المنطقة الغربية (الاتحاد) - شهدت فعاليات مهرجان الظفرة 2013، التي تقام تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وتستمر حتى 28 من شهر ديسمبر الجاري بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في إمارة أبوظبي، حضوراً جماهيرياً كبيراً من الزوار والمشاركين في المسابقات والفعاليات المختلفة التي حرصت اللجنة العليا المنظمة على توفيرها لخلق جو من المتعة والفائدة للكبار والصغار.
وكانت اللجنة المنظمة أعدّت أكثر من 14 فعالية متنوعة، بالإضافة إلى “مزاينة الظفرة” وهي المسابقة الرئيسية في المهرجان، حيث تميزت هذه الدورة بتطورات ملحوظة على صعيد المشاركة والتنظيم، وبلغ عدد أشواط مزاينة الإبل 70 شوطا تستوعب آلاف المشاركين من الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي.
واعتبر مشاركون في مزاينة الظفرة ان المهرجان يمثل لوحة مشرقة تدفع المشاركين فيه والزوار للإشادة بدعم القيادة وحسن التنظيم والإدارة، لافتين الى اهمية دور لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في استدامة الهوية الوطنية والتراث الإماراتي من خلال الحفاظ على الموروث الشعبي وتشجيع المجتمع المحلي على ممارسته بأشكاله المتعددة.
واستطاع المهرجان خلال دوراته المتعاقبة أن يعرف الآلاف على العادات والتقاليد الموروثة والتي أصبحت نقطة علام واضحة تميز الشعب الإماراتي وذلك بفضل جهود القيادة الحكيمة ورغبتها في الحفاظ على التقاليد الأصيلة لدولة الإمارات وصون التراث العريق باعتباره أحد مقومات استدامة الهوية الوطنية. وكذلك نجح المهرجان في جعل التراث الإماراتي مادة غنية تتناقلها وسائل الإعلام بمختلف أشكالها، بما يشكل فرصة لتقديم التراث العربي الأصيل الذي يعد رافعة قوية لبناء الحاضر واستشراف المستقبل.
وقدم ناصر العوضي المنهالي بداية الشكر الى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والى الفريق اول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على دعمهم واهتمامهم بإحياء التراث سواء في المزاينات أو في سباقات الهجن.
وأضاف: “منذ أسبوعين أو ثلاثة شهدنا مزاينة بينونة واليوم نشهد مهرجان الظفرة في دورته السابعة، هذا العرس الخليجي الذي يستقطب المشاركين والمتابعين من الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، ويحظى بتنظيم يليق بسمعة الإمارات، وهنا نشكر القائمين على هذا المهرجان والتسهيلات التي يقدمونها، حيث يعتبر المهرجان في حالة تطور دائم من أفضل إلى أفضل، لأنه مهرجان متعدد الأغراض ومتنوع الفعاليات، وأراه اليوم بثوب جديد، وهو ليس بغريب على الإمارات وقادتها وهذا بشهادة إخواننا من دول مجلس التعاون الخليجي الذين انبهروا بالمهرجان وفعالياته وتنظيمه خلال الأيام الفائتة”.
ويشير خالد بن طناف المنهالي إلى تمسك أهل هذه المنطقة بتراثهم العريق ويؤكد أن حضورهم لمتابعة فعاليات المهرجان تأتي انطلاقا من تمسكهم بهذا التراث وحبهم له، ومؤكداً أن شيوخ الإمارات يقدمون دعماً غير محدود من خلال دعمهم وتشجيعهم لإقامة مثل هذه المهرجانات، وقال: “فعاليات المهرجان غير أنها تعبر عن التمسك بالتراث والحفاظ عليه وصونه أصبحت - وبالأخص المزاينة ـ لها أهمية اقتصادية وتجارية، فللمهرجان اليوم بعد اقتصادي من خلال عمليات البيع والشراء التي تسبق إقامته وتحدث خلال أيامه، فضلاً عن تنشيط الحركة الاقتصادية في المنطقة عموماً بفضل الحركة السياحية التي ترافق الحدث”.
