أرى أننا نهتم كثيراً بموضوع تجنيس أوليفيرا ونعطيه من وقتنا أكثر مما نعطي للاعبينا المواطنين أبناء البلد وإن كان هذا الاهتمام نابع من منطلق الحرص على نجاح مشاركتنا الآسيوية، إلا أننا لسنا مع هذه المبالغة بفرد على حساب باقي الأفراد، ولسنا مع القول الرائج هذه الأيام بأهمية مشاركة أوليفيرا مع المنتخب في بطولة آسيا، لأنه يذكرنا بما راج قبل مشاركتنا في بطولة كأس الخليج وطغيان أسطوانة أهمية دياكيه بالنسبة للمنتخب في تلك البطولة حتى وصل الحال بأحد القائمين على أمور المنتخب الى التصريح بأنه إذا أردنا الفوز ببطولة الخليج فعلينا الإسراع في تجنيس دياكيه! دون استشعار مدى خطورة مثل هذا التصريح على نفسية ومعنويات باقي لاعبي المنتخب ومدى تأثيره السلبي عليهم·
إن البعض يطالب بضم أوليفيرا إلى المنتخب للمشاركة في بطولة كأس آسيا في شهر يوليو كسباً للوقت، وأنا أرى في مثل هذه المعطيات وهذا الطرح إضاعة للوقت وتشتيتاً للجهد والفكر وإحباطاً للمعنويات، ولا أرى سبباً مقنعاً ومفيداً للمنتخب في مجرد الحديث عن مشاركة أوليفيرا مع المنتخب، لأنه وبكل اختصار وببساطة متناهية ما زال غير مواطن، وبالتالي يجب ألا نضيع الوقت في الحديث عن مشاركته من عدمها، لأننا حتى الآن نتحدث ونشغل أنفسنا بلاعب أجنبي ونتحدث بإسهاب عن أهميته وعن مركزه في المنتخب، وكل هذا ما هو إلا كلام سابق لأوانه قد يؤدي بنا إلى الانشغال عن كل شيء بهذا الأوليفيرا الذي طغى موضوعه والهالة الإعلامية حوله حتى وصل إلى درجة السوبر مان الإماراتي القادم، ووصل التركيز عليه لدرجة فاقت المنتخب نفسه الذي يضم جميع لاعبي الإمارات وأبرز نجومها·
لسنا ضد حصول أوليفيرا على جنسبة الدولة إذا كان يستحقها، ولكننا ضد أن يتحول الحديث عن منتخب الإمارات وكأنه أوليفيرا فقط وكأنه المنقذ المنتظر، ولا أرى الانشغال بأمور لم تثبت رسمياً حتى الآن وحتى لا نعيش في الأحلام فيجب على الجميع التركيز لإبقائنا على أرض الواقع ننطلق منها إلى آسيا بقوة العزيمة وبالثقة في النفس لا بالعيش على أحلام وردية نعلقها على أقدام لاعب واحد لم يبت في أوراقه حتى الآن·
إلى المهرولين والمستعجلين من أمرهم في موضوع أوليفيرا أتمنى عليهم عدم نسيان التجهيز للمزاد الذي لا سند له في القانون لكي نستمتع مرة أخرى بمتابعة بعض الفصول الهزلية التي ابتدعها رجال الاتحاد والتي قادتنا للمزايدة على جنسية الدولة·
أخيراً أوليفيرا أكثر جرأة من المسؤولين في التحدث عن جنسيته وعن جواز سفره الإماراتي مع اختلاف وجهات السفر، فالبعض يريد له الجواز للسفر إلى فيتنام وهو يستعجل الجواز للسفر إلى البرازيل، ونصيحتي له ألا ينسى الحصول على تأشيرة دخول البرازيل حتى لا يتم إعادته على نفس الرحلة التي قدم عليها، لأننا كإماراتيين نحتاج لتأشيرة زيارة·
عبد الرحمن لوتاه
عدد اليوم
