السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واشنطن وإسلام آباد... وهجمات الطائرات من دون طيار

17 ديسمبر 2013 23:27
حذر وزير الدفاع الأميركي باكستان الأسبوع الماضي من أنها تخاطر بقطع بعض المساعدات المالية إذا ظل مئات الباكستانيين يغلقون طرقاً للإمداد لأفغانستان في بيشاور وبلدات أخرى في شمال غرب البلاد احتجاجاً على غارات بطائرات أميركية من دون طيار. وترى إسلام آباد أن مثل هذه الضربات تقتل عدداً كبيراً من المدنيين وتنتهك سيادة البلاد، واضطرت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي -نتيجة الاحتجاجات- إلى تعليق عمليات الشحن البرية لمعدات حلف شمال الأطلسي التي يتم سحبها من أفغانستان عبر الأراضي الباكستانية. ولطالما ارتبطت الولايات المتحدة بعلاقات معقدة مع باكستان وتوترت العلاقات أكثر بسبب استخدام الطائرات الأميركية بلا طيار لاستهداف متشددين في المناطق القبلية الباكستانية على حدود أفغانستان. وذكر مسؤول من وزارة الدفاع الأميركية أن هيجل أبلغ رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أثناء اجتماع في العاصمة إسلام آباد أن أموال المساعدات الأمنية التي تتلقاها باكستان كتعويض عن الحرب الأفغانية قد تتوقف في الكونجرس بسبب عرقلة وصول الإمدادات. وقال «كارل ووج» المتحدث باسم البنتاجون إن شريف تعهد بأنه سيعالج مشكلة الاحتجاجات. وحسب وزارة الخارجية الباكستانية، فإن شريف قال لـ«هيجل» إن غارات الطائرات من دون طيار «تعرقل جهودنا في مكافحة الإرهاب والتطرف على المدى الطويل». وقالت «شرين مزاري» مسؤولة العلاقات العامة في حزب «حركة الإنصاف» بزعامة لاعب الكريكيت السابق عمران خان الذي يهيمن على المنطقة الشمالية الغربية التي يمر عبرها عتاد حلف شمال الأطلسي إن الحزب يرى أن زيارة «هيجل» دليل على أن عرقلة مرور الشحنات الذي بدأ يوم 23 نوفمبر الماضي قد نجحت في الضغط على الولايات المتحدة. وأضافت المتحدثة أن الحزب يعتزم عرقلة الإمدادات حتى توقف الولايات المتحدة غاراتها بطائرات من دون طيار أو يتبنى رئيس الوزراء الباكستاني شريف موقفاً أشد صرامة. وقال «خان» في تجمع لرجال أعمال بارزين في نيودلهي في السابع من ديسمبر «الطريق الوحيد لوقف الإرهاب هو الحوار». وقتلت غارة بطائرة بلا طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية في الأول من نوفمبر الماضي حكيم الله محسود زعيم «طالبان» الباكستانية فيما وصفته الحكومة في إسلام آباد بأنه محاولة لعرقلة جهود السلام في البلاد. واستدعت وزارة الخارجية الباكستانية السفير الأميركي ريتشارد أولسون للاحتجاج على الهجوم بعد وفاة محسود. وتفيد وزارة الدفاع الأميركية أن باكستان تلقت أكثر من عشرة مليارات دولار من أموال دعم التحالف مما يجعلها أكبر متلق لأموال البرنامج. وطلبت إدارة أوباما مساعدات عسكرية لباكستان قيمتها 305 ملايين دولار لعام 2014 بالإضافة إلى 858 مليون دولار كمساعدات مدنية. وتسعى الولايات المتحدة إلى تحقيق الاستقرار في جنوب آسيا مع استعدادها لتقليص أعداد جنودها في أفغانستان العام المقبل. ورفض الرئيس الأفغاني حامد كرزاي التوقيع على اتفاق أمني يبقي بعض القوات الأميركية في أفغانستان بعد عام 2014. وكان «هيجل» قد أمضى يومين في أفغانستان دون أن يجتمع مع كرزاي قبل أن يزور باكستان. وذكر بيان لمكتب كرزاي إن زيارة «هيجل» جاءت بعد يوم من اتفاق كرزاي والرئيس الإيراني حسن روحاني في طهران على اتفاق تعاون في قضايا الأمن والسلام. روحاني قال إنه يجب أن يضطلع الأفغان بمهمة الأمن. ومطلع الأسبوع الجاري قلل كرزاي من شأن الحديث الأميركي عن الانسحاب العسكري الكامل من أفغانستان إذا لم يوقع على الاتفاق الأمني بين البلدين، ووصفه بأنه ممارسة «لسياسة حافة الهاوية»، قائلاً إنه لن يتراجع عن شروطه التي وضعها لتوقيع الاتفاق. وزار كرزاي نيودلهي وسط جهود دبلوماسية مكثفة في المنطقة بعد أن توترت علاقته مع واشنطن مجدداً بسبب رفضه توقيع الاتفاق الأمني الثنائي الذي يحدد طبيعة الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان بعد عام 2014 حين تغادر معظم القوات الدولية البلاد. وتقول واشنطن إنه في حال لم يوقع كرزاي على الاتفاق ستسحب جميع قواتها البالغ قوامها نحو 44500 جندي بحلول نهاية عام 2014. وقد تحذو دول أخرى في حلف شمال الأطلسي حذو الولايات المتحدة، مما يدع القوات الأفغانية في مواجهة تمرد «طالبان» بمفردها. وزير الدفاع الأميركي صرّح الأسبوع الماضي بأنه لا جدوى من الاجتماع مع كرزاي في أفغانستان في ظل مطالبه المتغيرة التي يصر عليها قبل إتمام اتفاق أمني. لكن «هيجل» اجتمع بالفعل مع وزير الدفاع الأفغاني ورئيس أركان الجيش الأفغاني، وناقش معهما ضرورة التوصل إلى اتفاق أمني. وسيسمح الاتفاق للقوات الأميركية بتدريب ومساعدة الجيش الأفغاني بعد عام 2014 مع انسحاب معظم القوات الأميركية بعد حرب تدور رحاها منذ 13 عاماً. وقال «هيجل» في برنامج «مواجهة الأمة» في شبكة «سي. بي. إس» الأسبوع الماضي «ما لم يكن لدينا أمن لاتفاق ما لحماية القوات... فلن يكون لدينا خيار... لن نستطيع البقاء». ديفيد ليرمان وأغسطين انطوني إسلام آباد ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©