الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرسم على الزجاج تحف تستقطب السياح

الرسم على الزجاج تحف تستقطب السياح
18 ديسمبر 2011 21:00
حرفيات الرسم على الزجاج الذي يتحول بعد إذابته على درجة حرارية معينة، إلى أشكال مختلفة من الكؤوس ومناضد الشموع، والقناني الزجاجية المنمقة، مهنة نادرة انتشرت في جميع المناطق اللبنانية، ويحاول البعض الحفاظ عليها من الاندثار، فانصرفوا إلى تطوير هذه الحرفة قدر الإمكان، رغم ما تتطلبه من مهارات وتوافر للروح الإبداعية والفنية. رصيد الجمالية عائلات لبنانية ارتبطت أسماؤها بهذه المهنة، وواكبت صناعتها ونتاجها، أشكالاً متنوعة من الزجاجيات، مثل آل خليفة في صيدا وآل قباني في العاصمة. ويقول العارفون بهذه الحرفة إنها عرفت منذ 1700 سنة، وتطورت بعدما توارثها الأبناء عن الآباء، حيث استقرت في بيروت والصرفند في الجنوب، والبداوي في الشمال، وهذه الصناعة كانت قديماً متعلقة بالرجال كونها تحتاج إلى قوة صبر وتحمل، فضلاً عن الدقة والإتقان، وتعلمها يتطلب جهداً ووقتاً طويلاً، إلاّ أن مشاركة المرأة في هذا الميدان أضاف أليها إبداعات رشيقة ورسومات فنية وتشكيلية، زادت من رصيد جمالية الزجاجيات وغيرها من التحف التي يدخل فيها الحفر المزخرف والنقوش الملونة. وحول هذا الفن الراقي، تقول مي قباني مهندسة الديكور، التي شاركت في معارض عديدة في لبنان والخارج، إن الرسم على الزجاج من الفنون الرائعة والمرغوبة لدى اللبنانيين والعرب والسياح الأجانب، لاسيما حين تكون النتاجات الفنية من الأشغال اليدوية المتقنة. وتضيف «الرسم على الزجاج والألوان الزاهية التي تدخله وتميزه، وهذا ما يزيدنا أيماناً بأن نور بقاء هذه الصنعة لن يطفئ أبداً». وعن خصائص هذا الفن وإبداعاته، تؤكد قباني أنها تتميز بالألوان الزاهية التي تضيفها إلى الرسوم والنقوش على الزجاجيات والصحون والأباريق و»الفازات» والزجاجيات بشكل عام تتنوع بين الأحمر والأزرق والأخضر والأبيض الشفاف والعسلي، وأشكال الزجاج لا تعد ولا تحصى، ولكن البصمات الفنية تعطي إضافات معروفة لكل إنسان أحب هذه «الصنعة»، على أساس أنها تعتمد على الإبداع المستوحى من التراث. وحول رغبات وطلبات الزبائن، وكيفية تلبية ما يريدونه، تشير قباني إلى أن عملية تصريف النتاجات، من الرسم على الزجاج والصحون والأباريق، يعتمد أولاً على عروض المصنوعات التي باتت مقصداً للكثير ممن يرغبون في اقتناء الزجاجيات اليدوية، بعيداً عن الآلة والماكينات. وهناك من الزبائن من يريد تصميماً معيناً، وأيضاً هناك من يحضر رسومات أو نقوشاً لتحفة ما، من الصحف أو ديكور الأعراس، ويريد مثلها من أجل تزيين منزله. ضمان الجودة عن كيفية تعريفها لهذا الفن الشرقي والغربي على السواء، تقول قباني إن هذه الصنعة تتميز بدور في تنشيط السياحة، على أساس أنها عامل جذب للسياح والهواة، الراغبين باقتناء وشراء هذه التحف والهدايا والتذكارات، والقطع الزجاجية. وتشير إلى أنه بالرغم من أهمية المهنة كونها من التراث اللبناني، إلا أنها تشهد اليوم بعض الفتور لدى شريحة كبيرة من اللبنانيين، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والأحوال المعيشية الخانقة التي تمنع السواد الأعظم من اقتناء وشراء هذه التحف، لأنها في نظرهم من الكماليات وليس الضروريات، لذلك فإن تصريف النتاجات اليدوية والحرفية مقتصرة على طبقة معينة. وتقول «أسعار التحف والقطع التي أنتجها برسم جميع شرائح المجتمع، عدا عن أن لكل قطعة مشغولة سعرها وقيمتها، ورغبة الزبائن تلعب دوراً مهماً في اقتناء ما يريدون ويحبون، حتى وإن كانت التحفة المطلوبة مرتفعة قليلاً لناحية الثمن لأن الجودة هي الضمان الأساسي لحرفياتنا وأشغالنا اليدوية. ففن الزجاج المعشق، والرسم والنقش والحفر عليه، من الفنون العربية الأصيلة، التي تحتاج إلى من يتذوقها ليفهم معانيها ويستشعر بجمالها»، وتتابع «هذه الحرفة تتمتع بميزة تراثية بالرغم من دخول الصناعات الحديثة في إنتاج هذه الحرفيات، فالزجاج الملون والأباريق والرسم على الصحون والكؤوس ليست مجرد زخرفة، بل «صنعة» خضعت اليوم لخطوات أكثر ابتكاراً، وذلك نتيجة للإمكانيات الكبيرة الموجودة في هذا الفن، مع استغلال التقنيات الحديثة، والفكر الابداعي والهندسي المتعلق بهذه الأشغال اليدوية». وتوضح قباني «بعيداً عن حرفيات الرسم على الزجاج والأواني المنزلية لا بد من القول إن هذه الحرفة شهدت تطوراً في العصر الإسلامي، لاسيما في بلاد الشام ودول المغرب العربي، حيث برزت الزخرفة الإسلامية على سطح القوالب والقوارير بألوانها المطلية بالذهب والفضة، وبالنقوش المتداخلة مع خطوط الرسوم والحفر الهندسية التي تميز بها هذا الفن. وبقيت هذه المهنة في ازدهار وتقدم بفضل دخول التقنيات الحديثة عليها، حيث برزت تصاميم ابداعية في المنتجات الزجاجية على يد الحرفي الذي يحدد الشكل والحجم للتحفة أو القطعة المراد تكوينها، فيختار نوع الزخرفة والنقش والحفر عليها.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©