كما قدم الشكر لأصحاب السمو الشيوخ على إقامة أشواط مخصصة للتسعيرة قبل بضعة أيام وبقيم معروفة، مشيراً إلى أن هذه الأشواط تقدم دعماً كبيراً لأصحاب الإبل وبالأخص أنه تقام لأول مرة مثل هذه المزاينة في دول الخليج، حيث أعطت دافعاً كبيراً للمشاركين وأدت إلى حضور كثيف من المشاركين من الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف: “إن هذه المهرجانات تعد بمثابة رد الجميل للمطية التي كان العرب يعتمدون عليها في الماضي في النقل ومصدر الرزق والعيش، والآن وبعد التطور والحداثة التي تشهدها البلاد لا يمكننا أن نتجاهل هذا الإرث الحضاري الذي يميز منطقتنا”.
هاجس الفوز
وأكد أحمد بخيت بن عدانة الحاصل على المركز الأول في “شوط الشيوخ المفتوح ومن يرغب من القبائل” أن المهرجان أصبح الشغل الشاغل لفئة كبيرة من المواطنين نظراً لمحبتهم وارتباطهم بالإبل فقال: “أشارك بالمزاينات منذ سنوات عديدة، وحصلت على المراكز الأولى من خلال مشاركاتي العديدة في مثل هذه المهرجانات، ونشكر القيادة الحكيمة على اهتمامها ودعمها المتواصل لهذه الفعاليات وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى وولي عهده سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان”.
وأشار إلى أن المهرجان يعد أيضاً بوابة لحركة اقتصادية وتجارية نشطة من خلال عمليات البيع والشراء للإبل، مؤكداً أن هذا الجانب ينعكس بالفائدة على المواطنين إذ يصل سعر الناقة الواحدة أحيانا إلى عشرة ملايين درهم أو أكثر. كما أكد أن المهرجان بات من المهرجانات المهمة على مستوى منطقة الخليج نتيجة دعم شيوخنا الكبير له وكذلك نتيجة الإدارة والتنظيم الجيدين بإدارة محمد خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان.
سمعة إقليمية وعالمية
وقال سليم المنهالي وكيل إبل الشيخ زايد بن خليفة بن سلطان آل نهيان المشارك بشوط المفاريد فئة المحليات الأصايل “تحدي الشيوخ” من خلال “البكرة فخر” التي نالت المركز الثاني: “مشاركتنا في المزاينة نابعة من حبنا وشغفنا بتراث الآباء والأجداد، فضلاً على أننا نملك نوعاً مميزاً من الإبل يدفعنا للمشاركة والحصول على نتائج جيدة”. وشدد على أن إدارة وتنظيم المهرجان عالية المستوى، مشيداً بالدعم الذي تقدمه القيادة الرشيدة لمثل هذه المهرجانات التي تهتم بصون التراث وإحياء العادات والتقاليد للعادات التي تتميز بها الإمارات ومنطقة الخليج، وأضاف: “لا شك أن الحضور الكبير من قبل المواطنين والخليجيين والسياح يؤكد المكانة المتميزة للمهرجان الذي صار يمتلك سمعة إقليمية وعالمية نعتز بها”، لافتاً إلى الإقبال الكبير من دول مجلس التعاون الخليجي، موضحاً أن الهدف أيضا من المشاركة هو الحفاظ على السلالات وتشجيع أبنائنا من الجيل الصاعد على التمسك بعادات الآباء والأجداد.
تنمية العلاقات الاجتماعية
وأشاد خميس بن محمد الشدي المنصوري بالدور الثقافي والتراثي لمهرجان الظفرة وغيره من الفعاليات المشابهة التي تعبر عن الأصالة والتمسك بالعادات والتقاليد التي كان يسير عليها الآباء والأجداد كما أوضح أن للمشاركة في فعاليات المهرجان أيضا هدفا آخر غير التراثي والاقتصادي، مؤكداً أن المهرجان يعتبر منطلقاً لتشجيع وتنمية العلاقات الاجتماعية سواء فيما بين المواطنين المشاركين والحاضرين أنفسهم أو بين المشاركين من دول مجلس التعاون الخليجي، كما نرى ظاهرة جميلة وليست غريبة علينا بتقديم التهاني للفائز بالمسابقات من الجميع فور إعلان النتائج.
عدد اليوم
