السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الغرب يلمح إلى احتمال بقاء الأسد في منصبه

الغرب يلمح إلى احتمال بقاء الأسد في منصبه
18 ديسمبر 2013 18:36
قالت مصادر بالمعارضة السورية ان الدول الغربية نقلت للمعارضة رسالة مفادها ان محادثات السلام التي ستجرى الشهر القادم قد لا تؤدي الى خروج الرئيس بشار الاسد من السلطة وان الاقلية العلوية التي ينتمي اليها ستظل طرفا اساسيا في اي حكومة انتقالية. وأبلغت المصادر رويترز أن الرسالة نقلت الى اعضاء قياديين في الائتلاف الوطني السوري اثناء اجتماع لمجموعة اصدقاء سوريا الاسبوع الماضي في لندن. وأضافت أن سببها هو اتساع نفوذ القاعدة وغيرها من الجماعات المتشددة واستيلائها على معبر حدودي ومستودعات أسلحة تابعة للجيش السوري الحر المعتدل قرب حدود تركيا. وقال عضو كبير بالائتلاف على صلة وثيقة بمسؤولين من السعودية //اوضح اصدقاؤنا الغربيون في لندن أنه لا يمكن السماح بابعاد الاسد الان لاعتقادهم بأن ذلك سيؤدي الى حدوث فوضى وسيطرة الاسلاميين المتشددين على البلاد.// وأضاف عضو الائتلاف مشيرا الى احتمال أن يجري الاسد انتخابات رئاسية عندما تنتهي مدته رسميا العام القادم //البعض حسبما يبدو لا يمانعون حتى في أن يرشح نفسه مجددا العام المقبل متناسين انه استخدم الغاز السام ضد شعبه.// وقال دبلوماسيون واعضاء كبار بالائتلاف ان التحول في اولويات الغرب وخصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا من ابعاد الاسد الى محاربة الاسلاميين المتشددين يسبب انقسامات بين القوى الدولية الداعمة للانتفاضة السورية. ومن شأن مثل هذه التسوية الدبلوماسية بخصوص المرحلة الانتقالية ان تضيق خلافات الغرب مع روسيا التي حالت دون قيام الامم المتحدة بأي تحرك ضد الاسد مثلما حدث عندما رفض الرئيس الامريكي باراك أوباما توجيه ضربات جوية لسوريا في سبتمبر ايلول بعد اتهامه لقوات الاسد باستخدام الغاز السام. لكنها قد توسع اختلاف الرؤى مع حلفاء المعارضة في الشرق الاوسط فيما يخص طريقة التصدي للازمة. ويدور الصراع في سوريا بين الاسد وكثير من العلويين تدعمهم ايران وحلفاؤها الشيعة في جانب وبين مقاتلين سنة تدعمهم تركيا وليبيا ودول الخليج العربية في الجانب الاخر. وخلافا لما حدث في ليبيا عام 2011 استبعد الغرب اي تدخل عسكري في سوريا الامر الذي أفسح المجال لبروز دور الاسلاميين المتشددين بما في ذلك المرتبطون بالقاعدة ليصبحوا أقوى فصيل بين قوى المعارضة وهو ما اثار قلق واشنطن وحلفائها من تحول سوريا الى مركز للجهاد العالمي. لكن السعودية وتركيا تعتقدان ان التصدي للمتشددين لا يأتي في مقدمة الاولويات وتشعر السعودية على وجه الخصوص بالغضب مما تعتبره استرضاء أمريكيا للاسد وايران. ولم توفد الرياض سوى دبلوماسي من مستوى أدنى الى مؤتمر اصدقاء سوريا في لندن. وفي علامة أخرى على الخلاف مع واشنطن قال نشطاء بالمعارضة السورية ان تركيا سمحت بعبور شحنة اسلحة الى الجبهة الاسلامية في سوريا وهي المجموعة التي استولت الاسبوع الماضي على معبر باب الهوى