الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فترة الامتحانات.. بين الآمال في تحقيق الطموح وضغوط الأهل

فترة الامتحانات.. بين الآمال في تحقيق الطموح وضغوط الأهل
7 ديسمبر 2012
تصبح كلمة امتحان بالنسبة للكثير من الطلبة والأسر حالة قلق وتوتر وخوف شديد، حتى أن هذا الخوف قد يمتد فيسيطر على نومهم، فيرى كثير منهم في نومه أنه تأخر على موعد الامتحان، أو أنه لا يستطيع تذكر ما قد ذاكره، وكذلك قد يصاب بعضهم بالأرق وفقدان الشهية وتسلط بعض الهواجس المُلحة، وغير ذلك من مظاهر القلق والخوف. إجراءات كثيرة يتخذها الأهل أثناء فترة الامتحانات، حيث تتوقف الزيارات العائلية، مع رفع جهاز التلفاز من الخدمة، غلق الكمبيوتر، اختصار المكالمات الهاتفية إلى أقصى درجة ممكنة، وربما منع الحديث بين أفراد الأسرة في غير وقت الطعام إلا للضرورة القصوى، هذه بعض الإجراءات الامتحانية المشددة التي ترفع بها كثير من الأسر حالة الطوارئ إلى درجاتها القصوى مع كل موسم امتحانات، خاصة إذا كان بالبيت طالب أو طالبة، فيرتفع بذلك التوتر وتزداد درجات الشد العصبي وتتبدل أحوال الأسرة. أمر طبيعي وعن آلية التعامل مع فترة الامتحانات، ترى فاطمة سجواني موجهة الخدمة النفسية في منطقة الشارقة التعليمية أنه يصاحب فترة الامتحانات التحصيلية المدرسية بعض أعراض القلق وليس ذلك لدى الطلاب فحسب، إنما لدى أسرهم أيضا، حيث يعرف القلق لغة بأنه الحركة والاضطراب. وتضيف: قلق الامتحانات حالة نفسية تتصف بالخوف والتوقع، أي أنه حالة انفعالية تعتري بعض الطلاب قبل وأثناء الامتحانات مصحوبة بتوتر وتحفز وحدة انفعال وانشغالات عقلية سالبة تتداخل مع التركيز المطلوب أثناء الامتحان، مما يؤثر سلبا على المهام العقلية في موقف الامتحان، ويعود سببها إلى أن الطالب يدرك موقف التقييم والامتحان، على أنه موقف تهديد للشخصية، أما القلق الذي يعتري غالبية الطلاب قبل وأثناء الامتحانات فهو أمر طبيعي، وسلوك عرضي ومألوف مادام في درجاته المقبولة، ويعد دافعا إيجابياً وهو مطلوب لتحقيق الدافعية نحو الإنجاز المثمر. وبالرغم من الثقة العالية للطلبة بدراستهم من خلال الجهد الذهني والإرهاق البدني المتمثل بالسهر لساعات طوال، فإنه وفقا لما ذكرته السجواني استعداد منهم للامتحانات أملاً بتحقيق أفضل النتائج والعلامات، إلا أن مشاعر القلق والتوتر لا تفارق يومهم الدراسي اطلاقاً، الأمر الذي يخلق حاجزا نفسيا ما بين الطالب وما بين الامتحان «البعبع»، كا يحلو لبعضهم أن يسميه. وعن الامتحانات وضرورة أن تكون فترة تتميز بالراحة والهدوء من قبل الأهل، قالت: هي ليست فترة خوف وقلق وتوتر، خاصة وأن كثيرا من الأهالي يهتمون فقط بالتفوق المرتبط عندهم بالعلامات، متناسين قدرات أبنائهم التحصيلية، التي يجب من خلالها تقييم الوضع بعيدا عن اجبار الأبناء على شيء لا يستطيعون الوصول إليه من خلال اشعارهم بالتوتر والخوف، لافته في الوقت ذاته الى أن الابناء يتأثرون بأجواء أسرهم . أما فوزي محمد موجه تربوي فيوضح أن قلق الامتحان يبدأ كحالة عابرة، وهو عبارة عن استجابة مكتسبة يتعلمها الطالب، أو تحدث نتيجة لظروف أو مواقف معينة ضاغطة تواجه الطالب، ثم يبدأ الطالب في تعميم استجابته على مواقف أخرى، أي عندما يؤدي الامتحان لمواد أخرى، وحينها يصبح القلق اضطرابا نفسيا لديه، وإذا عمم الطالب قلقه على مواقف حياتية أخرى، قد يعاني من القلق العصبي، وقد يؤدي ذلك إلى مرض نفسي. ويضيف: