم. البعثة تشتكي من مخلفات برد كوريا الشمالية الرياض (الاتحاد) - عانت بعثة منتخبنا سواء اللاعبين أو الجهازين الفني والإداري من البرد القارس الذي كان عليه الطقس في كوريا الشمالية، حيث ترك بعض المخلفات الواضحة على عدد كبير من أعضاء الوفد سواء في الأيدي أو الوجوه، من منطلق أن درجة الحرارة لا تتعدى أربع درجات في النهار وتنزل إلى تحت الصفر في الليل. وارتاح اللاعبون بالعودة إلى الخليج والتدريب في مناخ معتدل، معتبرين أن الظروف الطبيعية تعد أحد العوامل التي صعبت من مباراة كوريا الشمالية في بيونج يانج. إصابة محمد قاسم ودخول سيف المستشفى الرياض (الاتحاد) - نقل سيف محمد لاعب منتخبنا الوطني إلى المستشفى أمس بمجرد وصول البعثة من كوريا الشمالية، حيث أصيب اللاعب بنزلة برد تطلبت دخوله المستشفى للخضوع لفحوصات طبية، والاطمئنان على صحته. واطمأن دكتور المنتخب مساء أمس على تحسن حالته واتصل به زملاؤه على أن يعود إلى مقر إقامة البعثة بالرياض اليوم دون المشاركة في التدريبات. كما أجرى الجهاز الطبي فحوصات على أصابع يد محمد قاسم مدافع المنتخب بعد الإصابة التي تعرض لها خلال مباراة كوريا الشمالية، حيث اشتكى من آلام شديدة، بعد اصطدامه بأحد المهاجمين واطمأن الجهاز الطبي على عدم وجود كسر، مما مكنه من المشاركة في التدريبات مع زملائه والاستعداد لمباراة السعودية