وعلى اسلحة وعتاد ارسله الغرب للمقاتلين غير الاسلاميين. ومن المقرر ان تبدأ محادثات السلام في سويسرا يوم 22 يناير كانون الثاني. ووافق الائتلاف على المشاركة في المحادثات لكنه تمسك بمطلب ابتعاد الاسد عن الساحة فورا. وقال دبلوماسي من الشرق الاوسط ان زعماء المعارضة يجب ان يتبنوا أفكارا //خلاقة// لاسيما فيما يتعلق بقبول المشاركة في ترتيبات خاصة بمرحلة انتقالية يبقى فيها العلويون من أنصار الاسد في مواقع حيوية. وقال الدبلوماسي //حتى يتسنى التوصل الى اتفاق في جنيف يجد قبولا لدى الولايات المتحدة وروسيا سيتعين على المعارضة الموافقة على المشاركة في ادارة انتقالية بها وجود قوي للعلويين... الاسد قد يبقى رئيسا أو لا يبقى لكن سلطاته ستتقلص على الاقل.// وتابع //اذا رفضت المعارضة مثل هذا الاتفاق فستفقد معظم الدول الغربية ولن يبقى في صفها سوى السعودية وتركيا وليبيا.// وقال شخص ثان من المعارضة السورية على صلة بالمسؤولين الامريكيين ان واشنطن وروسيا تعملان فيما يبدو على وضع اطار انتقالي يحتفظ فيه العلويون بدورهم المهيمن في الجيش وأجهزة الامن لضمان عدم انزال العقاب بطائفتهم ولتشكيل جبهة موحدة لمقاومة تنظيم القاعدة مع ألوية المعارضة المعتدلة التي ستوجه لها الدعوة للانضمام الى جيش تعاد هيكلته. وانتقد المعارض السوري المسؤولين الامريكيين والاوروبيين لمواصلتهم الحديث عن عدم وجود دور للاسد في مستقبل سوريا دون ان يوضحوا كيف سينتهي دوره. وقال //حتى اذا تم تهميش الاسد ورأس سني سلطة انتقالية فلن يكون له سلطان لانه لا واشنطن ولا موسكو ترغب في انهاء هيمنة العلويين على الجيش وأجهزة الامن.// وقال مسؤول غربي رفيع ان روسيا والولايات المتحدة تناقشتا حول المسؤولين الحكوميين الذين يمكن الابقاء عليهم في المرحلة الانتقالية لكنهما لم تتفقا على أي برنامج عمل ثابت. وأصدرت 11 دولة معارضة للاسد من الغرب والشرق الاوسط الاسبوع الماضي بيانا يحمل عمليته العسكرية مسؤولية صعود المتشددين الاسلاميين وان كان يطالب المعارضة بالتمسك بقيم الديمقراطية. وقالت مجموعة أصدقاء سوريا في بيان ان الاسلاميين //يقوضون عملية جنيف...ويهددون وحدة الاراضي السورية بالاضافة الى الامن الدولي والاقليمي.// وقال افاق احمد وهو مسؤول سابق في المخابرات السورية تحول الى صفوف المعارضة قبل عامين وعلى اتصال بمسؤولين أمريكيين وروس ان موسكو ترغب ان يقود علوي الجيش في أي عملية انتقالية. وأضاف ان روسيا ليست متمسكة بالاسد لكن الابقاء على الجيش السوري خط أحمر بالنسبة لها لانها تدرك أن العلويين بما لديهم من خبرة في الجيش والامن على مدى خمسة عقود هم أفضل من يقاوم المتشددين الاسلاميين. وأضاف ان الحل السياسي يجب ان يكون تدريجيا ويتضمن قيادة جماعية. وأوضح انه اذا تأكد العلويون من انه لا تهديد لحياتهم وممتلكاتهم فانهم سيقبلون برحيل الاسد والصف الاول من قادته العسكريين. /اعداد حسن عمار ومحمد محمدين للنشرة العربية - تحرير عمر خليل وأمل أبو السعود/
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©