القلق بشكله العادي والطبيعي يعد أمرا إيجابيا للفرد فهو بمثابة الدافع الذي يحرضه لإعداد نفسه للامتحان، ولكن حين يزيد هذا القلق عن حده تظهر آثاره السلبية على الفرد، مما يؤثر على ثقته بنفسه، ويؤثر بشكل سلبي على تحصيله الدراسي فيتدنى وينخفض. وللتغلب على قلق الامتحان هو التوقف عن التفكير السلبي بالأمور، وتجنب المخاوف التي تتسبب بالقلق كالخوف من صعوبة الامتحان، أو الخوف من عدم المقدرة على استيعاب الدروس أو الخوف من النسيان، ومن ثم يأتي الدور المضاد للسلبية، وهو التفكير الإيجابي والثقة بالنفس من خلال إعطاء النفس الدفعة المناسبة من التفاؤل. تشتت الذهن حول حالة النسيان التي يعاني منها الكثير من الطلبة، ترى هدى إبراهيم سلطان أخصائية نفسية أن حالة النسيان التي يعاني منها الكثير من الطلاب، هي إحدى نتائج القلق، حيث يؤدي إلى تشتيت ذهن الطالب، فتتداخل بعض المعلومات التي يقوم باستذكارها مع ما سبق أن ذاكره، ويحدث هذا أثناء المذاكرة أيضا، والعلاج في هذه الحالة هو النوم العميق والراحة، وإعطاء فرصة للذهن لاسترجاع المعلومات. أما عن أفضل الطرق للاستذكار، فتقول هدى: لابد أن يبدأ الطالب بالمذاكرة بنشاط دون تعب أو ملل ويجب أن يقنع نفسه بأن ما يقرأه عبارة عن قراءة استمتاعية تضيف له الفائدة والمعلومات، وليست مجرد واجب، كما يجب وضع جدول مكتوب للمذاكرة وتنظيم الوقت، حيث إن الجدول المكتوب يعطي النفس استعداداً نفسيا وعقليا للمذاكرة والاستيعاب، ويجب الموازنة بين فترات الاستذكار والراحة، وألا تمتد فترات المذاكرة لأوقات طويلة، لأنها تسبب الملل والإجهاد، ويجب تهيئة مكان جيد للاستذكار، والابتعاد عن كل وسائل الإزعاج، وسبل تشتيت الذهن وما يؤثر على الأعصاب، والجلوس بشكل مريح. ويركز على أهمية النوم وعدم السهر، وخاصة في الليالي السابقة للامتحان لأن السهر يبدد المعلومات، ويؤدي إلى تشتت الذهن، ودعا الطلاب لتجنب السهر ومحاولة أخذ القدر اللازم من النوم في الليل، وشدد على ضرورة الابتعاد عن المنبهات لضررها الآني والمستقبلي. للأسرة دور كبير في تخفيف حدة القلق والتوتر التي يصاب بها الطلبة، وعن ذلك تحكي رقية شاهين، ربة بيت، ولديها 4 أبناء في مراحل دراسية إن ابنها خالد الطالب في الثانوية العامة يعاني من أعراض القلق الناتجة عن رهبة الامتحان، وقالت إن ذلك يظهر جليا من خلال سلوكه وتعامله مع أفراد أسرته داخل المنزل، الذي يتسم بالعصبية والصراخ في بعض الأحيان، معللةً هذا السلوك السلبي بأنه نتيجة الارهاق رغم ثقتها بانه أعطى كل الجهد المطلوب لدراسته من خلال متابعته لفروضه اليومية بشكل منتظم، مضيفةً أيضاً أن التنافس بين الطلبة وخصوصاً ما بين الشباب في التحصيل العلمي له أكبر الاثر في نفسه ومدى تركيزه في الامتحانات. ولفت رب الأسرة حمدان البلوشي 32عاماً، إلى أن لديه أبناء في أكثر من مستوى تعليمي حلقة أولى، ثانية، ثانوية بقوله: فترة الامتحانات حالة استنفار دراسي، حيث يصبح البيت خلية نحل، أتابعهم في البيت والمدرسة باستمرار، ولا أذكر أنني طلبت من أحدهم أن يدرس أو منعتهم من برنامج تلفزيوني يحبونه، هناك تفاهم وإدراك من قبلهم لواجباتهم الدراسية، ويضيف» كل ما هو مطلوب من الأسرة أن توفر الهدوء والأمان لأبنائها، لا أن تزرع الخوف والقلق في نفوسهم جراء الامتحان، فهذه ليست المرة الأولى التي يقدمون فيها الامتحان، لذلك نصيحتي كولي أمر لكل أسرة لديها أبناء في مختلف مراحلهم الدراسية أن يدركوا هذه الفترة من خلال تهيئة أبنائهم على مدار العام الدراسي من قبلهم أولاً، وبالتعاون مع المدرسة ثانياً لاستقبال فترة الامتحان، وذلك بعدم إبداء مظاهر الخوف والقلق أمامه، مع احترام قدرات الابن وعدم فرض طموحاتنا عليه دون احترام لميوله وإمكاناته. وفي حال معاناته من صعوبات في دراسة بعض المواد علينا تشجيعه ومساعدته على دراسة هذه المواد، ومراقبة النظام الغذائي والابتعاد عن الإكثار من المنبهات، وتنظيم أوقات الدراسة والراحة الكافية، فالنوم بعد ساعات طويلة من الدراسة يعطي فرصة للدماغ لاسترجاع المعلومات التي تمت دراستها، ومن ثم تثبيتها لتسهيل عملية الاسترجاع عند الامتحان. تجارب طلابية من جانبها تلفت بدرية خميس وصديقتها ريم محمد، ثانوية عامة، إلى أنه أحيانا ينتابهن خوف عندما يكن غير منجذبات لمادة معينة وأسئلة الامتحانات تؤهل للنجاح أو للرسوب، وتقول إحداهما: لم نصادف في حياتنا أن منعنا أولياء أمورنا من الخروج أو مشاهدة التلفاز لأنهم يثقون بنا، فنحن دائما نجلس ونذاكر دروسنا من أجل إثبات النجاح المطلوب. وأضافا بأن كل طالب أوطالبة إذا لم يذاكر أولا بأول ،فان العقل لا يستطيع استيعاب وحفظ كل المعلومات من الكتاب أو فهمه في ليلة واحدة. وتقول أسيل عبدالله إحدى طالبات المرحلة الإعدادية إنه مع بدء موعد الامتحانات تتزايد المخاوف والهواجس عندها، لاسيما أن مادة الرياضيات من إحدى المواد التي تشكل لي قلقاً كبيراً، وهناك مجموعة أسباب وراء رهبة الامتحان عند بعض الطلاب، من بينها عدم الاستعداد الكامل للامتحان ، وقلة الثقة بالنفس والتي قد تؤثر بالنهاية على تركيز الطالب خلال الامتحان، وبينت أسيل أن تخطي مثل هذه العقبات والحواجز النفسية يساهم بتفريغ الإجابات والمعلومات على ورقة الامتحان، ويحقق النتيجة المطلوبة. وعن هاجس نسيان المعلومات لدى الطلبة أثناء تقديم الامتحانات ينتاب الطالب بدر حسن أحمد، أول ثانوي، شعور بحالة من القلق نتيجة قرب موعد الامتحانات، لافتاً إلى أنه متخوف من أن ينسى بعض المعلومات عندما يدخل لقاعة الامتحانات رغم ما قطعه من شوط دراسي مكثف خلال الفصل الحالي، وأن تأدية الامتحان الأول بشكل جيد يلعب دوراً معنوياً كبيراً في تحسين الاداء في باقي المواد الاخرى. من زرع حصد وبكثير من الثقة يقول الطالب محمد درويش المزروعي ثالث ثانوي: لا أشعر بالقلق من الامتحان لأنني متأكد أن من جدّ وجد ومن زرع حصد، موضحا: كلي أمل ألا أخيب ظن أهلي بي، فأنا منذ بداية العام الدراسي متفوق وأتمنى في امتحانات الفصل الدراسي الأول أن احقق أعلى الدرجات العلمية، وذلك لأحقق هدفي الأول الذي أسعى له وهو الانتهاء من الثانوية العامة بتفوق عال والدخول إلى معترك الحياة العملية والتخصص في المجال الذي اتمنى أن أصل إليه وهو «هندسة الكمبيوتر». نصائح أيام الامتحانات توفير وقت كاف للنوم فعلى كل تلميذ أن يحصل على كفايته من النوم والراحة. الاستمتاع بفترة استرخاء وترفيه، عن طريق إعطاء العقل والجسم راحة حوالي عشر دقائق بعد كل ساعة مذاكرة متصلة. تناول طعام طازج صحي ومتنوع، حيث يجب على الطالب خاصة في فترة الامتحان الالتفات إلى الحفاظ على صحة جسمه. الاهتمام بمكان المذاكرة بحيث يكون هادئاً قدر المستطاع بعيداً عن الضوضاء والنقاشات والتجمعات، وأن يكون جيد التهوية وتكون الإضاءة قوية، ومناسبة والبعد عن مصادر التشويش والتوتر.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©